انطلق مؤخرا بمراكش الأسبوع الثقافي لساحة جامع الفنا، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لإعلان هذه الساحة تراثا شفويا ماديا ولاماديا إنسانيا من قبل منظمة اليونسيكو، بتنظيم معرض للصور الفوتوغرافية حول هذه الساحة التاريخية. ووسط أجواء من الفرح والسرور، تعرف مختلف فقرات هذا الأسبوع الفني والثقافي إقبالا كبيرا من طرف الجمهور المراكشي والمغربي وزوار المدينة الحمراء خاصة السياح الأجانب، الذين استحسنوا هذه المبادرة التي تأتي على إثر الإعتداء الارهابي الشنيع الذي استهدف مؤخرا مدينة مراكش وساحتها الشهيرة. ويهدف هذا الأسبوع الثقافي والفني، المنظم إلى غاية 21 ماي الجاري بمبادرة من عدد من الجمعيات والشركاء، إلى إنعاش هذه الساحة التي تعبر القلب النابض للمدينة الحمراء وفضاء للهوية المغربية، فضلا عن كونه يشكل مناسبة لتثمين الموروث الشفوي المادي واللامادي. وحسب المنظمين فإن هذه الساحة الشهيرة، بحكم تاريخها كملتقى للثقافات والجنسيات والحضارات والديانات، ستبقى خالدة في ذاكرة كل المغاربة. واعتبروا أن العمل الإجرامي الذي استهدفها مؤخرا، لن ينال ولا يستطيع أن يشوه صورة هذه الساحة العالمية والمغرب بصفة عامة، كأرض للسلام والتسامح والتعايش بين مختلف الأجناس والديانات والجنسيات. وستساهم هذه التظاهرة، حسب نفس المصدر، في تنشيط وإنعاش المدينة الحمراء وساحتها الشهيرة ثقافيا واقتصاديا. وشددوا من جانب آخر على ضرورة إيلاء المزيد من العناية إلى رجال ساحة جامع الفنا وتوفير لهم الإمكانيات وظروف العيش الكريم خاصة أولائك الذي ساهموا بشكل كبير في غنى والتنوع الثقافي المغربي، مبرزين أهمية هذا الأسبوع الثقافي في إنعاش وإعادة الاعتبار والحفاظ على الموروث المادي واللامادي الذي يعتز به كل المغاربة. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية، تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية خاصة بساحة جامع الفنا وإنجاز لوحة تشكيلية جماعية لفنانين مراكشيين حول هذه الساحة من تنظيم زيارات لفائدة الأطفال ومسابقة في الفنون التشكيلية حول هذا الفضاء العالمي. كما يضم البرنامج مائدة مستديرة حول «ساحة الفنا.. الفضاء والمجتمع» و»وسائل الإعلام وساحة جامع الفنا» و»الكنز الإنساني الحي»، فضلا عن تنظيم مناظرتين حول «الكتابات المعاصرة حول مراكش» و»الشباب وثقافة التغيير». وسيمكن هذا الأسبوع سكان المدينة الحمراء وزوارها مغاربة وأجانب من الاستمتاع بعروض فنية لمجموعات فنية واستعراضية وحكواتية تمارس بهذه الساحة وعرض شريط وثائقي حول»الحلقة» و»الرجل الذي يعرف أكثر».