شكلت الانطلاقة الموفقة لكل من فريقي الجيش الملكي ومولودية وجدة. حدثا استدعى الانتباه، خاصة وأن هذه الانطلاقة جاءت بعد استئناف منافسات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم بقسمها الأول، والعودة من فترة التوقف الطويلة، فرضتها مشاركة المنتخب المحلي المغربي بكأس أمم إفريقيا بالكامرون. والأهم أن هذه الانطلاقة المثيرة، كانت نتيجة التغيير الذي طرأ على إدارتهما التقنية، والذي شكل مرتكزا أساسيا للتطور الذي شهده الأداء والفعالية على مستوى جل الخطوط، والدليل على ذلك غزارة الأهداف، وتوالي الانتصارات، والأكثر من ذلك الإقناع على مستوى الأداء. فمنذ التعاقد مع المدرب البلجيكي سفين فاندنبروك، حقق الجيش مسارا أكثر من رائع، إذ قفز من الدورة الحادية عشرة إلى المرتبة الثالثة في الترتيب العام، مناصفة مع الرجاء البيضاوي، ب 18 نقطة، حصدها منها المدرب الجديد 13 نقطة، بعد تعيينه خلفا لعبد الرحيم طاليب الذي غادر الفريق العسكري لسوء النتائج. والملاحظ أن الجيش تمكن، خلال الدورات الأخيرة من تحقيق ثلاثة انتصارات خارج الميدان، ولعل أبرزها الفوز ببركان على حساب النهضة المحلية، بالإضافة إلى فوزين بطنجة، واحد بمنافسات الكأس وآخر بالبطولة، أما آخر فوز فكان على حساب الدفاع الحسني الجديدي بهدف لصفر، من توقيع المتألق رضا سليم من ضربة زاوية مباشرة. اقتناع كبير من جمهور الجيش بطريقة عمل المدرب البلجيكي، ليس فقط على مستوى طريقة اللعب، بل أيضا خارج الملعب، حيث يفرض الكثير من الانضباط والالتزام، وهي الصفات التي كانت معروفة من قبل على الفريق العسكري الذي ينتمي لمؤسسة وطنية، تحظى بكثير من التقدير والاحترام. نفس المميزات يوصف بها العمل الذي يقوم به المدرب الفرنسي بيرنارد كازوني الذي أحدث ثورة حقيقية داخل "سندباد الشرق"، ففي ظرف ست مباريات، تمكن من تحقيق خمسة انتصارات، منها أربعة متتالية، وهو مسار جيد، أنسى الجمهور المحلي، في الخيبات التي رافقت الفترة العصيبة خلال تواجد المدرب المبتدى عبد السلام وادو. تحقق كل هذا، بالرغم من المشاكل التي يعاني منها الفريق الوجدي، خاصة المالية منها، مما دفع باللاعبين إلى الاحتجاج أكثر من مرة، ورغم ذلك فعلى مستوى الأداء والفعالية، فإن الفريق يقدم مباريات جيدة، كما يحقق نتائج جعلته يقفز إلى المراتب المتقدمة بالبطولة الوطنية. ولعل القاسم المشترك بين الفريقين، هو التغيير الإيجابي الذي طرأ على إدارتيهما التقنية، وذلك بتعيين مدربين أجنبيين خلفا للمدربين مغربيين، كما أن الاختيار وقع على اسمين ينتميان تقريبا لنفس الأسلوب في اللعب والطريقة في الأداء، مما توافق كليا مع إمكانيات اللاعبين، رغم أن هناك امتيازا طفيف بالنسبة للفريق الوجدي الذي يتوفر على لاعبين مجربين وتشكيلة تحضر فيها الكثير من الخبرة والتجانس. اختيار فاندنبروك وكازوني كان اختيارا موفقا، فهل تستمر كل هذه الفعالية خلال القادم من الدورات؟