أصبح ارتداء الكمامة أمرا ضروريا في مختلف الأماكن حول العالم، كإجراء احترازي مهم للغاية، من أجل تفادي الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لكن دراسة جديدة أكدت أهميتها أيضا في تقليل معدل الوفيات. وأظهرت الدراسة أن كل شخص يرتدي "كمامة" في الأماكن العامة، يمكن أن يقلل من معدل وفيات فيروس كورونا في أي دولة، بنسبة 5٪، وإذا تم إعطاء أقنعة الوجه الطبية لكبار السن والأشخاص المصابين حاليا بكوفيد-19، فإن التأثير الإيجابي سيتضاعف. تؤكد الصحيفة أن تطبيق هذا الأمر على عدد الوفيات في المملكة المتحدة البالغ 41329، كان من الممكن أن ينقذ 10 في المائة من أرواح الضحايا – أي ما مجموعه أكثر من 4000 فرد، ومع ذلك، لم تكن الكمامات الطبية متاحة على نطاق واسع بسبب الطلب العالمي الهائل عليها. قاد البحث، الذي نشر في مجلة "Nature Communications" ، الدكتور كولين ووربي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، واعتمد على فحص استخدام قناع الوجه بين عامة الناس أثناء تفشي فيروس كورونا. لقد نظروا في المقام الأول إلى الأقنعة الطبية – التي يشار إليها باسم "أقنعة الوجه" – على عكس "أغطية الوجه"، وقاموا بتحليل كيفية تأثيرها على العدد الإجمالي للمصابين والوفيات. تشير فعالية الكمامة إلى مدى "حماية" شخص ما من الأشخاص المصابين بالعدوى، ومدى احتوائه على "الجسيمات الفيروسية"، وتراوحت الفعالية من 25 إلى 75 في المائة، وعبر النماذج المستخدمة، كانت الوفيات والإصابات أقل عندما كانت الكمامة متوفرة وفعالة بشكل متزايد. وأظهر النموذج أنه حتى مع توفر أقنعة الوجه لدى 10 في المائة فقط من السكان، مع فعالية الكمامة بنسبة 25 في المائة فقط، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل الوفيات بفيروس كورونا، بنسبة 5 في المائة. درس مؤلفو الدراسة أربع استراتيجيات لتوزيع أقنعة الوجه على الجمهور عندما يكون العرض محدودا، تمثلت في التوزيع العشوائي، أولا التوزيع حسب الأولوية لكبار السن، وثانيا على الحالات المصابة بالفعل، وثالثا على كل من كبار السن والمصابين معا، في جميع النماذج، كان من المفترض أن العاملين في مجال الرعاية الصحية لديهم ما يكفي من أقنعة الوجه وباقي الإمدادات. وجد المؤلفون أن أفضل الأمور كانت إعطاء الأولوية لحالات كبار السن المصابين، وأدى هذا إلى خفض معدل الوفيات أكثر من ارتداء الكمامات بشكل عشوائي في الأماكن العامة. وقالت الدراسة إن إعطاء الكمامات فقط للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بكوفيد-19 كان بلا فائدة نسبيا، لأن الكثير من الأشخاص – يقدر بنحو 30 في المائة في هذا النموذج – لم يتم تشخيصهم لأنهم لا تظهر عليهم الأعراض. ووجدت الدراسة أنه لا يزال هناك انخفاض كبير في الوفيات، إذا كان كبار السن فقط يرتدون كمامات طبية. وأظهرت البيانات والدراسات مرارا وتكرارا، أن خطر الوفاة من كورونا يزداد بشكل كبير مع تقدم العمر، ثم قام فريق البحث بتوقع ما يمكن أن يحدث إذا ارتدى عامة الناس أغطية للوجه. وأكدت الدراسة أن أقنعة الوجه الطبية أكثر حماية بثلاث مرات من أغطية الوجه في جميع السيناريوهات، كما أدى الجمع بين أغطية الوجه وتوفير الكمامات الطبية لكبار السن والمصابين إلى تقليل الوفيات بأكبر قدر ممكن. ووجد الباحثون أن "أغطية الوجه" توفر انخفاضا كبيرا في إجمالي الوفيات، بنسبة ثلاثة إلى خمسة في المائة، تكرر هذا عندما يرتدي كبار السن والذين تظهر عليهم الأعراض الكمامات الطبية عندما كانت متوفرة ل 10 في المائة من السكان لذلك، يمكن خفض الوفيات بنسبة إجمالية تصل إلى 10 في المائة عند تطبيق جميع التدابير معًا. وكتب فريق البحث: "بالنسبة للمواطنين الملتزمين بالكمامة في الأماكن العامة حول العالم، قد يكون من المتوقع حدوث انخفاض بنسبة ثلاثة إلى خمسة في المائة في الوفيات بفيروس كورونا"، كما استنتج المؤلفون أن ارتداء قناع الوجه عنصر مهم في تدابير الصحة العامة للحد من الانتشار المستمر لكوفيد-19. وأكد الفريق البحثي: "مع عدم وجود لقاح متاح وخيارات علاجية محدودة، يعد استخدام الكمامة عنصرا مهما في تدابير الصحة العامة للحد من كورونا، ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للحصول على تقديرات أفضل لفعالية قناع الوجه بين الجمهور خلال جائحة كورونا".