المرابطي يجرد مواطنه أحنصال من اللقب والفرنسية لورانس تعيد إنجاز سنة 2007 جرد المغربي رشيد المرابطي مواطنه محمد أحنصال من لقبه بطلا لماراطون الرمال، في حين نجحت الفرنسية لورانس كلين في تكرار الإنجاز الذي حققته سنة 2007 عقب فوزهما أول أمس السبت بالمرحلة السادسة والأخيرة، التي ربطت بين منطقتي تاكورت نتاكويت وتازرين، على مسافة 5ر17 كلم. وبعثر المرابطي (29 عاما) كل الأوراق وفجر مفاجأة من العيار الثقيل عندما توج بطلا للدورة ال 26 من هذه التظاهرة الرياضية ذات البعد الدولي، الي تنظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في الفترة ما بين 1 و11 أبريل الجاري، أمام مدربه أحنصال، حامل اللقب أربع مرات (1998 و2008 و2009 و2010). وعمل المرابطي، الذي يخوض أول تجربة له في هذا الماراطون، على مراقبة السباق عن قرب في محاولة منه للحفاظ على فارق الخمس دقائق التي كانت تفصله في صدارة الترتيب العام عن أحنصال، الذي في المقابل بذل قصارى جهوده لتدارك هذا الفارق لكنه فشل في مسعاه. فعلى الرغم من كون أحنصال، الذي نجح في تقليص الفارق الزمني بينه وبين المرابطي من 18 دقيقة إلى خمس دقائق، فقد أخذ المبادرة مبكرا إلا أن الأخير أجهص كل محاولاته بعدما لازمه كظله على طول مسافة المرحلة بل وتقدم عليه في الكيلومتر الأخير ليعبر خط النهاية منفردا قاطعا المسافة في زمن قدره ساعة واحدة وعشر دقائق وثانية واحدة، فيما اكتفى أحنصال بالمركز الثالث (1س و11د و34ث) خلف المغربي الآخر مصطفى آيت عمار الذي حل ثانيا (1س و10د و28ث). وأنهى المرابطي هذه الدورة في صدارة الترتيب العام النهائي بعد قطعه المسافة الإجمالية (700ر250 كلم) في ظرف 20 ساعة و46 دقيقة و18 ثانية، أمام مواطنه أحنصال (20س و53د و37ث) والأردني سلامة الأقرع (21س و32د و10ث). وكان المرابطي, ابن مدينة زاكورة، قد فاز بالمرحلة الرابعة وحل ثانيا في المرحلتين الأولى والثالثة وثالثا في المرحلة الثانية ليفرض نفسه منافسا قويا للظفر بلقب دورة هذه السنة، التي واجه خلالها المشاركون صعوبات جمة تمثلت في تضاريس وعرة وحرارة مفرطة إلى جانب رياح قوية محملة بالأتربة خاصة في المرحلة الثالثة. ولم يخف المرابطي، سعادته بهذا الإنجاز، الذي اعتبره كبيرا لكونه تحقق أمام منافسين أقوياء في مقدمتهم أحنصال والأردني سلامة الأقرع، مضيفا أن هذا التتويح سيشكل له حافزا لمواصلة الاستعداد الجدي للدفاع عن لقبه في الدورة القادمة. أما أحنصال، فهنأ مواطنه وتلميذه على الفوز بلقب هذه السنة معللا سبب الفشل في الحفاظ على لقبه للإصابة التي تعرض لها في المرحلة الرابعة (82 كلم) على مستوى الركبة، مشيرا إلى أنه سيعمل السنة القادمة على استرجاع لقبه، مؤكدا أن الأهم في كل هذا هو أن يبقى اللقب مغربيا. أما العداءة الفرنسية لورانس كلين، التي سبق لها أن أحرزت لقب هذا الماراطون سنة 2007، فعادت هذه السنة بقوة وأعلنت منذ الانطلاقة عن نفسها كإحدى أقوى المرشحات للفوز بلقب هذه السنة وهو ما تحقق لها عن جدارة واستحقاق. وكانت لورانس ذكية في التعامل مع مجريات مرحلة اليوم حيث لازامت منافساتها وخاصة الإسبانية إيما روما والفرنسية الأخرى صونيا فورتادو على امتداد المرحلة. وحلت في المركز الأول بتوقيت ساعة واحدة و51 دقيقة و45 ثانية متقدمة بفارق ثانية واحدة عن الثلاثي روكا إيما وصونيا فورتادو والهولندية جولاندا لانسشوتن. وأحرزت لورانس لقب هذه الدورة بعدما تصدرت الترتيب العام برصيد 26 ساعة و46 دقيقة و38 ثانية متبوعة في المركز الثاني بالإسبانية روكا (27س و35د و17ث) وصونيا (27س و32د و21ث). يذكر أن الدورة ال26 من هذه التظاهرة الرياضية العالمية، التي تجمع بين ما هو رياضي وإنساني وبيئي واجتماعي وسياحي، عرفت مشاركة 849 عداء وعداءة يمثلون 42 بلدا (انسحب منهم 38 لأسباب مختلفة من تعب أو مرض أو عقوبة...) قطعوا مسافة 700ر250 كلم موزعة على ست مراحل بمعدل تراوح ما بين 20 و80 كلم في كل مرحلة وبسرعة تراوحت ما بين 3 و14 كلم في الساعة عبر تضاريس متنوعة بين تلال ونجود وهضاب وأودية جافة وجبال وواحات وكثبان رملية في ظروف مناخية جد حارة تجاوزت في بعض الأحيان إلى 48 درجة، مع هبوب عواصف رملية. كما أن المشاركين في هذا السباق، الذي يعد واحدا من أكثر السباقات صعوبة في العالم على اعتبار أنه يشكل مسابقة للتحمل بالدرجة الأولى، ملزمين بالتقيد بحمل ما يحتاجونه من مؤونة وألبسة ومعدات على ظهورهم لمدة أسبوع على أن يتم تزويدهم بالماء الشروب عند كل نقطة مراقبة. كما خضعوا لفحوصات للكشف عن المنشطات طبقا لقوانين الاتحاد الدولي لألعاب القوى. وفي ختام هذه المرحلة، سلم لحسن أغجدام، عامل إقليم زاكورة، جوائز تذكارية للفائزين بالمرحلة رشيد المرابطي ولورانس كلين.