في كل نسخة من قمة الدول الأطراف للاتفاقية الإطار للتغيرات المناخية، يلتقي المفاوضون من جميع أنحاء العالم لإيجاد حلول وسط لمعالجة تبعات تغير المناخ العالمي، والبحث عن سبل طرحها على المستوى المحلي. سنة 2017 نظمت جزر فيجي قمة المناخ الثالثة والعشرون بمدينة بون الألمانية، وكانت أول دولة جزرية بالمحيط العادي التي تشرف على تنظيم قمة للمناخ، خلال هذه القمة ولمدة أسبوع كامل، تمكنت كملاحظ من حضور العديد من المؤتمرات بقيادة السياسيين والمخططين الحضريين ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم، كان هؤلاء المحترفون هناك لمشاركتنا تجارب المدن المستدامة الموجودة والعمل على تقاسمها بكل حرفية وتميز. أحد ممثلي الوفد الفنلندي سر أن يرى أن عدد الحلول المقدمة خلال مؤتمرات الأطراف تزداد عاما بعد عام، في حوار بين الخبراء الألمان والدول الاسكندنافية والبرلمانيين حول الحلول التي يمكن إيجادها لإقامة مدن مستدامة. وتعد الدول الإسكندنافية من بين أكثر الدول الصديقة للبيئة بتواجدها ضمن المراكز العشرة الأولى، إلى جانب ألمانيا وسويسرا، مع تمتعها بأنماط الحياة والمدن تجعلها في طليعة التنمية المستدامة، حيث تظهر السويد والنرويج في أول مكانين في “الاقتصاد العالمي للمؤشر الأخضر”، وفنلندا في المرتبة الثامنة. وكانت السويد قد شرعت في برنامج للتنمية المستدامة منذ فترة الستينيات وقبل فترة طويلة من بروتوكول كيوتو (1997) واتفاق باريس (2015) مستفيدة بشكل كبير من مزاياها الطبيعية من خلال استخدام الطاقة الهيدروليكية، وفي عام 1999 اعتمدت الحكومة السويدية برنامجًا يتضمن خمسة عشر هدفا بحلول عام 2020: من بينها توقع إنتاج 50٪ من إمدادات الطاقة الكهربائية من الطاقة المتجددة. وبالرغم من أن النرويج ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، فهي جد متقدمة في تنزيل برامج التنمية المستدامة على الصعيد المحلي، حيث استفادت من أفضل إمكانياتها لإنتاج الطاقة الهيدروليكية منذ عام 2010، مجبرة جميع مبانيها الجديدة التي تزيد مساحتها عن 500 متر مربع إنتاج 60٪ من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقات المتجددة، وحددت البلاد لنفسها أيضًا هدفا طموحا للغاية والمتمثل في صفر انبعاث الكربون بحلول عام 2030، أي إنتاج الطاقة المتجددة و النظيفة فقط دون الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية من بترول و غاز طبيعي و فحم حجري. لم تنتظر بعض المدن العالمية دخول اتفاق باريس حيز التنفيذ حتى تتمكن من الالتزام بأهداف الأممالمتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة و تنزيلها على المستويات المحلية، في هذا الإطار انضمت 96 مدينة عالمية )ثلثها هي مدن آسيوية والثلث الآخر مدن أمريكية) إلى شبكة المدن المستدامة: لندن، باريس، مكسيكو، نيويورك، دوربان، لوس أنجلوس، ملبورن وبوسطن، دبي و دكار و مونتريال الكندية … هذه الشبكة التي رأت النور، تهدف في الاساس الى التعاون على مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، حيث تمثل هذه المدن الكبرى لوحدها 700 مليون نسمة وأكثر من 25٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. كانت الفكرة في البداية عبارة عن وضع مخطط تنموي محلي أو خريطة طريق خاصة بكل