توقف الأنشطة الرياضية منذ ثلاثة أسابيع تقريبا، والتزام الكل بالحجر الصحي، خلق أجواء خاصة على الساحة الوطنية، من المفروض التأقلم والتعامل معها، قصد الحفاظ على المعنويات مرتفعة، وضمان ولو الحد الأدنى من الإعداد البدني، تحسبا لحالة الإفراج، والعودة في أقرب وقت للحياة العادية. وإذا كانت الحياة الرياضية على الصعيد الوطني، تضم مجموعة من الأنواع الرياضية، فإن التركيز يكون عادة على كرة القدم بحكم الاهتمام الجماهيري الكبير، والتركيز الإعلامي، وأيضا تأثيرها اللافت على جميع المستويات. من هذا المنطلق، فإن أخبار الأندية الوطنية في ظل الحجر الصحي تستأثر بالاهتمام، نفس الشيء بالنسبة لللاعبين وأخبار المدربين، ومتابعة الأطقم التقنية والصحية وغيرهما. أولى المبادرات جاءت من فريق نهضة بركان الذي أعد برنامجا تواصليا وتدريبيا عن بعد، إضافة لنظام غذائي مفروض اتباعه، حيث قدمت إدارته للإعلام تفاصيل هذا البرنامج ومختلف مراحل تطبيقه، وصولا إلى مراحل متقدمة، تحسبا لإمكانية عودة محتملة للمنافسات أواخر شهر أبريل الجاري. والمؤكد أن أغلب الأندية تتواصل مع لاعبيها، إلا أن القلة القليلة التي أعلنت عن التفاصيل، لتبقى مسؤولية اللاعب قائمة، إذ من المفروض أن يظهر نوعا من الاحترافية في التعامل مع هذا الظرف الطارئ والدقيق والصعب أيضا. فالبقاء مجبرا بالمنازل مسألة غير متعود عليها، وانعدام الفضاء المناسب لا يساعد على القيام بتداريب فردية داخل مقر الإقامة، وهذه حقيقة ترخي بظلالها على الأغلبية الساحقة من الممارسين، لأن لاعبي الدوري المغربي لا يتوفرون على مساكن واسعة، ولا على أدوات تدريب رهن الإشارة في أي وقت ولا على فضاء مناسب التدريب طيلة ساعات النهار. إلا أن كل هذه الإكراهات لا تعفي الممارس من الاجتهاد للحفاظ ولو على الحد الأدنى من الإعداد البدني والصفاء الذهني، وهذا يمر عبر مراقبة الأكل، والقيام بحركات وتمارين فردية يومية، والمختصون في الإعداد البدني لديهم برنامج خاص في هذا المجال، وهنا تكمن مسؤولية إدارات الأندية المفروض أن تراقب عمل الأطقم التابعة لها، وتسهر على كيفية التواصل مع اللاعبين بطريقة احترافية. إذن احترافية اللاعبين في الميزان، والدليل سنقف عليه جميعا بعد عودة عجلة البطولات الوطنية للدوران في أقرب وقت ممكن، وهذا ما نتمناه…