تنطلق مساء اليوم الجمعة منافسات بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم (يورو 2020)، ثاني أهم وأقوى بطولة قارية بعد كأس العالم، والمؤجلة منذ العام الماضي بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، وسط ترشيحات استثنائية حول هوية بطل هذه الدورة التي تقام في أكثر من مدينة أوروبية احتفالا بمرور 60 عاما على إحداث المسابقة. وتبرز فرنسا كمرشحة قوية لانتزاع اللقب الذي أهدرته على أرضها في نسخة 2016 لصالح البرتغال، نظرا للأداء الذي قدمته منذ تتويجها بمونديال 2018 في روسيا، إضافة إلى تشكيلة هجومية عززها عودة كريم ينزيمة لتشكيلة "الديوك". ويتطلع المنتخب الفرنسي تحت قيادة مدربه ديديان ديشان، إلى تحقيق ثنائية تاريخية جديدة، بعدما سبق له أن فاز كلاعب بلقبي المونديال (1998) واليورو (2000). ورغم أن القرعة وضعت "الديوك" في مجموعة نارية (المجموعة السادسة) تضم منتخبات البرتغالوألمانيا والمجر، تبقى فرنسا مرشحة لتصدر مجموعتها والذهاب بعيدا في المسابقة. وبالنسبة للمنتخب الألماني، يجد نفسه هذه خارج لائحة الترشيحات بحكم الأداء الباهت التي تقدمه "الماكينات" في السنوات الأخيرة تحت قيادة المدرب يواكيم لوف الذي سيترك منصبه بعد نهاية البطولة لخلفه هانزي فليك. وسيكون هاجس الألمان أبطال نسخ 1972 و1980 و1996 في اليورو، تفادي تكرار ما حدث في روسيا قبل 3 أعوام عندما ودعوا المونديال من دور المجموعات. وحتى مع عودة الثنائي توماس مولر وماتس هولمز واللعب على ملعبها بميونيخ، لا توجد أي ضمانات حول قدرة ألمانيا على تحقيق نتائج مماثلة لما حدث في آخر 3 دورات متتالية عندما نجحت على الأقل في بلوغ دور نصف النهاية. أما البرتغال حاملة اللقب رغم تقديمها مستوى متوسطا جعلها توصف ب "البطلة القبيحة"، فلا تبدو مرشحة للتتويج بلقب آخر، ولو أنها نجحت في إحراز لقب دوري الأمم الأوروبية سنة 2019، وهي مسابقة عوضت المباريات الودية. ورغم تواجد نجمها وقائدها كريستيانو رونالدو (36 عاما)، لا يبدو أن أفضل لاعب في العالم 5 مرات مؤهل لحمل كتيبة "الملاحين" إلى أدوار متقدمة في آخر بطولة أوروبية له. وفي المجموعة الأولى، لن تكون إيطاليا بطلة دورة 1968 مرشحة فقط لتصدر مجموعتها، بل منافسة قوية لكل من فرنساوبلجيكا بعد عملية إعادة تجديد كاملة لكتيبة "الآزوري" بعد خيبة الفشل في المشاركة بالمونديال الروسي. وباتت إيطاليا بقيادة روبرطو مانشيني، أقوى هجوميا مع الاحتفاظ بمناعتها الدفاعية، محققة أرقاما استثنائية ب 8 انتصارات متتالية وعدم الخسارة ل 27 مباراة. وتفتتح إيطاليا الجمعة منافسات (يورو 2020) بمواجهة المنتخب التركي القوي على أرضية الملعب الأولمبي بالعاصمة روما، بينما تلعب ويلز وسويسرا السبت عن ذات المجموعة. وفي المجموعة الثالثة، تسعى بلجيكا المصنفة الأولى عالميا وصاحبة المركز الثالث بمونديال روسيا، إلى انتزاع أول لقب قاري بجيل يعد الأفضل في تاريخ الكرة البلجيكية. وتعول كتيبة "الشياطين الحمر" التي يقودا الإسباني روبرطو ماتينيز، على تشكيلة مدججة بالنجوم كالمهاجم روميلو لوكاكو والمايسترو كيفن دي بروين والحارس تيبو كورتوا والقائد إيدين هازارد العائد بعد سلسلة من الإصابات. وقدمت بلجيكا أداء خارقا في طريق تأهلها إلى البطولة بتحقيقها 10 انتصارات من أصل عشرة، مسجلة 40 هدفا ولم تتلق سوى 3 أهداف، ما يضعها على رأس المرشحين لصعود منصة التتويج إلى جانب فرنساوإيطاليا. وفي المجموعة الثالثة التي تضم منتخبات هولندا وأوكرانيا والنمسا ومقدونيا الشمالية، تميل الكفة عمليا لصالح "الطواحين" لتصدر المجموعة رغم أن المنتخب البرتقالي فقد الكثير من بريقه وليس مرشحا حتى لبلوغ مراحل متقدمة. أما المجموعة الرابعة، تتمتع إنجلترا المفعمة بروح الشباب تحت قيادة غاريث ساوثغيت، بأفضلية على خصومها كرواتيا الفاقدة لهيبتها منذ بلوغها نهائي المونديال، واسكتلندا والتشيك، تسعى لاستغلالها على أكمل وجه. وتأمل كتيبة "الأسود الثلاثة" في نسخ إنجازها الأخير بالمونديال عندما بلغت نصف النهائي في واحدة من مفاجآت البطولة، قبل أن تكتفي بالمركز الرابع بخسارتها أمام بلجيكا. أما إسبانيا المتواجدة في المجموعة الخامسة إلى جوار منتخبات السويد وبولندا وسلوفاكيا، فلا تبدو مرشحة لتكرار إنجاز جيلها الذهبي عندما فازت بدورتي 2008 و2012. ورغم محاولات متكررة لإحياء هذا الجيل، عجزت إسبانيا البطلة أيضا في نسخة 1964، عن ذلك ولم تحقق أي إنجاز يذكر منذ نهائي كييف، ما يضعها خارج حسابات المرشحين للقب، ولو أنها تبقى الأوفر حظا لتصدر مجموعتها.