مدينة من أجل الوصول بسرعة إلى الأهداف المذكورة التي ينص عليها بروتوكول باريس 2015 للتغيرات المناخية، ومع تطور النقاش بين المدن الاعضاء تم خلق وإنشاء شراكات بين هذه المدن في جميع أنحاء العالم: شراكات تجارية وأكاديمية وأخرى تستهدف البحث العلمي. إن الأدوات اللازمة لمعالجة الفقر واللامساواة وتغير المناخ والضغوط البيئية والتي تم تحديدها في الاتفاقات متعددة الأطراف العظيمة وتم التوصل إليها في عام 2015، ثلاثة وهي: أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، وخطة عمل أديس أبابا، واتفاق باريس بشأن تغير المناخ. فأهداف التنمية المستدامة هي مخطط للمسار العادل والمستدام لتنمية لا تترك وراءها أحدا، هذه الأهداف أكثر بكثير من مجرد إطار، بل هي خطة ملموسة للسياسات التي يمكن أن تحسن حياة مئات الملايين من النساء والفتيات والرجال والفتيان في جميع أنحاء العالم، وتم اعتبار 2019 هي السنة الحاسمة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس، في حين يبقى تنفيذ خطة عمل أديس أبابا: مخطط الشراكة العالمية لتمويل التنمية المستدامة، رهين بوفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها كاملة. حضور ممثلي البلدان الإسكندنافية في النسخة الثالثة والعشرون لمؤتمر الأطراف ببون الألمانية كان الهدف منه إثبات “أن الإجراءات المؤيدة للتنمية المستدامة لا تنفذ على حساب النمو الاقتصادي”، حيث تمكنت العاصمة السويدية استوكهولم خلال مدة ثلاثين عاما من زيادة نموها بنسبة 41٪ مع تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 35٪ تقريبًا. العاصمة الفنلندية هلسنكي وضعت رسوما على معدل التلوث الصادر عن كل نوع من أنواع السيارات وقد أدت هذه السياسة إلى انخفاض في استخدام السيارات بنسبة 5٪ خلال ساعات الذروة، بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت هلسنكي على حافز قوي لاستخدام الدراجات في المدينة، مع زيادة في عدد محطات الدراجات الهوائية ذات الخدمة الذاتية. أحد المفاوضين الدانماركيين أثار انعكاس سياسة المدن المستدامة الاسكندنافية على حياة المواطنين بأقصى حد، الذين أصبحوا يستخدمون النقل المستدام بواسطة الدراجات الهوائية وبشكل جماعي. ممثل الوفد النرويجي بقمة المناخ أراد التأكيد على أن مدينة أوسلو قررت مؤخرا جعل مركز المدينة متاحا فقط للسير على الأقدام ابتداء من عام 2019، مشيرا إلى أن النرويج هي الدولة الوحيدة التي بها أكثر عدد من السيارات الكهربائية مقارنة بباقي دول العالم، هذا على الرغم من أن للنرويج مساحة كبيرة وشاسعة وبالتالي مسافات كبيرة بين المدن. يجمع ممثلو بلدان الشمال الأوروبي على أن نماذج التنمية المستدامة يمكن تكثيفها وتكييفها مع الخصائص المحددة والمحلية لكل مدينة، إدراكاً منهم أن حجم المدن الاسكندنافية لا يمكن مقارنته بحجم المدن العالمية الكبرى، أوروبية كانت أو إفريقية، وهكذا أكدت ممثلة دولة النرويج في قمة المناخ ببون الالمانية على أن العمل من أجل البيئة ليست جينا وراثيا فقط في الحمض النووي للمواطن الاسكندنافي، بل على الأكثر من ذلك فهو يتطلب الكثير من الجهد والإرادة السياسية القوية. للتذكير فقط، فإن نقطة التحول البيئية هذه ليست محفوظة لأقلية من المدن، لذلك فقد حان الوقت للتوقف عن الاستشهاد