أكدت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أن «من أهم ما ترتب عن التحول الرقمي للإعلام والتواصل أن المواطن المغربي بات يعيش وسط منظومة رقمية شمولية وأن عرض الإذاعات والقنوات التلفزية صار يطرح في خضم منظومة تنافسية تضم وسائل الإعلام العابرة للحدود وكبريات المنصات الرقمية العالمية». واعتبرت أخرباش خلال تقديمها للدرس الافتتاحي لبيت الصحافة بطنجة أول أمس الثلاثاء تحت عنوان «منظومة الإعلام بين ديناميات التأقلم وحاجيات التطور» (اعتبرت) أن «التحول الرقمي خلق أيضا متطلبات تأقلم جديدة بالنسبة لهيئات تقنين الإعلام في مختلف المجتمعات، نظرا لبزوغ مواضيع مستجدة تستدعي التقنين كحماية البيانات الشخصية وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، فضلا عن الحاجة إلى الرفع من قدرات ومهارات هيئات التقنين لمراقبة مدى جدية واستدامة أدوات وآليات التقنين الذاتي المعتمد من طرف المنصات والشبكات الرقمية، وكذا الحاجة إلى ترسيخ وتقوية تفاعل المواطن مع هيئات التقنين تيسير التملك المجتمعي لجدوى التقنين في الواقع الجديد للإعلام». وبعد تقديمها لتجربة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري في مجال ضمان حرية التعبير واحترام الحقوق الإنسانية والقيم الديموقراطية في المضامين السمعية البصرية وإرساء مشهد إذاعي وتلفزي تعددي، متنوع وملتزم بالإنصاف المجالي، أبرزت أخرباش»أن المنظومة الإعلامية ببلادنا، كما باقي المجتمعات، إزاء رفع تحدي مزدوج: إيجاد سبل لتقوية وسائل الإعلام الكلاسيكية في سياق الواقع الجديد لمنظومة الإعلام والتواصل، وإلزامية واستعجالية تأهيل المنظومة الإعلامية في مجال استغلال فرص التجديد والإبداع والابتكار التي تتيحها الثورة الرقمية». وختمت أخرباش مداخلتها بتحديد عدد من الأوراش الاستراتيجية ذات الأولوية التي يتعين الاشتغال عليها في سياق التحول الرقمي، في مقدمتها تعزيز صحافة الجودة وتطوير الممارسات الصحافية والقدرات المهنية للتأقلم مع الأشكال الجديدة والمبتكرة لإنتاج الأخبار، فضلا عن تقوية جودة وتنوع وتنافسية الإنتاج الوطني لوسائل الإعلام الكلاسيكية والرقمية». ويعد بيت الصحافة بطنجة مؤسسة إعلامية مغربية مستقلة تأسست سنة 2014 بهدف خلق فضاء للتلاقي بين الصحفيين، وتبادل التجارب فيما بينهم، فضلا عن إسهامه في اندماج وسائل الإعلام المغربية ضمن فضائها العربي-المتوسطي عبر تحفيز التواصل بين مهنيي بلدان المنطقة.