دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا إلى وقف دعمها لما أسماه ب”الفظائع” التي يرتكبها النظام السوري، معربا عن خشية الولاياتالمتحدة من العنف في منطقة إدلب، بحسب ما أعلن البيت الأبيض الأحد. من جانبه، أعلن وزير الخارجية التركي أنه أبلغ نظيره الروسي بأن هجمات النظام السوري في إدلب يجب أن تتوقف. وبدعم جوي روسي حققت قوات النظام السوري تقدما جديدا الأحد في هجومها على آخر معقل للجهاديين وفصائل المعارضة في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا. وخلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعرب ترامب “عن قلقه إزاء العنف في إدلب (…) وأبلغه برغبة الولاياتالمتحدة في أن يتوقف الدعم الروسي للفظائع التي يرتكبها نظام الأسد”، وفق البيت الأبيض. وتركيا لها 12 نقطة مراقبة في إدلب في إطار اتفاق تم التوصل إليه في 2018 بين أنقرةوموسكو في سوتشي لمنع هجوم النظام، لكن قوات النظام السوري مضت في تقدمها. ويعتقد أن القوات السورية تحاصر أربع نقاط تركية، وهددت أنقرة بمهاجمة القوات السورية في حال لم تتراجع بنهاية فبراير. وصرح تشاوش أوغلو للصحافيين خلال منتدى ميونيخ للأمن في ألمانيا “أكدت أن الهجمات في إدلب يجب أن تتوقف وأنه من الضروري التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وألا يتم انتهاكه”. وسيتوجه وفد تركي إلى موسكو الاثنين، بعد أن زار مسؤولون روس أنقرة في عطلة نهاية الأسبوع ولم يتم التوصل إلى اتفاق ملموس. ورغم اختلاف مواقفهما بشأن النزاع المستمر منذ تسع سنوات، تعاونت تركيا الداعمة لفصائل في المعارضة السورية وموسكو المتحالفة مع دمشق عن قرب في ما يتعلق بالملف السوري. وفي نهاية الأسبوع وسعت قوات النظام السوري سيطرتها في محيط مدينة حلب في شمال سوريا وتمكنت بذلك من إبعاد هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى عنها وضمان أمنها. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد أن قوات النظام “سيطرت على كامل القرى والبلدات المحيطة بمدينة حلب للمرة الأولى منذ العام 2012، لتتمكن بذلك من تأمين المدينة بالكامل وحمايتها من قذائف الفصائل”. ورغم سيطرة قوات النظام على كامل حلب في العام 2016 إثر معارك وحصار استمر أشهرا عدة للفصائل المعارضة في أحيائها الشرقية، بقيت المدينة هدفا لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وللفصائل المنتشرة عند أطرافها الغربية والشمالية وفي قرى وبلدات ريفها الغربي. وبعد استعادتها الأسبوع الماضي كامل الطريق الدولي حلب – دمشق والذي يصل المدينة من الجهة الجنوبية الغربية، بدأت قوات النظام بالتقدم في المناطق المحيطة بحلب تدريجيا. وتسبب التصعيد منذ دجنبر بمقتل أكثر من 380 مدنيا، وفق المرصد السوري، وبنزوح أكثر من 800 ألف شخص بحسب الأممالمتحدة. وباتت قوات النظام السوري، المدعومة من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من سوريا وقد تعهد الرئيس بشار الأسد استعادة السيطرة على كل مساحة البلاد. وفي المكالمة التي أجريت السبت مع أردوغان، أكد ترامب أيضا أن “التدخل الأجنبي المستمر في ليبيا سيؤدي فقط إلى جعل الوضع أكثر سوءا”. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان متنافستان: سلطة تمثلها حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج ومقرها في طرابلس وتعترف بها الأممالمتحدة، وسلطة موازية في الشرق يمثلها المشير خليفة حفتر. ويحظى حفتر بدعم من كل من روسيا والإمارات ومصر، بينما تدعم السراج كل من تركيا وقطر.