انطلقت يوم الخميس الماضي فعاليات الحوار المغربي الصيني الذي نظمته الشبيبة الاشتراكية المغربية وعصبة الشبيبة الشيوعية الصينية، حيث كان اللقاء الذي شارك فيه 18 من الشباب إناثا وذكورا من الجانبين، بمثابة تجديد لجسر العلاقات المثنية الممتد بين حزب التقدم والاشتراكية والحزب الشيوعي الصيني، وربطا للحاضر بماض لعب فيه قادة الحزب الشيوعي المغربي دورا أساسيا للتعريف بالقضايا العادلة للمغرب لدى أصدقائهم بالحزب الشيوعي الصيني والحصول على دعمهم بشأنها، خاصة ما تعلق بقضايا الاستقلال والتحرر وقضية وحدته الترابية وأساسا قضية الصحراء المغربية. وبدا اللقاء الذي افتتح بكلمة ألقتها عن الجانب الصيني دونغ شيا عضوة المكتب المركزي لعصبة الشبيبة الشيوعية ومسؤولة دائرة الاتصال الدولي، تجديدا لجسر التواصل وعلاقات الذي أرسى ركائزه القادة المؤسسون، أكدت فيها على التطور الذي يشهده تعزيز العلاقات بين الصين والمغرب خلال السنوات الأخيرة، وذكرت في هذا بالاتصالات المكثفة التي تمت بين الرئيس الصيني شي جين بينغ وجلالة الملك محمد السادس، و الاتصالات العديدة التي أجراها قائدي البلدين التي أعرب فيها المغرب عن تضامنه مع الصين في بداية تفشي جائحة كورونا. وخلال هذا اللقاء الحواري التفاعلي الذي تمحور حول تبادل تجارب الانتماء والانخراط السياسي والعمل الذي يقوم به الشباب داخل هيئاتهم خدمة لوطنهم وللشعب، أفادت عضوة عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية، أن المغرب قدم دعما قيما للصين وأرسل مساعدات وقائية مهمة للحد من انتشار الفيروس، كما قدمت الصين للمغرب مساعدات شملت معدات وأجهزة طبية لمساعدته على السيطرة على الوباء، مشيرة أن التعاون بين الجانبين فيما يتعلق باللقاحات حقق تقدما إيجابيا". وحول العلاقات بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب التقدم والاشتراكية، قالت المسؤولة في عصبة الشبيبة الشيوعية، " إن حزب التقدم والاشتراكية يشكل أكبر حزب اشتراكي في شمال إفريقيا والحزبان يتشابهان من حيث الإيديولوجية والقيم الذي يحملانها"، واصفة إطلاق الحوار بين شبيبات الحزبية بالمفيد والذي يتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني الذي اتخذ على مدى المائة عام الماضية، سعادة الشعب وتجديد شبابه الوطني مهمة له. وذكرت في هذا الصدد بالمسيرة التي خاضها الحزب الشيوعي الصيني منذ بدايات التأسيس قائلة " إن الحزب الشيوعي الصيني قاد الشعب الصيني لتحقيق مسيرة الاستقلال الوطني وتحرر الشعب وأطلق ثورة ديمقراطية جديدة خلال ثلاثين عاما الأولى حيث تم تأسيس الصينالجديدة بعد الحصول على الاستقلال وتحرر الشعب، ثم قاد بعد ذلك المسيرة من أجل تحقيق الثورة الاشتراكية وبناء الاشتراكية خلال حوالي ثلاثين عاما آخر، إذ تم إنشاء النظام الاشتراكي الأساسي في الصين وأطلق الحزب بعد ذلك مسيرة الإصلاح والانفتاح الجديدة في البلاد" وأردفت بالإشارة إلى أن الحزب الشيوعي خلال مائة سنة تحول من حزب لا يتجاوز عدد أعضائه 60 عضوا إلى أكبر حزب حاكم في العالم ينتمي إليه أكثر من 91 مليون عضو، تمكن من بناء مجتمع رغيد للحياة على نحو شامل في دولة نامية ذات أكبر عدد للسكان في العالم ونجح في تخليص أكثر من 98 مليون فقير في الريف من الفقر، حيث حققت الأمة الصينية طفرة نوعية من الاستقلال إلى الرخاء حتى ازدياد