احتضن المقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية مساء الجمعة الماضي العرض المسرحي «القسمة» لجمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي، الذي يعيد طرح الإشكاليات المجتمعية المرتبطة بالإرث في المغرب. العرض المسرحي الذي تناهز مدته ساعة ونصف من الزمن قدّم للجمهور، بقاعة علي يعتة بمقر حزب «الكتاب»، كان عرضا شيقا طُرحت فيه العديد من الإشكالات المرتبطة بقضية الإرث، لاسيما الحيف الذي يطال المرأة أثناء تقسيم التركة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المضايقات والاضطهادات التي تعانيها المرأة من قبل أقارب زوجها بعد وفاته أو من قبل إخوتها في حالة وفاة الأب، حيث تصبح في مرمى أطماع الجميع، وتصبح حياتها مهددة في أي لحظة، بالتشرد والفقر وما إلى ذلك. وتبرز المسرحية في ست مشاهد أزيد من 6 حالات اجتماعية تعاني فيها المرأة كحالة وفاة الأب ومحاولة الأعمام الاستفراد بالإرث بحجة أنهم أولى به وأن بناته ليس لهن الحق، تحت ذريعة أنهم سيتكفلون بهن. كذلك تقدم المسرحية حالة فريدة وهي المتعلقة بالكفالة، حيث تتعرض إحدى البنات إلى التشرد بعد وفاة أبويها بالكفالة واستفراد العم وابنه بالإرث رغم الوصية الشفوية التي تركها الأب لأخيه، هذا الأخير الذي توفي دون أن يهتم بالوصية ويترك الفتاة لقمة صائغة في فم ابنه الذي يشردها في آخر المطاف ويطردها من البيت. ويميط العرض المسرحي "القسمة" الذي أخرجه المسرحي مسعود بوحسين، وكتب نصه الدراماتورج عصام اليوسفي، وصمم سينوغرافيته الفنان رشيد الخطابي، ولعب شخوصه كل من الفنانين والفنانات، فضيلة بنموسى، وسيلة صباحي، بنعيسى الجيراري، سعيد آيت باجا، فريد الركراكي، (يميط) اللثام عن الحالات الاجتماعية المرتبطة بوفاة الزوج ومحاولة الإخوة أخذ تركته في إطار الإرث بدل زوجته، التي تتحمل تربية الأبناء ومواجهة قساوة العيش، كما يطرح الإكراهات المرتبطة بنظام الوصية الذي لم يتطور بحسب السياقات الاجتماعية. وتجدر الإشارة أن هذا العرض يندرج ضمن جولة مسرحية لفرقة إيسيل انطلقت يوم الخميس 21 أكتوبر الجاري وتتواصل إلى غاية نهاية الشهر.. بعد سلسلة جولات قامت بها نفس الفرقة بذات العرض في زمن ما قبل كورونا.. ويشار أيضا أن جولة هذه السنة تستهدف الأحزاب السياسية ومناضلاتها ومناضليها وتقدم كل العروض بتنسيق معها خصوصا أن العرض تعقبه مناقشة مع الجمهور يؤطرها فريق بحث مكون من المفكر والباحث في الحقل الديني الدكتور محمد عبد الوهاب رفيقي والكاتب والناقد المسرحي والناشط السياسي الأستاذ الحسين الشعبي. عرض «القسمة» حضره عدد هائل من مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية ومن بينهم قياديات وقياديون في المكتب السياسي واللجنة المركزية يتقدمهم الأمين العام محمد نبيل بنعب الله، الذين حضروا كل أطوار المناقشة وساهموا فيها مؤكدين جميعهم مواقف الحزب الثابتة من مسألة المساواة بين الجنسين والتي راكم فيه أدبيات مرجعية هامة.. في نهاية هذا الاحتفال المسرحي، وعربونا عن التقدير والشكر، قدم الأمين العام للحزب الرفيق محمد نبيل بنعبد الله باقة ورد للفنانة فضيلة بنموسى ومن خلالها لسائر أعضاء الفرقة المسرحية الذين كانوا في غاية الحرفية والمهنية، وقدموا عرضا فنيا جميلا وممتعا شكلا ومضمونا.