أكيد أن هناك فرقا شاسعا بين كلمتي «ديربي» و«كلاسيكو»، لكن هذا الفرق يزداد شساعة عندما تشاهد ديربي المغرب وتتبعه بكلاسيكو إسبانيا، أكيد أنه لا مجال للمقارنة... فالديربي يطلق على مباراة تجمع بين فريقين من ذات المدينة، لكنها ليست مباراة كغيرها إذ يتم إضفاء كلمة الديربي عليها بسبب الإثارة والتشويق والهالة الإعلامية الواسعة التي ترافق إجراء الديربي، ولعل أشهر ديربيات العالم هو ديربي مدينة ميلانو الإيطالية بين أي سي ميلان وأنتر ميلانو، وللعرب كلمتهم في هذا الجانب ولن نبالغ إن قلنا أن ديربي الرجاء والوداد البيضاويين هو أكثر إثارة وأكثر احتراما لمعايير الديربي التي من أبرزها قاعدة الجوار، ولولا ذلك ما صنف في خانة العشر الكبار. عندما نتحدث عن الديربي، نكون في خضم الكلام عن التألق والمتعة في كرة القدم، لكن هل ينطبق هذا الأمر على ديربي البيضاء؟ ببساطة! بات الديربي بين الفريقين دون تطلعات الجماهير التي تحج بالآلاف إلى المركب الرياضي محمد الخامس، أملا منها في متابعة مباراة حقيقية في كرة القدم، وليس لقاء خال من الفرجة ومليئا فقط بحسابات المدربين، هذه هي الأفكار التي تراود الجمهور عندما يتابع لقاء الديربي وهو غير مقتنع بالأداء المصاحب لمباراة تعتبر أبرز مباراة على مدار الموسم الكروي. لعل من تابع مباراة الديربي بين الرجاء سيخلص إلى نتيجة واحدة، وهو أن هذا اللقاء غير جدير بحمل اسم «ديربي» مع كامل احترامنا لفريقي الرجاء والوداد واعترافنا لهما بهيبتهما في الشارع المغربي وبشعبيتهما الجارفة خارج البيضاء، لكن حتى لا نبالغ في مخادعة أنفسنا لأن الواقع يؤكد أن الديربي بمستوياته الحالية، والتي كان آخرها لقاء الأسبوع الماضي، بات حدثا مملا تنتظره الجماهير البيضاوية لأنها غير قادرة إلا على الاستمرار في الولاء لناديها، حتى ولو كان هذا الفريق لا يقدم شيئا يذكر... لقد خرج الجمهور عند مشاهدتهم للديربي بنقطة سوداء مفادها أن مستوى اللقاء أخذ في الانحدار عما كان عليه في السابق، وأن حضورهم أو جلوسهم خلف الشاشة يدخل في باب احترام اسم الناي لا غير كشكل من أشكال المجاملة، لأنهم يعلمون مسبقا أن برودة الأجواء ستسيطر على الديربي وأن حرارة اللقاء ستنخفض إلى ما تحت الصفر، لتعلن لوحة إلى نتيجة واحدة وهي التعادل. عفوا فإن كان الديربي لم يف بوعوده، فإن الكلاسيكو وهو لقب اشتهرت به مباراة القمة في الدوري الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة، سيعوض المغاربة كافة وليس فقط الجمهور الرجاوي أو الودادي عن نكسة الديربي، ونحن نعلم محبة المغاربة للكلاسيكو وأن البعض منهم قد تخلى عن تشجيع الأندية الوطنية لصالح الريال والبارصا، بطبيعة الحال لا يمكننا أن نتهم هذه الفئة بالخيانة فهي معذورة لأنها لا تعير أدنى اهتمام بجنسية اللقاء واللاعبين، كل ما يهمها أن تستمتع وتروي ظمأها بمباراة حقيقية في كرة القدم. إن الفرق بين الديربي في بلدنا وكلاسيكو إسبانيا، أن الجارة تمتلك بطولة كروية احترافية مع العلم أنها الأفضل عالميا حسب الإحصائيات، بينما تنام أنديتنا في قوقعة الهواية تراودها أحلام وردية في الوصول إلى عالم الاحتراف، ولكن هيهات لها ذلك؟ ليست نهاية العالم إن أصابنا الملل من جراء من مباريات البطولة التي غالبا ما تنتهي بالتعادل السلبي، فهذه بطولتنا وعلينا أن نرضى بهذا المستوى رغم هزالته، وأن لا نبالغ بالتفاؤل حول بزوغ فجر مشرق لبطولة النخبة، فيكفي المغاربة أن ينقسموا صفين في المقاهي المكتظة، فريق يحيي رونالدو ورفاقه وآخر يهتف بميسي ومن معه، لأننا مقتنعون بأن الكلاسيكو لن يخيب آمالهم كما خيبها الديربي...