ينظم نادي الهامش القصصي بزاكورة ملتقى أحمد بوزفور الوطني العاشر للقصة القصيرة، احتفاء بمرور عشرة أعوام على تأسيس النادي، وسيعرف تنظيم ندوة نقدية لمناقشة موضوع: الإبداع، رسوخ في الذاكرة والمكان. كما ستعرف أشغال الملتقى تنظيم أمسية للقراءات القصصية بحضور أسماء وازنة وطاقات شبابية واعدة. هذا بالاضافة إلى تقديم عدد من الإصدارات الجديدة وورشات للتلاميذ وجلسة شهادات. وإذ يواصل نادي الهامش اشتغاله، فلأنه يعي جيدا أن الساحة الثقافية المحلية والوطنية في حاجة ماسة لزعزعة بركتها الضحلة، لأن الوضع العام للثقافة لا يزال مهمشا ويفتقر إلى المنهجية الواضحة التي تعتبر الحق في المعرفة بندا مقدسا، وبأن تشجيع الأدب والإبداع سعي نحو السمو وأعلى مراقي الجمال. هكذا وضع، تظهر تجلياته بشكل واضح، يبتغي تدخلا عاجلا وتضحيات أكبر، ولعله من أبسط ما يمكننا القيام به هو أن نشعل شمعة صغيرة، تبدد العتمة المحيطة بنا. بدل أن نشارك في معزوفة نبذ الظلام ولعنته. عشر سنوات من محاربة الفراغ والأصابع التي لا تبدع فتتحول إلى أصابع اتهام. عشر سنوات من التحدي، أصبح بعدها نادي الهامش القصصي علامة مضيئة في خريطة الجمعيات الأدبية على المستوى الوطني. ندرك جيدا أنه على الرغم من كل التضحيات الذاتية الجسام، لن يكون باستطاعتنا السير قدما لولا التفاف الأصدقاء من المبدعين والنقاد والصحفيين، ولولا اللبنات الأساس التي وضعها الأصدقاء الذين كانوا قبلنا في النادي. دون أن ننسى دعم شركائنا الذي أصبح مهما خلال السنتين الأخيرتين وتوج بطبع المجاميع القصصة الفائزة بجائزة أحمد بوزفور للقصاصين الشباب بالوطن العربي. في هاته النسخة من الملتقى سنسعى إلى تبيان معالم التجربة التي خضناها قبل سنوات ونواصل تطويرها الآن. سنفتح نقاشا حول أخطائنا وإيجابياتنا ورهاناتنا وكذا العراقيل والحواجز التي تواجهنا. سنحاول اقتسام التجربة مع المهتمين بالمدينة وضيوفنا من المبدعين و النقاد. لماذا سؤال الذاكرة والمكان؟ ربما لأن زاكورة تعطي الانطباع باستثنائية شخوصها وفضاءاتها، ونزعتها الصحراوية، وما تحفل به من إرث ثقافي وعمراني زاخر. ولأن زاكورة بحكم غوص جذورها في المغرب العميق وامتدادها الراسخ في الهامش الجغرافي المنسي. ما الذي يخلفه إذن كل هذا الزخم المتنوع من المناخ والتضاريس والبعد عن البنيات الاجتماعية الأساسية في مخيلة المبدع؟ هل الكتابة محايدة أم أنها بنت بيئتها؟ ما المساحة التي يشغلها حضور المكان في إبداعاتنا؟ أم أنها تتخطانا إلى حيث تشاء ضاربة مفهوم الحدود والانتماء إلى مكان بعينه؟ مثل تلك الأسئلة وغيرها من أسئلة الإبداع، سيتم طرحها في ملتقى أحمد بوزفور الوطني العاشر للقصة القصيرة بزاكورة.