يحتضن رواق محمد الفاسي بالرباط وإلى غاية 21 يونيو الجاري معرضا للفنانة التشكيلية ادريسية أويديدن. وعن التقنية التي وظفتها الفنانة في اللوحات المعروضة في هذا المعرض، الذي افتتح مؤخرا، قالت ادريسية، إنها «اللوحة تتشكل بإرادتها. أبدأ بوضع بعض الألوان، ثم أتأملها، وتبدأ الألوان في المناداة على ما يتناسب معها»، موضحة أنها تلصق على القماش ورق الأرز أو ورقا من حرير، ثم تقوم بتشكيله فوق اللوحة... هكذا تتشكل اللوحة. ويذهب إدريس عيسى في تقديمه لدليل المعرض إلى أن الفنانة «تكتب ظلال حروف، فهي لا ترسم الحرف في هيئة مكتملة ثابتة، بل تلقفه في حركته التي هي حركة اليد ذاتها، كما لو كانت تقبض عليه في نشأته وتشكله قبل أن يصير كينونة متمثلة في صوت، وبدل أن تحتوي الحروف وتستحوذ عليها وتتملكها، تَهُمُّ بها، ولا تنال منها إلا ظلالا منخطفة، أجزاء لا تجليها، بل تكشف عن حركتها في هذه الحالة السديمية، ما قبل الحرف، وما قبل الصوت والنداء». وأضاف «عقفة، انحناء، ميلان، شطب، استطالة، استقامة، علو، انحدار، تجاوز ظلال، تلامسها، تحاذيها وهي تلاحق هيئاتها المرهونة بحركة اليد. لكن يحدث كل هذا خطفا، بضربات سريعة، واثقة، وحاسمة، كما لو أن ظلال الحروف قيدت بحركة واحدة لا تردد فيها، في حال من الإنصات إلى (إملاء سري) قبل أن يكتمل الإملاء». وسبق لادريسية أويديدن، التي ازدادت سنة 1949 بفاس، أن أقامت معارض فردية وجماعية في كل من القنيطرة والرباط ومكناس والدار البيضاء وأكادير وفاس وسطات والصويرة.