تشرع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، ابتداء من يومه الإثنين، في تقديم مذكراتها لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، تتضمن مقترحاتها حول كل ما يتعلق بتخفيف الحجر الصحي، وإنعاش الاقتصاد الوطني خلال فترة ما بعد جائحة كورنا، بالإضافة إلى مقترحاتها المتعلقة بقانون المالية التعديلي. وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، قد عقد لقاء تشاوريا، عن بعد، أول أمس السبت، مع الأمناء العامين للمركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، أطلعهم خلاله على مختلف الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها لتدبير جائحة كورنا، والتي جنبت المغرب الأسوأ صحيا واجتماعيا، وفق رئيس الحكومة الذي أكد على أن المغرب تمكن من التحكم في انتشار الوباء، مبرزا في السياق ذاته أن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية لهذه الجائحة أدت إلى التوقف الكلي أو الجزئي للعديد من القطاعات الإنتاجية. وخلال هذا اللقاء، دعا رئيس الحكومة المركزيات النقابية للإسهام في تقديم مقترحاتها لتجاوز تداعيات جائحة كورونا، معبرا عن استعداد الحكومة لدراستها والتفاعل الإيجابي معها، بحكم أن النقابات شريك أساسي، يسهم في الدفاع عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية للشغيلة، وكذا في تحقيق الاستقرار الاجتماعي. وأكد سعد الدين العثماني، في بلاغ لرئاسة الحكومة، على أن الجميع مطالب بمواجهة التأثيرات السلبية للجائحة، بكل شجاعة، خاصة الآثار الاقتصادية، التي ترتبت عنها آثار اجتماعية، بسبب التوقف عن العمل لعدد كبير من العمال، مما أثر على مستوى دخلهم، وذلك رغم المجهود الذي بذل لتحقيق حد أدنى من الدعم لهذه الفئة المتضررة، مشيرا إلى أن ما يقارب من مليون أجير توقفوا عن العمل بسبب توقف حوالي 160 ألف مقاولة، وهذا التوقف شمل عددا من القطاعات «الصناعة، التجارة، الخدمات، البناء…». وشكل هذا اللقاء التشاوري مع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، وفق المصدر ذاته، مناسبة لرئيس الحكومة استعرض من خلالها مجموعة من المعطيات والمؤشرات ذات الصلة بالأوضاع الاقتصادية، أبرزها تراجع الصادرات في عدد من القطاعات، بنسب وصلت في بعض القطاعات إلى 95 %، إضافة إلى الشلل الذي أصاب القطاع السياحي، وكذا الانخفاض الملحوظ في تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج، مشيرا في المقابل إلى وجود قطاعات أخرى تمكنت من الحفاظ على نشاطها، خاصة، تلك المرتبطة بالقطاع الفلاحي والصناعة الغذائية، والصيد البحري، مما مكن من الاستمرار في توفير المواد الغذائية للمواطنين وتموين الأسواق الوطنية. ولفت سعد الدين العثماني الانتباه إلى النشاط المتميز الذي قامت مجموعة من القطاعات الإنتاجية التي تجندت من أجل توفير المستلزمات الطبية من مواد التطهير والكمامات والألبسة الواقية، والتي حققت لبلادنا الاكتفاء الذاتي، مع بداية تصدير بعضها. وبحسب المصدر ذاته، فقد أثار الأمناء العامون للمركزيات النقابية، خلال هذا اللقاء، الانتباه إلى مجموعة من القضايا التي تهم العمال والأجراء، سواء خلال فترة الجائحة أو بعدها، معبرين عن استعدادهم للتعاون من أجل إنعاش الاقتصاد الوطني ودعم المقاولات والحفاظ على مناصب الشغل.