يسير فريق الشباب الرياضي السالمي لكرة القدم بخطى ثابتة نحو تحقيق الصعود للقسم الوطني الأول للبطولة الاحترافية، حدث بسجل لأول مرة فريق تاريخ هذا الفريق الذي يوصف ب "الصغير"، من حيث الإمكانيات وقلة التجربة، إلا أن طموح مكوناته جعله يتجاوز كل الفوارق الممكنة، ويبصم على موسم أهله لتحقيق حلم الصعود. وليست هذه المرة الأولى التي ينافس فيها، فريق حد السوالم على ورقة الصعود، ففي المواسم الثلاثة الأخيرة، كان حاضرا بقوة ضمن كوكبة المقدمة، نافس بقوة فرقا عريقة تتوفر على إمكانيات مهمة، إلا أن السرعة النهائية، كانت دائما تخونه خلال اللحظات الحاسمة. إلا أن هذه المرة أمر اختلف، فبأقل ميزانية ممكنة يتمسك بالمقدمة، وبفارق أربع نقاط عن أولمبيك خريبكة صاحب المرتبة الثانية، وسبع نقط عن أولمبيك الدشيرة المحتل للصف الثالث، وعلى بعد ثلاث دورات من انتهاء جولات البطولة في قسمها الثاني. استحقاق تقني لا يمكن أن يناقش، جاء بفضل توافق جهود المدرب الطموح، ألا وهو الرجاوي السابق رضوان الحيمر، ورغبة المكتب المسير برئاسة بوشعيب بن الشيخ، وهو ما ساهم في تكوين فريق تنافسي، يشهد الجميع على القيمة العالية لأدائه، وتوفره على تشكيلة متجانسة لا تكتفي بلعب كرة جميلة، بل الأكثر من ذلك تحقق انتصارات جد مستحقة، بالطريقة والأداء. لم يكن من السهل الوصول إلى هذا التجانس والتكامل، لولا الثقة الكبيرة التي وضعها مسؤولو الفريق السالمي في ابن الرجاء، حيث يقضي حاليا موسمه العاشر في قيادة الفريق، كما أنه يتمتع بصلاحيات واسعة على مستوى اختيارات اللاعبين، وطريقة تدبير الأمور التقنية، وهذا ما يشكل قوة وصلابة الفريق الثاني بمنطقة أولاد حريز، بعد يوسفية برشيد. عمليا، فصعود فريق شباب السوالم مؤكد بنسبة كبيرة، وعلى هذا الأساس عليه التفكير من الآن، في كيفية مواجهة أول موسم له ضمن مصاف الكبار، ليس فقط من الناحية التقنية، بل أساسا من الناحية المالية، حيث التكلفة مضاعفة عشرات المرات، عن تلك التي صرفها هو ينافس على ورقة الصعود بالقسم الثاني. خلال برنامج "المريخ الرياضي" بمحطة راديو مارس، قال رئيس الفريق بن الشيخ إنه يعول على مساندة السلطة المحلية، ودعم الوحدات الصناعية المنتشرة بالمنطقة، حتى يتمكن الفريق من تلبية حاجياته، إلا أن الطموح والتفاؤل والرغبة شيء، والواقع والتجربة شيء آخر، فكثيرا هي الوعود التي تقدم عادة تزامنا مع فرحة وحماس الصعود، إلا أن هذه الشرارة سرعان ما يخفت بريقها، ليكشف المسؤول الأول عن تدبير الفريق أنه يسارع أمواج الخصاص بمفرده. ودائما اعتمادا على تصريحات الرئيس لنفس المنبر، فإن فريقه سيستضيف مبارياته بملعب برشيد، وهذا معطى آخر غير إيجابي، وقد لا يخدم مصالح الفريق، وهو يستضيف فرق القسم الأول بحمولتها التاريخية وتجربتها الغنية. وبعيدا عن كل هذه الحقائق المقلقة التي لا يمكن تجاوزها بسهولة، فإن الموضوعية تفرض علينا الاعتراف بقيمة العمل الذي بذل خلال السنوات الأخيرة من أجل تكوين فريق تنافسي يقدم كرة جميلة وحقق صعوده عن جدارة واستحقاق، وكل مكونات الفريق تستحق التهنئة. المنتظر حقا هو أن يشكل صعود الشباب الرياضي السالمي، ثورة رياضية حقيقة بهذه المنطقة الغنية بإمكانياتها وطاقات شبابها وغيرة أهلها، هذا هو المؤمل وحظا سعيدا مرة أخرى ل"رضوان واوليداتو".