بهذه المدن كمثال، ولكن أيضا يجب تتبع المسار الذي بدأت به المدن المستدامة حتى وصلت الى العالمية بسياساتها الكابحة لتغير المناخ وبتبنيها للاستعجالية المناخية. وتجدر الإشارة إلى أن شبكة المدن المستدامة التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقر ا لها، تضم 96 مدينة منها 14 مدينة أمريكية و13 مدينة صينية و5 مدن هندية، و3 مدن كندية ومدينتين عربيتين فقط هما: دبي وعمان. أوروبيا ومن أصل 20 مدينة عضو بالشبكة، نجد ثلاث مدن ايطالية ومدينتين هولنديتين ومدينتين إسبانيتين ومدينتين ألمانيتين … بالنسبة إلى القارة الإفريقية تبقى جنوب إفريقيا في الريادة حيث من ضمن 12 مدينة افريقية عضو بالشبكة نجد 4 مدن جنوب إفريقية، بالإضافة إلى أديس أبابا الاثيوبية وأبيدجان الإيفوارية ودكار السينغالية. واستلهمت السنغال تجربة شبكة المدن المستدامة بإطلاق شبكة مدينة داكار المستدامة، بالموازاة مع التحضير لقمة إفريقيا وفرنسا 2020 القادمة، المكرسة لحلول المدينة المستدامة، والتي ستعقد في فرنسا في الفترة من 4 إلى 6 يونيو 2020. هذه القمة التي ألح على التعجيل بعقدها رئيس الجمهورية الفرنسية خلال خطابه في العاصمة واغادوغو قبل ثلاث سنوات، ستكون قمة للالتزام والعمل وعرض الإنجازات، من أجل مواجهة تحديات المدن الأفريقية والفرنسية اتجاه تغير المناخ. ويتمثل الطموح السنغالي في المساهمة في تطوير المدن المستدامة من خلال تقديم الخبرات والمبادرات وتقاسم التجارب الفنية للجهات الفاعلة الفرنسية منها والأفريقية، عن طريق اختيار نهج عالمي، ومن خلال تطوير البنيات التحتية والقضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ذات البعد السياسي عبر قضايا الحكم المحلي. انخرطت مؤخرا كل من ميامي، فلوريدا وفينيكس، أريزونا المدن الأربع الأمريكية الحديثة في شبكة المدن المستدامة، لتكمل ما مجموعه 96 مدينة من جميع أنحاء العالم “شبكة عالمية ملتزمة بإظهار الريادة في معالجة تغير المناخ لزيادة الرفاهية البيئية والاقتصادية لسكانها”. يقود عمدة ميامي فرانسيس سواريز وعمدة فينيكس كيت غاليغو المدن على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ وقد أظهروا قيادتهم الوطنية والعالمية في المناخ من خلال حلولهم المبتكرة والشاملة. وتواجه مدينة ميامي الأمريكية التي أعلنت حالة الطوارئ المناخية في نونبر 2019، العديد من التحديات المناخية ولا سيما ارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات وأحداث العواصف والأعاصير الكبرى. ألزم العمدة سواريز رئيس بلدية ميامي الأمريكية بتطوير وبدء تنفيذ خطة عمل شاملة للمناخ قبل نهاية عام 2020، ويركز العمدة على الحد من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون الناتجة عن النقل، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وزيادة إمدادات الطاقة النظيفة والمتجددة وتغيير أنماط الاستهلاك. وقال رئيس بلدية ميامي، فرانسيس سواريز: “تواصل ميامي اتخاذ إجراءات جريئة للتكيف مع التحديات المناخية لدينا”، مضيفا “إن اختيارنا لهذه الشبكة الموقرة من المدن العالمية الملتزمة بالحلول المناخية يسلط الضوء على ريادتنا في التحضير للتهديدات البيئية والاستجابة لها، ويمنحنا مقعدًا على الطاولة مع قادة عالميين آخرين