البطل الأسطوري سعيد عويطة في حوار مع بيان اليوم يمتثل الرياضيون كغيرهم من المواطنين للحجر الصحي المفروض من أجل الوقاية من خطر فيروس كورونا، والملتزمون منهم بالتنافس يتدربون دون انقطاع في بيوتهم بمختلف الأساليب والأدوات. البطل العالمي سعيد عويطة الذي أحرز العديد من الألقاب والأرقام القياسية جعلته فريد زمانه، و لن ننسى يوم 11 غشت 1984 في الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس الأمريكية عندما قطع مسافة مسابقة 5000 م في توقيت 13 د 05 ث 59 جزء من المائة، وأهدانا أول ذهبية أولمبية في الحدث الكوني. عويطة اليوم لا يغادر البيت ويتدرب بإيقاع خفيف بهدف الحفاظ على لياقته الصحية، ويلازم منزله وهو المتعود عل حصص تدريبية في الهواء الطلق، وفي هذا الظرف الصعب الذي فرض الحجر الصحي وتفادي مغادرة البيت إلا للضرورة اتصلنا بسعيد عويطة وأجرينا معه الحوار التالي: في هذا الظرف الذي يجتازه العالم هل تمارس التمارين كعادتك؟ لا .. حاليا ألزم البيت طبقا للتعليمات الرامية للوقاية من فيروس كورونا، وأتفادى الخروج ومغادرة البيت إلا للضرورة. وأكيد أن البقاء في البيت فيه ملل وقلق لكننا نتحمل وهذا واجبنا لأن الخطر يتهددنا جميعا. من له الإمكانيات من المعدات واللوازم، فبإمكانه ممارسة الرياضة في البيت. شخصيا أقوم بتداريب جد خفيفة من أجل اللياقة الصحية فقط. وماذا عن الاحتياطات الوقائية كالتعقيم والتنظيف وتفادي الاختلاط مع الآخرين، أليس كذلك؟ بالفعل نمتثل في البيت و طبق الوصايا المرتبطة بتنظيف اليدين وتعقيم المحيط باستمرار. هذه الإجراءات صارمة لأن الفيروس كوفيد 19 خطير جدا ونتابع ما يحصد من أرواح يوميا في العالم، وخطورة الوضع تفرض الانضباط والامتثال حفاظا على سلامة الجميع. الحالة عامة في العالم والوباء لم يستثن بلدا ولازال يزحف، والحل الوحيد يتمثل في البقاء في البيت وتنظيف اليدين باستمرار وفي ذلك خوف من إيذاء بعضنا. عشت متعة الألعاب الأولمبية ونشوتها، واليوم ولأول مرة تتأجل هذه التظاهرة الكونية بسبب الجائحة ما قد يحرم رياضين مؤهلين من الموعد القادم، ما رأيك؟ التأجيل لن يجسد مشكلا، والأبطال الذين يشاركون في الأولمبياد يمكن تصنيفهم في ثلاثة فئات، الأولى لرياضيين من فئة الشبان سنهم بين 18 و20 سنة وذلك بنسبة 80 من المشاركين، والفئة الثانية بين 24 و28 أو 29 سنة ونسبتها قليلة، وهناك الفئة الثالثة لرياضيين في سن 32 سنة وما فوق وهي بعدد قليل جدا. يصعب الآن على الرياضيين التفكير أكثر في الألعاب الأولمبية في وقت لا حديث فيه في العالم إلا عن الصحة والسلامة، لأن الصحة أهم من الرياضة، و نمارس الرياضة من أجل الصحة ولا ينبغي المخاطرة والمغامرة بالحياة في زمن تحرك فيه فيروس فتاك. ولا ينبغي التركيز أكثر في ضياع المشاركة في تظاهرة رياضية والوباء ينتشر بقوة. شخصيا أرى أن قرار تأجيل الألعاب الأولمبية صائب ومطلوب من جميع اللجان الأولمبية الوطنية في العالم وقد تابعنا اللجنة الأولمبية الكندية كيف كانت سباقة للمطالبة بتأجيل دورة طوكيو، وسمعنا أن اليابان البلد المنظم سيتضرر فلا أظن لأن المنظم لتظاهرة عالمية كونية تكون له مخططات احتياطية تحسبا لكل طارئ وتتمثل في مخطط (أ) و(ب) و(ج) وغيره. اليابان دولة قوية جدا وهي داعمة للرياضة في العالم وبها مجموعة من المؤسسات المستشهرة وبذلك لن تعيش ضررا في مختلف المجالات، وهناك تأجيل مدته سنة والرياضيون يعرفون كيف يدبرون المرحلة مع مؤطريهم ومسؤولي اتحادات الرياضات التي ينتمون إليها ويمكن للبعض تطوير القدرات الرياضية. أعتقد أن تأجيل الأولمبياد لمدة سنة يمكن أن يؤثر سلبا على بعض الاتحادات خاصة في ألعاب القوى لأن السنة الماضية شهدت بطولة العالم وهذا الحدث مبرمج السنة المقبلة ويصادف موعد الأولمبياد وكل هذا لن يجسد مشكلا في مستوى خطر الجائحة الذي يتهدد الإنسان في العالم. الرياضيون حاليا يتدربون في البيوت بتنسيق مع مؤطريهم ما رأيك ؟ لا أظن أن التوقف عن التداريب لمدة أسبوعين أو ثلاثة يؤثر سلبا على مستوى مردود الرياضي التنافسي وخاصة عندما يتعلق الأمر برياضي محترف، فهناك من يتدرب من أجل لياقته الصحية وهناك المحترف الذي يتهيأ للتباري الرسمي العالي، فالمحترف لن يتراجع مستواه الفني عقب التوقف عن الممارسة لفترة وجيزة وقد عشت هذا في فترة الإصابة، قد يفقد الرياضي نسبة قليلة من جاهزيته لكن غير مؤثرة. وفي الوقت الحاضر أمام هذه الجائحة على الرياضيين تفادي القلق والملل بتدبير الوقت في البيت وينبغي الحرص على تنظيم التغذية وكذا النوم، وبتجربتي مع الرياضيين الأولمبيين الذين أشرفت على تأطيرهم فالتوقف عن ممارسة التداريب بالإيقاع المعتاد لمدة ثلاثة أسابيع لا يفقدهم مستوى الجاهزية بنسبة كبيرة، والرياضي المحترف الملتزم مع النادي يعرف جيدا كيف يحافظ على جاهزيته بالتدبير الجيد لفترة الحجر الصحي حاليا.