يناقش المشاركون في مؤتمر «تعارف الحضارات» بمكتبة الاسكندرية، عدة مواضيع تتعلق بتعارف الحضارات في الفكر الإسلامي، وفي المجالات المختلفة. كما يناقش المؤتمر، الذي يشارك فيه باحثون من عدة دول عربية وأجنبية، مفهوم تعارف الحضارات الذي يهدف لتطوير المعرفة ونفي الجهل وكذلك تعارف الحضارات وتغيير العالم، وتعارف الحضارات والشراكة الحضارية كرؤية مستقبلية. ويهدف المؤتمر، الذي يستمر يومين، إلى استكشاف ما يمكن أن يقدمه مفهوم تعارف الحضارات من رؤى وأفكار ومن خبرات وتجارب وممارسات على مستوى العمل، من خلال استعراض نماذج من التاريخ والحاضر، وأخرى من الخبرات والتجارب الإنسانية القائمة في عالم اليوم في مجالات متعددة. وأجمعت مداخلات المشاركين على وجود قواسم مشتركة بين الأديان تتيح للمنتسبين إليها التعارف والتحاور بديلا عن الإقصاء.وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب، في كلمته خلال المؤتمر، إن العالم الإسلامي استوعب جميع أديان العالم المعروفة، حيث التقى في محيطه الغربي بالأديان الإبراهيمية اليهودية والمسيحية، وفي محيطه الشرقي بالهندوسية والبوذية، وقدم للتاريخ نماذج مضيئة للترابط الإنساني الذي ينبع من الأخوة الإنسانية الممزوجة بأخوة الإيمان. وأكد أن الله شاء أن يخلق الناس مختلفين في أديانهم وعقائدهم وألوانهم ولغتهم، وأن هذا الاختلاف حقيقة قرآنية وكونية معا، ومن هذا المنطلق لا يمكن للمسلم أن يتصور اجتماع البشرية كلها على عقيدة واحدة أو دين واحد، ولا أن يتصور تحويل الناس إلى دين واحد، حتى لو كان هذا الدين هو الإسلام، موضحا أن العلاقة بين المسلم وغير المسلم هي علاقة «التعارف». وشدد على أن الأديان حين تخلو من التوظيفات الرديئة فإنها تشيع المحبة والسماحة في نفوس المصلين، مهما كانت عقائدهم وأديانهم محذرا مما أسماه «المضاربة بالأديان» في سوق السياسات والصراعات الدولية وهو ما يزيد الحقد والتعصب.