بعد العرض الصادم الذي قدمه في أول مباراة ضمن تصفيات مونديال قطر 2022، وكان ضد السودان، يخوض الفريق الوطني المغربى لكرة القدم، اليوم، ثاني مباراة، حيث سيواجه منتخب غينيا بملعب لانسانا كونتي، بالعاصمة كوناكري. وبالرغم من تحقيق نتيجة الفوز الذي مكنه من احتلال المرتبة الأولى بالمجموعة التاسعة، الا أن الأوساط الرياضية الوطنية، عبرت عن جام غضبها للمستوى الضعيف الذي ظهرت به العناصر الوطنية، ضد منتخب محدود الإمكانيات. كل هذه ردود الفعل المنتقدة والمحقة، تفرض على مجموعة المدرب وحيد هاليلوزيتش بذل قصارى الجهود، من أجل الظهور بمستوى لائق، ينسى الجمهور مرارة الهزالة التي لازمت الأداء منذ سنتين تقريبا، سواء في المباريات الإعدادية، أو خلال تصفيات كأس أفريقيا للأمم بالكامرون. ومن المنتظر أن تعرف تشكيلة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم بعض التغييرات، وفي مقدمتها عودة سفيان أمرابط إلى التشكيل الأساسي، بعدما دخل كاحتياطي في مباراة السودان، بسبب عدم الجاهزية. ومن شأن عودة محور خط الوسط، بعد استعادة امرابط لإمكانياته البدنية، إعطاء التوازن في هذا المركز الحيوي، والذي شكل نقطة ضعف واضحة في أداء المنتخب المغربي، خاصة وأن اللاعب برقوق لم يكن موفقا في القيام بهذا الدور، كما أن بطء عادل تاعرابت، حال دون تقديم الأفضل، مع الإشارة إلى الظهور اللافت للوافد الجديد إلياس الشاعري، الذي لعب كرسمي لأول مرة، ويعد ظهور الشاعري بمستوى مقبول، من النقط الايجابية القليلة في أول ظهور لأسود الأطلس بهذه التصفيات، أضف إلى ذلك الركائز الأساسية كحكيمي، سايس، اكرد… بالنسبة للخط الأمامي الذي ظهر هو الآخر بمستوى ضعيف، يمكن أن يشهد تغييرات، ومن المحتمل أن يبقى الوافد الجديد ريان مايي بكرسي الاحتياط، مما سيسمح ليوسف النصيري بالعودة لمركز قلب الهجوم، مع العلم أن مهاجم نادي إشبيليا الاسباني ظهر بمستوى ضعيف جدا، ولا يرقى إلى المردود اللافت الذي يقدمه بالدوري الاسباني. كما أن هناك أسماء مرشحة للظهور بصفة رسمية خلال مواجهة اليوم، كسفيان بوفال، ومنير الحدادي، اللذان ظهرا كاحتياطيين ضد السودان، كما يمكن للمدرب الاعتماد أيضا على أشرف بنشرقي الذي يوجد بأفضل حالاته. ويعد تحقيق نتيجة إيجابية مسألة ضرورية، أولا للحفاظ على مركز المقدمة، وثانيا منح إشارة الاطمئنان، والحفاظ على مسار متوازن، والأكيد أن المهمة لن تكن أبدا سهلة. فالمنتخب الغيني يطمح لاستغلال استضافة المباراة بميدانية، وتحقيق أول انتصار في هذه المجموعة، خاصة وأنه حقق تعادلا ايجابيا خارج ميدانه، وكان ضد غينيا بيساو هدف لمثله، في مباراة جرت بموريتانيا، كل هذا يضع أسود الأطلس أمام تحد حقيقي، يفرض عليهم تجاوز النقائص الذي اعترت أدائه في المباريات السابقة. المؤكد أن التركيز كله سينصب على دور المدرب وحيد هاليلوزيتش، على أمل تجاوز السلبيات الكثيرة التي ظهرت على أداء الفريق الوطني المغربى، والمباراة ضد غينيا تعد اختبارا جديدا للمدرب، فهل سينجح في هذا الاختيار الجديد؟…