جعلت الأزمة الصحية التي فرضها تفشي فيروس كورونا وما نجم عنها من تبعات اقتصادية، من برشلونة الإسباني أحد "أكثر الأندية الكبرى معاناة" بحسب ما أفاد الثلاثاء مدربه الهولندي رونالد كومان. ويأتي تصريح كومان غداة اعلان النادي الكاتالوني عن ديون "للمدى القصير" بقيمة 730,6 مليون يورو، فيما بلغ حجم دينه الإجمالي 1,173 مليار يورو. وقال كومان "برشلونة هو أحد أكثر الأندية الكبرى معاناة نتيجة كوفيد-19. ليس هناك جمهور، ليس هناك سياحة (في إشارة إلى مداخيل ملعب كامب نو ومتحف النادي) .. لكن أرقام جميع الأندية الكبرى سيئة". وتظهر ميزانية النادي الكاتالوني الذي التقى أمس الأربعاء مع رايو فايكانو في ثمن نهائي مسابقة الكأس المحلية، أن هذا الدين يشمل 196 مليون يورو كديون طويلة الأجل لأندية أخرى كبدل انتقالات لاعبين. وعلى سبيل المثال، برشلونة مدين على الأجل الطويل لبوردو الفرنسي ب10 مليون يورو كبدل تعاقده مع البرازيلي مالكوم، و48 مليون يورو من أجل الهولندي فرنكي دي يونغ، بينما سينال ما مجموعه 108,7 مليون يورو من الأندية الأخرى نتيجة بيعها لاعبين من عنده. وتؤكد الموازنة أيضا أن النادي الكاتالوني خسر 97 مليون يورو من الإيرادات بسبب الوباء بحسب ما أعلن في أكتوبر. وبلغت أرقام أعمال برشلونة خلال الموسم المنصرم 855 مليون يورو، أي أقل ب 203 مليون يورو عن المبلغ الذي كان ترصده الإدارة (1,058 مليار يورو). هذا الوضع الاقتصادي الحساس دفع برشلونة إلى تأجيل دفع رواتب اللاعبين من يناير الحالي إلى الشهر المقبل، وفقا للصحافة الإسبانية. وعلق كومان على هذه المسألة بالذات، بالقول "لا أعرف ما إذا كان ذلك صحيحا. أحيانا تظهر أشياء كاذبة في الصحافة، يجب أن أسأل عن الموضوع وبعد ذلك يمكنني الإجابة"، مضيفا "لم أشعر أن اللاعبين قلقون من هذا الموضوع". ويئن برشلونة في هذه الأزمة الحالية التي فرضها تفشي فيروس "كوفيد-19" وتسببه بتعليق الموسم المنصرم لأشهر قبل استئناف المنافسات خلف أبواب موصدة حتى الآن، من حجم الرواتب التي هي الأعلى في العالم، إذ وصلت الموسم الماضي إلى 391,6 مليون يورو. وفي ظل هذا الوضع الاقتصادي المتأزم سيكون من الصعب على برشلونة الاحتفاظ بنجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي ما بعد الصيف المقبل، وهو الذي سعى جاهدا الصيف المنصرم لكي يفك ارتباطه بالنادي الذي أطلقه إلى النجومية قبل أكثر من 15 عاما.