القوة". وبالنسبة لموضوع اللقاء الذي تمحور حول "الحزب الشباب "، ذكرت المتحدثة في البداية بتاريخ الحزب الشيوعي الصيني الذي أكدت أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالشباب الصيني، مشيرة أن المشاركين في المؤتمر الوطني الصيني سنة 1921، كانوا من الشباب حيث لا يتجاوز متوسط أعمارهم سن 27 عاما، أصغرهم كانت شابة لم يتجاوز سنها 19 سنة، و منذ تأسيسه جعل الحزب الشباب جزءا مهما من حملته حيث عمل في هذا الصدد على تأسيس الشببية الشيوعية تحت قيادته وذلك في عام 1922، وعلى مدى مائة سنة ضم الحزب جماهير كبيرة من الشباب حيث يعتمد عليهم وكسب تأييدهم. وأضافت أن الحزب الشيوعي الصيني بصفة خاصة منذ مؤتمره الوطني 18، أصحبت اللجنة المركزية للحزب والرئيس تهتم بأعمال الشباب، حيث أكد على تدريب الشباب ليكونوا مساهمين في بناء الاشتراكية والدولة، كما طرح الرئيس فكرة إعطاء الأولوية للشباب وتم في هذا الصدد طرح أول مرة في تاريخ الصين خطة لتنمية الشباب، والتي تعتبر وثيقة استراتيجية لإصلاح عصبة الشبيبة، فموضوع الشباب جزء مهم من أعمال الحزب، وفق تعبير المتحدثة". وحرصت المسؤولة في عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية على التأكيد على أهمية إطلاق هذا الحوار المغربي الصيني والذي يتم على مستوى شبيبتي الحزب الشيوعي الصيني وحزب التقدم والاشتراكية المغربي، وتبادل عبره لتجارب الشباب من الجانبين فيما يتعلق بقضايا أساسية تهم الانخراط والمشاركة والمساهمة في العمل السياسي. ولفتت بالقول " إن العالم يمر بتغيرات غير مسبوقة ومن الأهمية الحرص على تقاسم التجارب و التواصل بين الشباب في التنظيمين الشبيبة لحزبينا اللذان يتقاسمان القيم المتمثلة في الديمقراطية والحرية وبناء مجتمع مستقبل البشرية، قائلة" دعونا نبذل جهود مشتركة لبناء عالم يسوده السلام والإنصاف، والاستقرار". ومن جانبه، حرص سعيد البقالي، عضو المكتب الوطني للشيبة الاشتراكية، الذراع الشبيبي لحزب التقدم والاشتراكية، مسؤول العلاقات الخارجية بالشبيبة، على التأكيد على العلاقة المتينة التي تجمع بين المنظمتين الشبيبتين "الشبيبة الاشتراكية المغربية وعصبة الشبيبة الشيوعية الصينية"، والتي تعد امتدادا للعلاقات الرفاقية المتميزة والصداقة النبيلة التي جمعت في الماضي الحزب الشيوعي المغربي بنظيره الصيني". ووصف انطلاق الحوار المغربي الصيني على صعيد شبيبتي الحزبين، بالفرصة الحقيقية لربط الحاضر بالماضي بغية استشراف المستقبل بين الحزبين والمنظمتين والبلدين المغرب والصين، بل ومناسبة أيضا للوقوف أكثر على قيم الحزبين وتاريخيهما،بالإضافة إلى العمل الذي تقوم به كل من الشبيبة الاشتراكية المغربية وعصبة الشبيبة الشيوعية مع شباب بلديهما. وعبر عن الأمل في جعل الانطلاقة الجديدة للحوار بين شباب الحزبين المغربي والصيني، "لبنة أخرى من لبنات التضامن و التآزر بين المنظمتين و الشعبين من أجل مستقبل زاهرو واعد قوامه التعاون المتبادل، المحترم لسيادة الدول وقراراتها ووحدتها الترابية، والقائم على مبادئنا الاشتراكية في إطار المصير المشترك للبشرية جمعاء". وقال في هذا الصدد مؤكدا " إن القيم الاشتراكية التي طالما جمعت أعضاء وعضوات الشبيبة الاشتراكية بالحزب الشيوعي الصيني و عصبة الشبيبة الشيوعية هي المرجع الذي من خلاله يتقاسم الجانبان الأهداف