انطلقت مؤخرا الفعاليات الافتراضية للدورة العشرين لملتقى الشارقة الدولي للرواية التي تقارب هذه السنة تثمين الكنوز البشرية الحية وتوثيق التراث الشفهي، وذلك بمشاركة مغربية. وتم خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى، الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث على مدى ثلاثة أيام، تقديم عدة مداخلات عن بعد لباحثين وخبراء منهم أحمد اسكونتي استاذ الانتروبولوجيا بالمعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث بالرباط وخبير دولي بمنظمة اليونسكو، إبراز أهمية توثيق التراث الثقافي اللامادي ونقله إلى الأجيال القادمة من أجل ضمان استمراريته. وقال رئيس معهد الشارقة للتراث عبدالعزيز المسلم إن الملتقى يمثل مناسبة للاحتفاء بحملة الموروث الشعبي من الكنوز البشرية والاحتفال بمعارفهم وفنونهم وخبراتهم، مبرزا أهمية الحفاظ على التراث العريق من الضياع والاندثار لاسيما من خلال الجرد والحصر والصون والتوثيق. وأضاف أن الملتقى، الذي يقام تحت رعاية الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يعتبر حدثا ثقافيا دوليا يتطلع للتعرف إلى التجارب الغنية والملهمة في مجال الكنوز البشرية الحية على المستويين العربي والعالمي. من جانبها، أفادت المنسقة العامة للملتقى عائشة الحصان الشامسي بأن الدورة الحالية من الملتقى تتناول موضوعات جديدة تتسم بالشمول والتنوع منها فنون الراوي و جحا العربي و السير والملاحم و الحكايات الخرافية و ألف ليلة وليلة. وأوضحت أن هذه العناوين ارتكزت في أساسها وبنيتها وموضوعها على الرواة والمعارف الشعبية والتناقل الشفاهي قبل أن تستحيل نصوصا مكتوبة وموثقة وهي تمثل في الواقع تراثا إنسانيا عريقا وأصيلا عب ر فيه الإنسان منذ البدء عن رموز وأبطال وحكايات امتزجت فيها الخرافة والأساطير بالخيال والتاريخ فجاءت عاكسة صورة من صور الحياة القديمة وتمثل الإنسان لثقافته وتراثه. من جانبه، شدد الأستاذ اسكونتي على أهمية تثمين جهود الأشخاص حاملي المعارف والمهارات المرتبطة بالتراث الثقافي غير المادي وصونه وتشجيع تلقينه للأجيال الصاعدة والتعاون مع الهيئات العمومية والجامعات من أجل توثيقه ووضعه رهن إشارة العموم. وبعد أن أشار إلى أن الاهتمام بموضوع الكنوز البشرية الحية يعود إلى منتصف القرن العشرين، لاسيما باليابان وكوريا أبرز الأستاذ اسكوتني جهود معهد الشارقة للتراث في مجال التوعية حيال أهمية صون التراث غير المادي. ويشتمل الملتقى الذي يحل به لبنان ضيف شرف، على ندوات ومقاهي ثقافية وفعاليات متنوعة، منها جلسات حول الكنوز البشرية الحية وندوة افتراضية من المغرب حول توثيق التراث الشفهي بالإضافة إلى ندوة حول توثيق التراث الثقافي في الإمارات علاوة على تقديم فقرات بعنوان "حكايات من تراث الشعوب"، و"قالوا عن الراوي- شهادات وتجارب " و"سيرة راو" و"بين دفتي كتاب".