أكد الدكتور عبد الهادي التازي، مؤخرا بالقاهرة، أن عميد الأدب العربي طه حسين كان يعتبر تراث الرحالة المغربي ابن بطوطة ثروة عربية نادرة. وقال الأستاذ التازي في محاضرة بمركز رامتان الثقافي (بيت عيمد الأدب العربي) حول «طه حسين وابن بطوطة» إن أول ما سأل عنه الأديب الراحل عند زيارته للمغرب سنة 1958 كان هو مسقط رأس ابن بطوطة من منطلق أن الرحالة المغربي يمثل «ثروة عربية نادرة». وأكد التازي الذي رافق طه حسين خلال مقامه بالمغرب، أن سؤال عميد الأدب العربي عن ابن بطوطة ولد لديه السؤال عن هذا الرحالة المغربي الذي سيفرد لتحقيق رحلته لاحقا خمس مجلدات، معربا عن استغرابه لخلو الكتب والمؤلفات عن طه حسين من أي موقف له من أشهر الرحالة في العالم. وأضاف المحاضر أنه حين انكب على تحقيق رحلة ابن بطوطة توجه إلى المهتمين من المشارقة لجمع ما بحوزتهم عن الرحالة المغربي فأمدوه ب»الكثير»، إلا ما تعلق بما تحدث به طه حسين عن ابن بطوطة، موجها الدعوة للباحثين المصريين للتنقيب في هذا الاتجاه. وتوقف عبد الهادي التازي عند أثر زيارة عميد الأدب العربي للمغرب في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي وخصوصا طريقة تبليغه لأفكاره والتي كان لها الأثر البليغ عند الأساتذة المغاربة، مشيرا إلى أن مؤلف «الأيام» حرص وهو في مدينة فاس العاصمة العلمية للمملكة، على أن يذكر بضرورة إعمال العقل وعدم الاقتصار على النقل والاعتماد على النصوص الجاهزة. وخلص، عضو أكاديمية المملكة الغربية، في هذا اللقاء، الذي حضره سفير المغرب بالقاهرة السيد محمد فرج الدكالي، إلى التأكيد على أن طه حسين «مازال في حاجة إلينا» أي إلى مزيد من البحث، باعتباره «درة عربية وليس درة مصرية خالصة». يذكر أن الدكتور عبد الهادي التازي يزور مصر للمشاركة في المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية بالقاهرة والذي تستمر أشغاله إلى غاية 16 ماي الجاري حول «اللغة العربية ومؤسسات المجتمع المدني». وتقدم المجمعي المغربي بورقة للمؤتمر حول «المجتمع المدني بالمغرب وموقف مؤسساته من اللغة العربية»، توقف فيها عند مفهوم المجتمع المدني والتفاوت الحاصل في اهتمام الجمعيات والمنظمات غير الحكومية باللغة العربية سواء كموضوع أو كأداة تواصل.