ساكنة قصر المجاز تتساءل عن مصيرها ضمن مشروع ميناء المتوسط نظم سكان مداشر واد الرمل، الحومة، بوريحان، الدالية، والحجيرة، التابعة لجماعة قصر المجاز عمالة الفحص أنجرة ولاية طنجة، وقفة احتجاجية مفتوحة أول أمس الأربعاء بمدخل ميناء طنجة المتوسطي، رفعوا خلالها شعارات تعبر بشكل عميق عن مدى حجم التهميش والإقصاء الذي مورس عليهم منذ إنطلاق مشروع الميناء المتوسطي، وذلك تحت أعين رجال الأمن والسلطة الإدارية الذين تواجدوا بشكل مكثف في موقع الوقفة. فبعد مرور بضع سنوات على انطلاق أشغال هذا المشروع، استفاقت الساكنة على حقيقة مصيرها الذي لا يحمل في الأفق المنظور سوى التشرد والضياع. وكانت الشعارات، التي رفعت في الوقفة الاحتجاجية بواسطة لافتات خطتها أنامل شباب هذه المنطقة، تختزل في طياتها مدى حجم التآمر الذي صاحب جل مراحل هذا المشروع، وما نتج عنه من حرمان بجميع أشكاله، لتنقطع كل سبل الحياة لهذه الساكنة، وليجدوا أنفسهم فاقدين كل شيئ، فالمشروع قد انتزع منهم البحر والأرض والغابة، وهذا ما عبرت عنه بجلاء شعارات المتظاهرين الذين شددوا على ضرورة محاسبة كل الجهات المتورطة في النهب الممنهج للمال العام باسم شعار التنمية، كما حددوا سقفا لمطالبهم العادلة والمشروعة والتي تمثلت معظمها في المجال الاجتماعي. وأبدى المحتجون عزمهم على مواصلة نضالاتهم إلى حين الإستجابة لمطالبهم المشروعة. ومن المعروف أن المشروع المذكور تم الترويج له منذ البداية على أنه مشروع تنموي عظيم، ومن أكبر المشاريع في المغرب وإفريقيا، نظرا لأهميته وموقعه الجغرافي المتميز بمضيق جبل طارق، وقد صاحبته عمليات نزع للملكيات لم تحترم فيها، منذ البداية، المساطر القانونية المنظمة لهذا الغرض، حسب شهادات السكان، مما فسح المجال للسلطات الإدارية بمختلف اختصاصاتها التي لجأت إلى استعمال بعض المنتخبين، وكذا بعض نواب الجماعات السلالية للضغط على ساكنة هذه المناطق باستعمال أساليب التضليل أحيانا والترهيب أحيانا أخرى، وذلك لحثهم على تسليم عقاراتهم لتصبح بين أيادي بعض السماسرة الذين كانوا لا يجدون صعوبة في استمالة السكان والإيقاع بهم، من خلال توزيع شائعات تارة، ووعود من الحجم الكبير تارة أخرى. إن الوضع العام السيئ الذي يعيشه سكان قصر المجاز إن ظل على واقعه الحالي فالنتائج ستكون مفتوحة على المزيد من التصعيد، ولذلك لابد من إيجاد حلول واقعية تطمئن السكان على مستقبلهم ومصير ممتلكاتهم، باعتبارهم أولى بالاستفادة من هذا المشروع الهام الذي كان من المنتظر أن يلعب دورا اقتصاديا كبيرا لصالح السكان من أبناء المنطقة.