أعلن وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس عن إلغاء المخيمات الصيفية للأطفال برسم السنة الحالية بسبب تداعيات تفشي فيروس كوفيد – 19 . وكشف الفردوس الذي كان يتحدث أول أمس الثلاثاء أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، أن تنظيم أنشطة التخييم صعب ويتعذر تحقيقه في الوقت الراهن، موضحا، في رده على محور «مآل موسم التخييم لصيف 2020» أن فتح المراكز لاستقبال أنشطة التخييم التي تنظم في الهواء الطلق بشكل جماعي، أمر صعب، ويتعذر تحقيقه في ظل الظروف الحالية التي أفرزتها تداعيات تفشي فيروس كورونا. في هذا السياق، وفي حديثه عن الآثار النفسية لدى لتفشي الفيروس وعدم تنظيم المخيمات الصيفية على الأطفال والشباب، شدد الفردوس على أن الوزارة اتخذت مجموعة من الإجراءات والاستعدادات لمرحلة ما بعد الحجر الصحي، وذلك عبر وضع مخطط عمل للاستعداد المبكر للموسم المقبل، وإعداد دليل عملي للتدبير التربوي لمؤسسات رياض الأطفال، وإعداد خطة عمل بالنسبة لقطاع الشباب ومراكز الاستقبال ومراكز التخييم، وكذا اعتماد الرقمنة في تدبير الأنشطة وتتبعها عبر منصات تواصلية موحدة ورسمية، وذلك مع مراعاة الإجراءات الوقائية والتدابير الصحية. وبعدما أشار إلى وعي الوزارة التام بالانعكاسات السلبية التي تحدثها هذه الجائحة، خاصة لدى الأطفال والشباب، كشف الفردوس أنه من المرتقب إعادة فتح مراكز التخييم ابتداء من شهر شتنبر المقبل، مبرزا أن العملية ستقتصر فقط على استقبال أنشطة بعض الجمعيات العاملة في الميدان، كالتداريب والتكوينات والملتقيات، في إطار دعم هذه الجمعيات بوضع مراكز الوزارة رهن إشارتها لتنظيم أنشطتها، وذلك حسب تطور الوضعية الوبائية، وباستشارة مع المصالح المختصة. من جهة أخرى، خلفت تصريحات الوزير ردود أفعال قوية من طرف الفاعلين والجمعويين المشتغلين في الميدان، حيث عبروا عن أسفهم إزاء طريقة تدبير القرارات بدون الرجوع إلى المعنيين بالأمر للتشاور والبحث عن بدائل. وقال مجموعة من الفاعلين الجمعويين إن «هناك فشلا واضحا في تدبير وتنشيط هذا القطاع منذ ولايتين على الأقل»، حيث ربط بعضهم ذلك بسبب عدم الاستقرار في تعيين الوزراء على رأس القطاع، وكذا الارتباك الحاصل في تدبير القطاع من قبل الوزارة. وذهب جمعويون إلى القول بأن الوزير الجديد «غاب بدوره عن الواجهة، وأقفل باب الحوار والاتصال مع الجمعيات الوطنية التي تشكل جامعة التخييم، وتجاهل ما تقدمه من بدائل وطلبات، تاركا الفراغ الذي شجع على تنامي التأويلات والشائعات»، وذلك «في وقت ملأت الجمعيات الساحة بأنشطتها الإبداعية، وندواتها التفاعلية، ومسابقاتها في شتى أنواع المعرفة والتعبير والإبداع»، وفق تعبيرهم . وإلى جانب ذلك، سجل الفاعلون المعنيون أن الوزير الفردوس ذهب إلى البرلمان لتقديم عرض أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بالغرفة الأولى، والتي أعلن أمامها عن إلغاء المخيمات الصيفية وتأجيل كل الأنشطة إلى بداية شهر شتنبر، بدون الرجوع إلى المعنيين بالأمر والأخذ باقتراحاتهم، مبرزين أن ذلك تم بالرغم من جهد الجامعة الوطنية للتخييم التي سارعت إلى تقديم مقترحات ببدائل الأنشطة وفق ما أوصت به أجهزتها الوطنية والجهوية والمحلية، منددين بما وصفوه «تجاهل الوزير لعمل الجمعيات التربوية واقتراحاتها، كما نددوا في ذات السياق ب «فشل النواب في دفع الوزير إلى التجاوب مع انتظارات الأطفال وإطلاق برامج التخييم» .