بعد أن قاد حملة استفتائية ناجحة بكل المقاييس، قرر حزب التقدم والاشتراكية إطلاق مبادرة جديدة على شكل برنامج تواصلي وتعبوي تحت شعار «أبواب حزب التقدم والاشتراكية مفتوحة»، وذلك في غضون الشهر الجاري، وخلال شهر رمضان المبارك بالخصوص، وفي أفق الانتخابات التشريعية المقبلة . وتهدف هذه المبادرة، حسب كريم تاج عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية والمكلف بالتواصل، مواصلة وتجديد التعبئة المتميزة التي أبانت عنها تنظيمات ومناضلي الحزب خلال فترة الحملة الاستفتائية، وذلك عبر خوض غمار الأبواب المفتوحة التي هي عبارة عن برامج بمضامين وأشكال ودعامات مختلفة، منها ما هو محلي إقليمي، ومنها ما هو وطني موضوعاتي يهم مجالات متعددة، تواكبها أنشطة متنوعة ودعوات للانخراط في صفوف حزب التقدم والاشتراكية موجهة للشباب والأطر من الجنسين وموجهة إلى عموم المواطنين. وستتاح خلال هذه الأبواب المفتوحة، يقول كريم تاج في اتصال أجرته معه بيان اليوم، فرص للنقاشات مع المواطنين ومع الفاعلين بالمجتمع المدني تهم قضايا محددة تتعلق بالحكامة، وبالتربية والتكوين، وباستقلال القضاء، وبالأمازيغية، وبمستقبل الجهوية في المغرب، وبما يقترحه حزب التقدم والاشتراكية من جيل جديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وغيرها من المواضيع التي تكتسي طابع الراهنية . ومن حيث الشكل، يضيف كريم تاج، يمكن للأنشطة أن تكون عبارة عن لقاءات في قاعات عمومية وفي مقرات الحزب، أو عبارة عن أروقة في الساحات العمومية، أو حملات في فضاءات الاصطياف المختلفة أو على شكل قوافل متنقلة، مع توقع تنظيم العديد من الأنشطة على مستوى الفروع الإقليمية والمحلية مصحوبة بتظاهرات متنوعة وبأروقة للتعريف بآراء الحزب وتحاليله وببرنامجه. بهذا الخصوص، شدد أمين الصبيحي، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية المكلف بالانتخابات على أن هذه الأبواب المفتوحة، خاصة جانبها المتعلق بالقضايا الموضوعاتية، تعتبر مناسبة لتدقيق برنامج الحزب الانتخابي، وتغذيته بأفكار ومقترحات جديدة كأسلوب يحبذه حزب له ما يكفي من القدرة على الإنصات والتفاعل من أجل رصد القضايا التي تشكل الأولويات بالنسبة للبلاد وفعالياتها المختلفة ولعموم المواطنين. وقال أمين الصبيحي لبيان اليوم إن العلاقة بين الأبواب المفتوحة المزمع تنظيمها، وبين برنامج الحزب الانتخابي، علاقة وطيدة. فبالإضافة إلى مقترحاته التي سيعرضها على الأطر والفعاليات بمختلف مشاربها وعلى عموم المواطنين، يسعى حزب التقدم والاشتراكية إلى تدوين كل المقترحات التي ستنتجها مختلف اللقاءات القادمة في تقارير ومحاضر. على أن يأخذ بالمقترحات الأكثر نجاعة ويقوم بتجميعها وضمها للخروج بالصيغة النهائية لوثيقة برنامجه الانتخابي. واعتبر الصبيحي الأبواب المفتوحة، والتي ستشارك فيها فروع الشبيبة الاشتراكية ومنظمة الطلائع أطفال المغرب ومنظمة الكشاف الجوال والقطاعات السوسيو مهنية، فرصة أيضا للقيام بحملات للانخراطات الجديدة في صفوف الحزب، من أجل الرفع من عدد مناضليه. وهي مهمة يراها عبد الواحد سهيل عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية «مستمرة باستمرار نضال الحزب وعمله السياسي»، معتبرا بلوغها رهينا ب «مدى استعداد ومدى نضالية الرفاق أنفسهم»، وموضحا أن عملية الاستقطاب بمعناه الرامي إلى انخراط مناضلين جدد، تتم بصورة تلقائية من قبل مناضلي الحزب «الذين عليهم أن يجتهدوا في إبراز خصائص وأهداف وتوجهات الحزب للمواطنين، حتى يقتنع هؤلاء بضرورة العمل من أجل الوصول إلى الأهداف المتضمنة في برنامج الحزب الانتخابي». واعتبر عبد الواحد سهيل مبادرة الأبواب المفتوحة، التي سيتم توظيف التكنولوجيا الحديثة لإنجاحها، فرصة أمام المناضلين والمناضلات، الذين عليهم الاتصال بالمواطنين والمواطنات وفعاليات المجتمع ل «وضعهم في الصورة بخصوص المشروع المجتمعي للحزب وبرنامجه الانتخابي الواضح الذي يجب التعريف به وبما يطمح إليه وتدعيمه بأقوى الأفكار التي تحقق الإضافة النوعية من أجل تقوية المسير الديمقراطي لبلادنا، والاجتهاد من أجل ضمان العدالة الاجتماعية في مجتمعنا والمساواة بين كل المواطنين والمواطنات، وتحقيق التقدم في الميدان الاقتصادي حتى نستطيع أن نخلق ثروة يمكن توزيعها بشكل عادل، وبشكل منصف على كل الفاعلين في ميدان الإنتاج سواء أكانوا شغيلة أم مشغلين، هذا فضلا عن الالتزام بالدفاع عن كياننا كوطن وشعب وعلى وحدتنا الترابية وهويتنا وقيمنا ومؤسساتنا». وذلك ما شدد عليه بلاغ للديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، حيث تدارس هذا الأخير في اجتماعه الأسبوعي أول أمس الإثنين، مبادرة «أبواب الحزب مفتوحة»، ودقق مضامين البرامج والأشكال والدعامات التي سيتم من خلالها بلورة هذه المبادرة الهادفة إلى مواصلة وتجديد التعبئة الحزبية استعدادا لمختلف الاستحقاقات المقبلة، مؤكدا أن المرحلة التاريخية الدقيقة التي يجتازها المغرب تستلزم «التحلي بالروح الوطنية العالية، التي تجعل المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار»، وذلك في إطار من «الاستقرار والاحتكام إلى الآليات والقواعد الديمقراطية، التي تسمح لكل تيارات الفكر والرأي بالتعبير عن تصوراتها بخصوص راهن البلاد ومستقبلها، في إطار صراع فكري ديمقراطي هادئ». كما شكل الديوان السياسي فريق العمل الذي سيتولى دراسة مشاريع النُصوص المؤطرة للانتخابات، واتخذ التدابير اللازمة لتنظيم اجتماع اللجنة الوطنية للانتخابات يوم غد الأربعاء، كما قرر اتخاذ مبادرة جديدة اتجاه حلفائه الأساسيين.. هذا وعلمت بيان اليوم أن الإدارة المركزية للحزب شرعت في تلقي اقتراحات الفروع المحلية والإقليمية بخصوص نوعية الأنشطة السياسية والاجتماعية والثقافية المخصصة لبرنامج الأبواب المفتوحة، على أن تنسقها وتهيكلها وتعمل على تعميمها في وقت لاحق.