اضطر رئيس مقاطعة يعقوب المنصور بالرباط، حكيم بنشماس، إلى الهروب بجلده من مطاردات سكان «دوار الكورة» بالعاصمة، بعدما حاصروه عشية السبت الماضي، حينما حضر لتفقد خسائر الحريق الذي نشب بالحي المذكور بعد زوال نفس اليوم. ولم يجد عضو الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة من ملاذ يحتمي به سوى سيارة دورية الأمن التي نقلته بعيدا عن السكان الغاضبين. وأفادت مصادر عاينت الواقعة، أن بنشماس تنقل فور علمه بالحريق، إلى عين المكان لمعاينة الخسائر الناجمة عن الحريق، مصحوبا ببعض معاونيه، وما إن كاد يصل إلى الحي حتى قابله السكان بوابل من الاحتجاجات والصفير مطالبين إياه والوفد المرافق له بمغادرة المكان. وتقدمت حشود من السكان الغاضبين في اتجاهه محاولين الاعتداء عليه. وقد تمكنت قوات الأمن المتواجدة في عين المكان من توفير الحماية له، وأركبوه سيارة إحدى الدوريات لإبعاده عن المحتجين، بينما اضطر لترك سيارته التي جاء على متنها. وحسب شهود عيان، فإن سكان دوار الكورة يؤاخذون عليه تصريحات سبق أن أدلى بها لإحدى المحطات الإذاعية بهولندا، والتي وصف فيها سكان المقاطعة التي يمثلها بأقذع النعوت. وأضافت المصادر ذاتها، أن سكان الحي لا يحتفظون لرئيس مقاطعتهم إلا بما صدر عنه من عبارات مشينة في حق أبناء الحي. ويؤاخذ المحتجون على غرار باقي سكان حي يعقوب المنصور، أحد أكبر الأحياء بالعاصمة، والتي يرأس مقاطعتها بنشماس، (يؤاخذونه) على ما صدر عنه في تصريح لإحدى المحطات الإذاعية الهولندية، حين وصف نساء الحي ب»العاهرات» وشبابه ب»مدمني المخدرات والقرقوبي». وعلى إثر تلك التصريحات، أنشأ بعض شباب الحي صفحة على «الفيسبوك» أطلقوا عليها اسم «جميعا ضد تصريحات حكيم بنشماس في حق سكان يعقوب المنصور»، يطالبون فيها بتكوين جبهة مضادة لتصريحات رئيس مقاطعتهم والتنديد بها. وكان حريق شب بعد زوال يوم السبت الماضي، في عدد من دور الصفيح بدوار الكورة بالرباط، والتهمت النيران ما يقرب من 20 براكة، وخلف خسائر مادية جسيمة، ولحسن الحظ لم يخلف الحريق أي ضحايا في الأرواح، سوى بعض الإصابات بجروح خفيفة في أوساط السكان الذين عملوا على مساعدة رجال الإطفاء للسيطرة على الحرق. ويشير بعض شهود العيان من سكان الحي، أن الحريق نشب بفعل فاعل، حينما كانت إحدى دوريات الأمن تطارد شابا كان في حالة هستيرية، حيث تمكن من دخول أحد البيوت الصفيحية، وكانت تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، فأضرم فيه النيران لصرف أنظار ملاحقيه من رجال الأمن عن مطاردته. وبسرعة انتقلت ألسنة النيران إلى العديد من دور الصفيح المجاورة، وتكاثفت جهود رجال المطافئ مدعومين بشباب الحي لإخماد النيران، ولم يتمكنوا من السيطرة عليها إلى بعد مرور حوالي ثلاث ساعات من اندلاعها. وفور السيطرة على النيران، خرجت جموع غفيرة من سكان الحي في مسيرة عفوية شارك فيها النساء والأطفال للمطالبة بمعاقبة المسؤولين عن ما أسموه «الوضع المأساوي» الذي يعيشون فيه، بالرغم من الوعود التي تلقوها قبل سنوات لاقتلاع هذا الحي الصفيحي.