للتعاون حول الحلول المستقبلية معا”. فينيكس المدينة الأمريكية العضو بالشبكة، هي مدينة مزدهرة تتعامل مع الحرارة الشديدة وإدارة المياه والاقتصاد الدائري وتسريع عملية إزالة غاز ثاني أوكسيد الكربون على الرغم من وجود مزيج طموح من سياسات التخفيف من حدة المناخ والتكيف والمرونة والإنصاف، وركزت إدارة العمدة جاليجو “رئيس بلدية فينيكس” بشكل خاص على خفض الانبعاثات الغازية لغاز ثاني أوكسيد الكربون من قطاع النقل، بالرغم من موقعها الصحراوي، وتنفيذ استراتيجيات التخفيف من الحرارة. كان العمدة جاليجو أحد المؤيدين الأقوياء للسكك الحديدية الخفيفة والكثافة الحضرية، وترأس خطة النقل في المدينة وأيد توسيع السكك الحديدية الخفيفة في الانتخابات الأخيرة في المدينة. فينيكس هي المدينة الأسرع نموا في أمريكا، قال رئيس بلدية فينكس كيت جاليجو : “إن هذا النمو حفز على تنمية اقتصادية غير مسبوقة، ولكن هذا يعني أيضا إلقاء نظرة أكثر صعوبة على تحديات الاستدامة التي تواجه مدينة تقع في وسط صحراء سونوران”، مضيفا “وأنا أعلم أننا، كمدينة صحراوية، نأتي بتجربة ومنظور فريد إلى الطاولة، و نؤكد التزامنا الثابت بالمبادئ المنصوص عليها في اتفاق باريس للمناخ، ونحن نواصل العمل من أجل مستقبل أكثر استدامة، و تعكس عضويتنا في شبكة المدن المستدامة هذا الالتزام، بالإضافة إلى رغبتنا في تعلم المزيد من الطرق لتعزيز التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه”. وقال رئيس الشبكة الأرجنتيني ولوس: “تعد مدن الشبكة أهم الزعماء في الكفاح من أجل وقف أزمة المناخ وصياغة مستقبل أكثر استدامة – لأنه في حين أن الآخرين يبشرون بالوعود المستقبلية، فإننا نحن نسن سياسات تعالج هذه الحالة الطارئة”. عمدة لوس أنجلوس إريك غارسيتي يؤكد: “مع انضمام ميامي وفينيكس الآن إلى صفوفنا، ليس لدي أدنى شك في أن حكوماتنا المحلية ستواصل قيادة هذا التحدي العالمي: الحفاظ على الحياة كما نعرفها، وتعزيز العدالة المناخية عبر الحدود، وبناء اقتصاد مناسب للجميع”. وفي انتظار التحاق مدن شمال إفريقيا بالشبكة يبقى الأمل معقودا على الجوهرة الزرقاء مدينة شفشاون وكذا مدينة إفران المرشحة للتتويج بلقب مدينة المناطق الرطبة “مدينة رامسار” ومدينة غار الملح التونسية المتوجة بشارة رامسار. وعلى غرار شبكة المدن المستدامة التي تترافع من أجل رفع التحديات اتجاه تغير المناخ، تستعد مدن المناطق الرطبة الثمانية عشر المصنفة ” مدن رامسار” لتأسيس شبكتها في صيف هذه السنة،وتستعد مدينة أميان الفرنسية لاحتضان حفل تأسيس شبكة مدن رامسار العالمية خلال شهر يونيو المقبل. وكانت مدينة أميان الفرنسية الحاصلة على شارة مدينة المناطق الرطبة “مدينة رامسار” قد شاركت في الاجتماع الأخير المنعقد يومي 21 و22 أكتوبر 2019 في كوريا الجنوبية، والذي جمع عمداء بلديات أول 18 مدينة رامسار، حيث كانت هذه الشارة تمنح سابقا للمواقع الطبيعية والمناطق الرطبة فقط ليتم تعميمها فيما بعد على مدن المناطق الرطبة. ومثلت في الاجتماع “فلورنس رودنجر” نائبة العمدة المسؤولة عن البيئة ببلدية مدينة أميان الفرنسية التي تبلغ مساحتها 368 هكتارا من الأراضي الرطبة في الغالب، بما في ذلك 268 هكتارا كمنطقة ذات أهمية دولية، اجتماع كان الغرض منه أساسا “التفكير في إنشاء