حاولت جاهدا العثور على آخر كذبة بمناسبة فاتح أبريل لهذه السنة، لكن تعبت فلم أجد لذلك أثرا، قلت في قرارة نفسي هل انتهى زمن الكذب، مع العلم أن الكذب نابع من أعماق كل شخص برغبة وبغير رغبة!!! لكن وجدت لذلك سبيلا بعد هزيمة المنتخب المغربي لكرة القدم أمام منتخب الجزائر، فعثرت على أكثر من صيغة كذب على امتداد زمن البحث عن مدرب للمنتخب المغربي والتعاقد معه والترويج له والدعوة إلى الترحيب به، تعددت صور الكذب بين محلل وناقد وناقم وهو بالأمس القريب (شكرا عبد الهادي بلخياط) ومن معه من جوقة المادحين كان أكثر المهللين بقدوم الفاتح الأعظم للكرة المغربية في زمن الخريف الكروي في البطولة الوطنية. هي فقط كذبة أبريل، كذبة تمتد على مدار السنة، لكن قوتها تكاد تبرز في هذا الشهر، نحن شعب لنا ذاكرة قوية غير قابلة للنسيان أو التناسي ليتحول المرء بين عشية وضحاها من المدح إلى هجاء لذات الشخص وفي نفس المرحلة وعلى ذات الشاشة وعلى مرأى ومسمع من مشاهدين، لم يفقدوا أبدا حاسة السمع والبصر والتمييز بين الغث والسمين، فهزيمة المنتخب المغربي لكرة القدم لا تخرج عن دائرة نتائج اللعبة، لكن صورتها وشكلها ونمط تفكير المحيطين بها تجعل الجميع يشكك في أن الجمع المسؤول عن الكرة ببلادنا قادر على إقناعنا بمصداقيتهم، ونحن على غير سواء لفهم ما يجري أعني كذب ما نرى ونسمع ونعتقد أنه الصواب. * أليس الدعوة إلى بطولة احترافية كذبة أبريل؟ * أليس حل مكتب الهواة كذبة أبريل؟ * أليس التعاقد مع غيريتس كذبة أبريل؟ * أليس الوعد بالتأهيل إلى كأس إفريقيا وكأس العالم كذبة أبريل؟ * أليس التحامل إعلاميا على غيريتس كذبة أبريل؟ * أليس الدعوة إلى رحيل الجامعة بكذبة أبريل؟ أنا لا أجد حرجا في محاسبة من كان بوقا للترويج لكل الأفكار والبرامج التي صدرت عن الجامعة والوزارة، في زمن كنا نتلمس ضوء أمل قادم معتمدين على ذواتنا الخاصة التي بالإمكان أن تؤهلنا من دون جعجعة ولا طحين، كيف سنحول كل كذب الشهور الماضية، ونختصره في يوم واحد فاتح أبريل وبعد هزيمة المنتخب المغربي في لقاء الذهاب أمام الجزائر في مباراة شبعنا فيها كذبا من شخص كان يجب أن يكون عادلا وهو الحكم الموريسي الذي أشفق عليه، لأن حال إفريقيا لا يقبل التغيير في الرياضة وفي غيرها لذلك أشبعنا الحكم كذبا في كذب طيلة عمر المباراة، لكن -والله- أشهد أنه أقل كذبا من غيريتس بعد المباراة الذي تفنن في التنقيب عن الأعذار المخففة لأول امتحان لصوته المبحوح في مواجهة الإعصار القادم من الاحتجاجات والنقد الذي تختلف مصادره وتقاسيمه، ليضيف كذبة أخرى جرب من خلالها ما أصبح يصطلح عليه باللاعب المحلي لعل وعسى ينفض عنه غبار الكذب. دعونا من كذبة أبريل الغيريتسية (نسبة إلى غيريتس) ولنفتش في كذب الصحافة أو البعض منها، وما أصبح يصطلح عليه بصحافة «النخبة» من المسؤولين والمسيرين والمدربين والذين وجدوا مقاعد في منابر إعلامية خاوية الوفاض ارتضت سبيل المدح بسبب وبغير سبب... وحاولت جاهدة أن تبث في نفوس المشاهدين أمل أن نصدق كل ما جاء على لسانها، لكن ولأنها تتلون كالحرباء فلم تجد حرجا في تغيير وجهتها بتغير الأحوال، ناسية أو متناسية أن للشعب المغربي ذاكرة قوية يحفظ فيها كل صغيرة وكبيرة وبدرجة خاصة ما يتعلق بمصير جيل من ممارسي اللعبة الشعبية «كرة القدم». سنحفظ لكم كذبكم، وسنحافظ عليه في ثلاجة الزمن لنذكركم بأن حبل الكذب قصير...