بدأ موسم جفاف سنة 2020 يرخي بظلاله على الأوضاع الاجتماعية للفلاحين المغاربة، بعدما غابت الأمطار عن سماء المغرب منذ أشهر طويلة، كما بدأت مؤشراته تظهر على الزراعة البورية، وعلى الكلأ المخصص للماشية. ولاحتواء أزمة شح الأمطار، خصصت وزارة الفلاحة غلافا ماليا يناهز 55 مليون درهم، لحماية وإغاثة الماشية، حيث شرعت المديريات الجهوية للفلاحة في مساعدة الفلاحين بتقديم الأعلاف، من خلال العمل على نقلها إلى مقر الجماعات القروية بمختلف المناطق المغربية، وتخصيص 82 مركزا لبيع الشعير. وبحسب المعطيات التي قدمها عزيز أخنوش يوم الأربعاء الماضي بالبرلمان، فإن الموسم الفلاحي الحالي، على غرار الموسمين الماضيين، شهد انخفاضا في التساقطات بلغ لحد الآن ما يناهز 141 ملم، مقابل معدل 254 ملم خلال 30 سنة الماضية، معتبرا أن هذه النسبة تمثل عجزا يبلغ حوالي 40 بالمائة بالمقارنة مع السنة الماضية، و44 بالمائة بالمقارنة مع سنة عادية. وانعكس هذا الجفاف في الأمطار، على مستوى حقينة السدود التي تراجعت إلى 46.6 في المائة، حيث لا تتوفر اليوم إلا على 7 ملايير و275 مليون متر مكعب، بعدما كانت تسجل خلال سنة 2019 في نفس الفترة معدل 9 ملايير و599 مليون متر مكعب، بنسبة ملء بلغت 62.5 في المائة. وفي هذا الصدد، يرى المهدي لحو رئيس الجمعية المغربية للعقد العالمي للماء والأستاذ الجامعي بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، أن غياب الأمطار عن سماء المغرب خلال هذه السنة يدخل ضمن تأثير التغيرات المناخية الذي يشهدها كوكب الأرض، وهو ما ينعكس سلبا على المغرب الذي يتواجد جغرافيا بمنطقة نصف جافة. وأوضح المهدي لحو في تصريح لبيان اليوم أن هذه التغيرات تظهر من خلال شح الأمطار ثم الارتفاع المطرد للفيضانات، حيث ينضاف إلى هذا المعطى عامل النمو الديمغرافي المتزايد الذي يرتفع معه الطلب على الماء، علاوة على العامل المتمثل أيضا، في طرق الاستعمال التي تستنزف الموارد المائية للمغرب. من جهته، قال محمد سعيد قروق أستاذ علم المناخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك بالدار البيضاء، إن المغرب يمر بالفعل من موسم جفاف غير أنه جفاف مطري من المستوى الأول، مؤكدا بأنه غير سيء، لأنه مرتبط بتيارات هوائية جافة، تحبس عن المغرب واحدا من مصادر المياه الهامة. وأشار سعيد قروق في تصريح لبيان اليوم، إلى أن المستوى الثاني من الجفاف يتعلق بنقص المياه في الزراعات الفلاحية، والثالث الذي وصفه بالصعب يتعلق بالجفاف الهيدرولوجي، أي عند تسجيل توقف وانتهاء جريان الماء على المستوى السطحي، مشددا على أنه عند الوصول إلى هذه المرحلة نكون حتما أمام ضرورة استعمال المخزون الاستراتيجي للمياه، أي اللجوء للفرشة الباطنية.