بقاعة المحاضرات التابعة لمسجد الحسن الثاني تعقد الكاتبة المغربية غيثة الخياط ندوة يومه الأربعاء، على الساعة السابعة مساء، بمناسبة صدور كتابها المرأة المبدعة في العالم العربي « La femme artiste dans le monde arabe « هذ الكتاب يكرم المرأة الفنانة ويبرز عبر مقاربة تاريخية واجتماعية دورها ومساهماتها في مجال الفنون خلقا وتجديدا، متجاوزة عوائق المحضورات عرفت المرأة كيف بعلن عن حظورها دون انكار لهويتهن كن يأخذن كل حسب طريقتها من مخزون التقاليد كمصدر للالهام .....منفتحات على العالم، يستعملن الان تقنيات مستمدة من الغرب في اطار مساهمتهن في تحريك حوار جديد بين الشرق والغرب. غيثة الخياط مثقفة متعددة المواهب والاهتمامات، فهي على غرار الكاتبة المبدعة فاطمة المرنيسي تشتغل على أكثر من ميدان من ميادين الإبداع والالتزام بالقضايا العادلة التي تهم الاطفال والنساء والمهاجرين. إنها مثقفة من تلك الطينة تطلع اليها المفكر والمنظر الإيطالي أنطوان غرامشي، حين تحدث عن المثقف العضوي المرتبط بقضايا الجماهير فهي أديبة وشاعرة وصحافية وفنانة تشكيلية وطبيبة أطفال واختصاصية طب نفسي وباحثة اجتماعية. في علاقاتها مع الآخرين تحرص على الظهور أمام جمهورها بصورة الطبيب المعالج، إذ تصغي إلى المريض بانتباه لتصل إلى تشخيص ملائم، قبل أن تصف الدواء وأصدرت أربعة كتب في المغرب وإيطاليا التي تتردد عليها كثيرا بسبب انشغالها بإشكالية الهجرة. وتتمحور مواضيع غيثة الخياط عموما حول قضايا المرأة وأوضاعها في المجتمعات العربية، أو في أوطان الغربة وهمومها الذاتية في علاقاتها مع ذاتها أو مع الآخرين، دون الوقوع في شرط الخطاب النسائي المفرط في التحرر، لذلك نبهت منذ البداية إلى أنها لا تجاري هذا النوع من الخطاب التحريضي، لأنها مقتنعة بضرورة استخدام الحكمة والاعتدال في معالجة قضايا النهوض بالمرأة، مثل مؤلفها »الحضن«، الذي خصصته بالكامل للمرأة، إذ تتعرض فيه لإبداعها وعلاقتها مع الرجل ومشاكل العقم والإنجاب. وتعتقد غيثة الخياط أن أوضاع المرأة في العالم العربي تشكل سببا من بين أسباب التخلف، وان جل الحضارات قمعت المرأة، حتى اصبح القمع ممارسة متجذرة في تاريخ كثير من الشعوب.