لم يوجه مدرب الفريق الوطني المغربى لكرة القدم وحيد خاليلوزيتش الدعوة للاعب الدولي حكيم زياش، حدث يقع لأول مرة منذ 2016، السنة التي تدخل خلالها رئيس الجامعة فوزي لقجع، قصد إصلاح ذات بينه وبين، المدرب السابق الفرنسي هيرفي رونار . منذ ذلك التاريخ، واسم زياش حاضر بقوة ضمن كل لوائح الفريق الوطني، سواء خلال المعسكرات التدريبية أو المباريات الرسمية، وحتى الودية، وهي مسألة طبيعية وعادية جدا، بالنظر إلى قيمته كلاعب يتوفر على إمكانيات مهمة، والأكثر من ذلك انضامه لأحد أقوى الأندية الإنجليزية. إلا أن خلو اللائحة الجديدة التي أعلن عنها المدرب وحيد يوم الخميس الماضي، من اسم زياش، والتي تشكلت من 24 لاعباً، استعدادا لمواجهة السودان وغينيا، في 2 و6 شتنبر المقبل، في إطار الجولتين الأولى والثانية من تصفيات كأس العالم 2022، خلّف الكثير من ردود الفعل تجمع على غضبها من الخطوة التي أقدم عليها البوسني وحيد. كثيرة هي علامات الاستفهام التي تطرح بخصوص الأسباب الحقيقية وراء هذا الإقصاء، الذي طال واحداً من أبرز العناصر المغربية التي تلعب بالدوري الممتاز. مجموعة من الروايات تنسج حول هذه السابقة، وهذا الإقصاء المثير للغاية، بدأ من تدخل زياش في مسألة استدعاء بعض اللاعبين، وبصفة خاصة نصير مزراوي، إذ حسب بعض المصادر، هناك محاولة فرض عودة زميله السابق بنادي أجاكس أمستردام الهولندي، وهو السلوك الذي أثار غضب الطاقم التقني للمنتخب ككل. ودائما في إطار البحث في الأسباب والحيثيات التي رافقت غياب زياش عن لائحة وحيد، تحدثت مصادر أخرى عن عدم الاقتناع بأدائه في الكثير من المباريات، بالرغم من تسجيله بعض الأهداف الحاسمة، فإن مردوده العام داخل المجموعة ككل، لا يتوافق مع تصور الطاقم التقني، بالإضافة إلى عدم امتثاله للتعليمات، وعدم إظهار القتالية المطلوبة خلال المباريات. والأكيد أن هناك عوامل أخرى وراء هذا الإقصاء الذي لم توافق عليه فئات واسعة من الجمهور الرياضي الوطني، فالمزاجية التي يظهرها اللاعب خلال المباريات كثيرا ما أثارت حفيظة الكثير من المتتبعين، كما أن هناك تقلبا غريبا في التعامل مع المباريات، مرة مصاب، مرة مرهق، مرة غير مستعد، والأكثر من ذلك يقرر الدخول للملعب، في أوقات غير منتظرة، وربما غير مبرمجة حتى من طرف المدرب، وهذا سلوك لا يليق بلاعب محترف، مفروض فيه الانضباط، وخدمة المجموعة، وإظهار الكثير من النضج في كل المناسبات التي يلتحق فيها بالمنتخب كل هذه الأسباب وربما هناك غيرها، تبدو كافية لتجعل المدرب يتخذ قرارا غير سهل بالمرة، وذلك بإقصاء لاعب يعد من خيرة لاعبي الفريق الوطني، إلا أن هناك ملاحظة لابد من الوقوف عليها، ألا وهي عدم تقديم زياش مستويات متميزة، فهو لا يفيد المنتخب خلال المواعيد الكبرى، كما هو الحال خلال مونديال روسيا 2018، وكأس إفريقيا بمصر سنة 2019 ، والجمهور الرياضي ينتظر من زياش نفس العطاء الذي يقدمه مثلا نجوم "البرمييرليغ" كالمصري محمد صلاح، والسنغالي ساديو ماني، والجزائري رياض محرز. وفي ذلك عبرة لمن يعتبر …