شبكة المدن التي تحمل علامة رامسار”. وبعد أن كانت قد احتضنت مدينة أميان الفرنسية في الفترة الممتدة مابين 6 و 7 نوفمبر من السنة الماضية الندوة الوطنية في نسختها الحادية عشرة لرامسار فرنسا حول موضوع “تاريخ وتطور الأراضي الرطبة فيما يتعلق بالاستخدامات البشرية”، هذا اللقاء الذي جمع ممثلي المناطق الرطبة الفرنسية ال 48 التي تحمل علامة رامسار، ستتميز هذه السنة مدينة أميان باستضافة مؤتمر رامسار العالمي الذي سيضم ممثلين عالميين من المدن الرطبة الثماني عشر المصنفة ” مدن رامسار” وجاء تتويج مدينة أميان الفرنسية رفقة المدن السبعة عشر الأخرى على هامش انعقاد مؤتمر رامسار الثالث عشر للأطراف حول الأراضي الرطبة في الفترة من 21 إلى 29 أكتوبر 2018 في دبي الإماراتية المنعقد تحت شعار “الأراضي الرطبة لمستقبل حضري مستدام”. و تم اعتماد هذه الاتفاقية الخاصة بالأراضي الرطبة عام 1971 في رامسار في إيران، وهي معاهدة حكومية دولية تضم حاليًا 171 دولة و تشجع الدول الأعضاء على الحفاظ على أراضيها الرطبة واستخدامها بشكل مستدام حيث يجتمع مؤتمر الأطراف رامسار كل 3 سنوات لبحث خطة العمل للأعوام الثلاثة الماضية والثلاث سنوات المقبلة، حيث من المنتظر أن تحتضن مدينة ووهان الصينية – المصنفة مدينة رامسار و هي في نفس الوقت عضو شبكة المدن المستدامة – النسخة الرابعة عشرة من مؤتمر الاطراف لاتفاقية رامسار خريف 2021. وتم منح مدينة أميان الفرنسية شارة “مدينة الأراضي الرطبة المعتمدة من قبل اتفاقية رامسار”، هذه التسمية التي تم إنشاؤها في عام 2012 تكافئ المجتمعات التي لديها أراضي رطبة كبيرة وموقع رامسار على أراضيها”، وقد نفذت سياسات مثالية للإدارة المستدامة لهذه المناطق الرطبة، وتم تتويج أربع مدن فرنسية عام 2018. تعد المحافظة على الأراضي الرطبة والحفاظ عليها وتعزيزها على نطاق أوسع في مدينة أميان الفرنسية إحدى أولويات المسؤولين المنتخبين، التي يمكن أن تسمح بتطوير الاستخدامات الاجتماعية والأنشطة الاقتصادية. إن “علامة رامسار” التي منحت لمدينة أميان الفرنسية كمدينة للمناطق الرطبة، بعيدًا عن فكرة فرض إطار تنظيمي ملزم للمجتمعات، هي التزام أخلاقي وطوعي أكثر للحفاظ على التراث الطبيعي وتعزيزه، ويؤكد رغبة جميع المسؤولين والمنتخبين في مدينة أميان الفرنسية في العمل على الاستغلال المستدام للمناطق الرطبة التي أصبحت ذات أهمية دولية بفضل “علامة رامسار”. وفي الأخير يمكن لشبكة المدن الرطبة “مدن رامسار” استلهام التجربة والخبرة التنظيمية و الاستشراف المستقبلي من شبكة المدن المستدامة عبر توسيع رقعتها الجغرافية بتصنيف العديد من المدن العربية و الافريقية و عدم الاقتصار على العدد المحدود من المدن الرطبة )18 مدينة “رامسار ” لحد الآن..( ، وخصوصا أن مجموعة من المدن العالمية تنتمي الى شبكة المدن المستدامة تحمل شارة مدن “رامسار”. وينتظر من مدينة إفران الملتحق الجديد بشبكة المدن الرطبة الشيء الكثير لقيادة هذه التجربة البيئية الخصبة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، عبر تشجيع المحافظة على المناطق الرطبة المصنفة “رامسار” وإطلاق مشاريع تأهيل المناطق الرطبة الاخرى. محمد بنعبو ناشط بيئي وخبير في قضايا المناخ والتنمية المستدامة رئيس جمعية مغرب أصدقاء البيئة