قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن القوات الأميركية «تعاملت باحترام مع جثة» زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عندما رميت في البحر رغم انتقادات من بعض رجال الدين الإسلامي بأن هذا الإجراء ينتهك الشريعة الإسلامية. وقال أوباما لمحطة سي بي إس التلفزيونية الأميركية في إشارة إلى هجمات 11 شتنبر 2001 التي دبرها زعيم تنظيم القاعدة «أولينا بالتأكيد رعاية لهذه أكثر مما فعله بن لادن عندما قتل ثلاثة آلاف شخص ولم يعبأ كثيرا بما تعرضوا له من انتهاك لحرمتهم». وقال أوباما وفقا لمقتطفات أذيعت سلفا لمقابلة ستبث بالكامل بعد غد الأحد «ولكن مرة أخرى هذا شيء يجعلنا مختلفين واعتقد أننا تعاملنا معها كما ينبغي». وتضاعفت الأسئلة منذ أن أعلن البيت الأبيض أن بن لادن كان أعزل عندما أطلقت قوات خاصة محمولة بطائرات هليكوبتر أميركية النار عليه وقتلته يوم الاثنين الماضي في منزل محصن كان يختبئ بداخله في مدينة إبت آباد الباكستانية. وأثار الدفن السريع لبن لادن في البحر من على ظهر حاملة طائرات أميركية في شمال بحر العرب أجواء من الريبة حيث يقول بعض المسلمين إن عملية الدفن تتنافى مع الشريعة الإسلامية. ويصر المسؤولون الأميركيون على أنه تم تغسيل جثة بن لادن وأقيمت عليها الصلاة وفقا للشريعة الإسلامية وقالوا إنه كانت هناك بواعث قلق من أن يمثل إقامة ضريح له نقطة جذب لأتباعه. وردا على سؤال عن ما إن كان قد اتخذ قرار دفن بن لادن في البحر بصفة شخصية، قال أوباما «كان قرارا مشتركا». وأضاف «اعتقدنا أنه من المهم التفكير سلفا كيف سنتخلص من الجثة إذا قتل في المجمع السكني؟». وتابع «وأعتقد أن ما حاولنا أن نفعله بالتشاور مع خبراء في الشريعة الإسلامية إيجاد وسيلة مناسبة يتم من خلالها التعامل باحترام مع الجثة». وقال رجل الدين السعودي عبد المحسن العبيكان -المستشار بالديوان الملكي السعودي- إن أسلوب دفن بن لادن لا يتفق مع الشريعة الإسلامية، وإن الإسلام يأمر بدفن الإنسان في الأرض إذا مات على الأرض مثل جميع الناس الآخرين». كما أدان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلقاء جثة بن لادن في البحر ووصف ذلك بأنه إهانة للقيم الدينية والإسلامية.