المشتركة في سبيل تحقيق الرخاء و الازدهار لبلدينا". و اعتبر أن جمع الحزب الشيوعي الصيني من خلال الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد النظرية والفكر بالممارسة والعمل، مكن الصين وقائدها الرئيس شي جين بينغ من تحقيق مجتمع النماء والحياة الرغيدة على نحو شامل، وتحقيق نهضة عظيمة للأمة الصينية على جميع المستويات". ولفت بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية، إلى أنه بنضالاته المستمرة والمتعددة لمدة تزيد على 75 سنة بين الجماهير المغربية قد دافع ورسخ لأفكار التقدم و العلم و بناء الإنسان المفكر، وانطلاقا من ذلك كان مشاركا في خلق سياسات عمومية اجتماعية من خلال الحقائب التي تحملها و المسؤوليات التي قام بها منذ حكومة التناوب أواخر تسعينيات القرن الماضي. وفيما يعد رسالة تهم آفاق المستقبل قال البقالي"إن العلاقات بين الحزبين و الشبيبتين لتعد مثالا للعمل المشترك الذي نبغي من خلاله تمتين آفاق التعاون و التضامن الدولي بين البلدين وفق دبلوماسية رزينة و متكافئة تستند على مبدإرابح- رابح". وأشار في هذا الصدد إلى ما تتضمنه تصورات ومقررات المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، والتي تفيد أن الديبلوماسية الصينية لاتقتصرعلى الجانب الاقتصادي والعلمي فقط، بل تتعداه إلى جوانب أخرى أهمها التعاون الإنساني من أجل مستقبل أفضل للبشرية جمعاء في إطار المصير المشترك: ولفت في هذا الصدد "إلى أن هذا التعاون ظهر جليا عشية جائحة كورونا، حيث كانت جمهورية الصين الشعبية أولى البلدان التي مدت يد العون لبلدنا المغرب وغيره من بلدان العالم من أجل التغلب على آثار الجائحة عبر إرسال المساعدات والآليات والأطقم الطبية، وصولا إلى توفير شحنات اللقاح المضاد للفيروس". وأكد على ضرورة الانتباه إلى الدروس الكثيرة التي أظهرتها جائحة كوفيد، مشيرا إلى أن أهم الدروس المستسقاة هو ضرورة البحث عن التماسك الدولي وتطوير النظام الاشتراكي خلال العصر الجديد، إلى جانب الحاجة إلى إيجاد مخرج للمفارقة المبنية على حاجة الشعوب لحياة أفضل، مع وجود تنمية غير كافية، كما أن الجائحة أظهرت ضرورة إعطاء أولوية قصوى لأهمية المزج المتناغم في كل المخططات الاستراتيجية بين أربعة مجالات متداخلة تتمثل في السياسة والاقتصاد والثقافة والبعد الإيكولوجي. ويشار إلى أن فعاليات هذا الحوار شارك فيه عدد من أعضاء شبيبتي الحزب الشيوعي الصيني وحزب التقدم والاشتراكية المغربي ممثلة في عصبة الشبيبة الشيوعية الصينيبة والشبيبة الاشتراكية، فعن الجانب الصيني شارك كل دونغ كسيا، عضو اللجنة المركزية لعصبة الشبيبة الشيوعية، جيا تيسونغ نائب المدير العام لمركز شباب الصين للتبادل الدولي، يوهان ريهان عضو فيرالية جميع شباب الصين ومدير معهد حوار الحضارات بجامعة هياكيو، بي جياكيانغ الأمن الفرع الرابع للمجموعة الرابعة، زانغ شويا، ليانغ شاوول، ليو جيهال، وونغ جينيان، زهو هان، وعن الشببية المغربية شاركت كل شيماء الرداف عضو المجلس المركزي للشبيبة الاشتراكية ووداد زريكم كاتبة فرع مراكش للشبيبة الاشتراكية ودنيا معاش، عضوة فرع الناظور للشبيبة الاشتراكية، يونس لحكيم عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية، عبد العالي البوجيدي، منير الفيزازي، عبد الباري امعاشو عضو التنسيقية ألإقليمية للشبيبة بطنجة.