عندما بدأ فيروس كورونا في التفشي، أظهرت دراسات عدة أن الرجال هم الأكثر عرضة للإصابة الشديدة أو الموت بسببه، والآن مع تلقي اللقاحات يبدو أن اختلافا آخر ظهر بين الجنسين. تعد غالبية الآثار الجانبية للقاحات «كورونا» التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن مرتبطة بالنساء. وقد يكون سبب ذلك ميل النساء أكثر من الرجال للتعرف على أعراض مثل الصداع والتعب، ولكن قد يكون هناك أيضا سبب بيولوجي يجعل النساء تعاني من آثار جانبية أكثر حدّة من الرجال، كما يقول الخبراء. وقالت الدكتورة سيمون وايلدز، اختصاصية الأمراض المعدية في بوسطن، ل«غود مورنينغ أميركا»: "نحن نعلم أنه مع التطعيمات والالتهابات، تميل النساء إلى أن يكون لديهن استجابة مناعية أقوى من الرجال… هذا مدفوع حقا بالاختلافات البيولوجية بين الذكور والإناث والهرمونات الجنسية". وشعرت ستيفاني دوروشر، وهي معلمة بالمدرسة الإعدادية في رالي بولاية نورث كارولاينا، بالفرق بشكل مباشر عندما تلقت لقاح «موديرنا» الشهر الماضي. بعد الجرعة الأولى، قالت دوروشر إنها عانت من طفح جلدي، وأشارت إلى أنها شعرت أيضاً بالحرارة والحكة. وبعد الجرعة الثانية الأسبوع الماضي، عانت دوروتشر من آثار جانبية بما في ذلك آلام الجسم والحمى والقشعريرة والغثيان، ووصفت الفترة ب"خمسة أيام مروعة". وتظهر هذه الأنواع من الآثار الجانبية على النساء في جميع أنحاء البلاد -في أول 13.7 مليون جرعة لقاحات «كورونا» أُعطيت للأميركيين في وقت سابق من هذا العام، حيث أبلغت النساء عن 79% من الآثار الجانبية، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وكانت الأعراض الأكثر شيوعا التي تم الإبلاغ عنها هي الصداع والدوخة والتعب. ووجدت دراسة منفصلة، نُشرت في فبراير، أن غالبية ردود الفعل التحسسية للقاحات «كورونا» حدثت لدى النساء. لحسن الحظ، تعد الآثار الجانبية للقاح مؤقتة، وعادة ما تختفي في غضون يوم أو يومين بعد تناول الجرعة. وردود الفعل التحسسية نادرة للغاية، وتحدث في أقل من خمسة أشخاص بين كل مليون. وأوضحت وايلدز أن النساء والرجال يعانون من آثار جانبية مختلفة لأن لقاح «كوفيد – 19» يدفع الجسم إلى صنع بروتينات غريبة، وتتفاعل أجسام النساء معها بشكل مختلف عن الرجال. وأضافت: "عندما نحصل على لقاح (كورونا) فإننا نُدخل بروتينات غريبة إلى أجسامنا ونعلّم الخلايا صنع الأجسام المضادة والخلايا التائية للمساعدة في مكافحة العدوى في حالة تعرضنا لها". وقالت: "ما يحدث في جسم الأنثى هو أن تلك الخلايا تفرز بروتيناً أكثر من الخلايا الذكورية". وتابعت وايلدز: "عندما تحصل الإناث على اللقاح، عادةً ما تعاني من المزيد من الآثار الجانبية لأن جهاز المناعة لديهن أكثر سرعة… نحن قادرون على إنتاج مزيد من الأجسام المضادة، والخلايا التائية ضد هذه المادة الغريبة". ويمكن أن تساعد الاستجابات المناعية المختلفة بين الرجال والنساء أيضا في تفسير سبب تسجيل الرجال معدل وفيات أعلى بسبب «كورونا» طوال الوباء، وفقا لما ذكرته وايلدز. ويقول خبراء مثل وايلدز إن ميل النساء للإبلاغ عن الأعراض الطبية بشكل أكبر قد يكون أيضا عاملا في ارتفاع نسبة النساء اللائي يبلغن عن الآثار الجانبية للقاح "ّكورونا". وشددت وايلدز على أن تقارير الآثار الجانبية لا ينبغي أن تمنع أي امرأة من تلقي التطعيم ضد "كورونا". وقد يشعر الأشخاص الذين يحصلون على لقاح «كورونا» بألم واحمرار وتورم في مكان تناول الجرعة، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض، التي أضافت أنه في جميع أنحاء الجسم قد يشعر الناس بالتعب وآلام العضلات والقشعريرة والحمى والصداع والغثيان. ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يجب على الأشخاص تجنب تناول المسكنات مثل الإيبوبروفين قبل الحصول على لقاح مضاد لفيروس «كورونا» لأنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأدوية ستتداخل مع فاعلية اللقاح. ومع ذلك، يجب أن يكون من الآمن تناول مسكن للألم بعد أخذ الجرعة، لعلاج أي انزعاج، بعد مشاورة الطبيب.