دعت الفرق البرلمانية بمجلس المستشارين، أول أمس الخميس، اتحادات البرلمانات الإقليمية والدولية إلى التحرك لفضح سياسات إسرائيل الدموية، مشددة على أن لغة الشجب والاستنكار لم تعد كافية لوضع حد لتمادي إسرائيل في انتهاك جميع المواثيق والشرعية الدولية والقيم الإنسانية. وشددت الفرق البرلمانية، خلال جلسة عمومية تضامنية عقدها مجلس المستشارين على إثر الاعتداء الهمجي الذي أقدم عليه الجيش الإسرائيلي ضد سفن (أسطول الحرية) الاثنين الماضي، على ضرورة التنسيق بين هذه الاتحادات وخاصة منها الاتحاد البرلماني العربي والاتحاد البرلماني الدولي، من أجل إجراء اتصالات مع المؤسسات والهيئات الدولية, لحمل المجتمع الدولي على معاقبة إسرائيل على فعلتها الشنعاء. واعتبرت الفرق، خلال هذه الجلسة، التي حضرها عدد من أعضاء الحكومة، أن هذا الاعتداء أسقط القناع عن الوجه الحقيقي لإسرائيل التي تعتمد العنف والتقتيل الممنهجين ضد كل من يعارض أطروحاتها، داعية المجتمع الدولي إلى التعامل بصرامة مع إسرائيل وتقديم الجناة للمحاكمة. وبعدما ثمنت موقف المملكة من هذا الهجوم والذي اعتبرته غير مقبول لا سياسيا ولا دبلوماسيا ولا إنسانيا، ذكرت بجهود المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في نصرة القضية الفلسطينية والحفاظ على الهوية الدينية والحضارية للقدس الشريف. كما دعت إلى المشاركة بكثافة في المسيرة التضامنية التي ستنظم، الأحد المقبل بالرباط، للتعبير عن شجب الشعب المغربي لهذه المجزرة التي استهدفت نشطاء عزل. وهكذا، عبر رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، السيد عبد الحكيم بنشماس، عن إدانته الشديدة للعدوان الهمجي الذي ارتكبته القوات الإسرائيلية في حق متضامني قافلة الحرية التي كانت متوجهة إلى غزة في مهمة إنسانية صرفة، معتبرا أن هذا العدوان يشكل إرهاب دولة وانتهاكا جسيما للقانون الدولي وإهانة للمؤسسات الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة. من جهته، أكد رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، محمد الأنصاري، أن الاعتداء الشنيع على قافلة الحرية، يعد دليلا آخر على دموية الآلة العسكرية الإسرائيلية الهوجاء التي لا تعطي اعتبارا للمجتمع الدولي ولا للتضامن الإنساني الواسع الذي تعبر عنه مختلف شعوب وبلدان العالم لفك الحصار الظالم عن الفلسطينيين بقطاع غزة. ودعا المنتظم الدولي إلى إعلان العقوبات الملائمة مع حجم الجرم الخطير الذي اقترفته إسرائيل وأن تتجاوز الأممالمتحدة لغة البيانات المحتشمة باتخاذ العقوبات والقرارات الملائمة، وفك الحصار الظالم المضروب على الفلسطينيين في قطاع غزة. من جانبه, أكد ادريس الراضي، رئيس فريق التجمع الدستوري الموحد، أن إسرائيل مارست إرهاب الدولة داخل المياه الدولية بعيدا عن حدودها البحرية ودون أن يكون هناك أي تهديد لأمنها وسلامة مواطنيها. وقال إن إسرائيل قتلت هذه المرة قيم التضامن والتعاون الإنساني حيث لم تحارب لإيقاف الصواريخ وحماية أراضيها بل حاربت نخبة من نشطاء حقوق الإنسان وثلة من المتضامنين المتطوعين للدفاع عن حق الشعوب في العيش الكريم والأمن والاستقرار. وبدوره، استنكر رئيس الفريق الحركي، عبد الحميد السعداوي، الجريمة البشعة التي أقدمت عليها إسرائيل تجاه قافلة السلام الحاملة لرسالة إنسانية نبيلة تروم رفع الحصار المضروب على هذا الجزء المحتل من أرض فلسطين المغتصبة، مضيفا أن هذا الاعتداء «ترسم خلاله إسرائيل مرة أخرى صورة جلاد يقطف ورود السلام من منطقة الشرق الأوسط، وتصر على إبادة كل محاولات الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية». وأكد علي سالم الشكاف، عن الفريق الاشتراكي، أن المتطوعين في (أسطول الحرية) نجحوا في كشف الوجه الهمجي لإسرائيل حيث لم تجد الدول التي كانت تغازل السياسة الإسرائيلية بدا من إدانة المجزرة في حق أسطول الحرية واستنكار ما أسفر عنها من قتل وتنكيل وإهانة. واعتبر أن هذه المجزرة تشكل ضربة ليس فقط لمسلسل السلام ولمناضليه بل هي ضربة في الصميم للعقل وللإنسانية التي لا ندري أية تداعيات ستكون لها جراء اليأس والإحباط الذي يمكن أن تزرعه في المنطقة. وعبر العربي خربوش، رئيس فريق التحالف الاشتراكي، عن مشاعر الغضب والتنديد والاستنكار لما أقدمت عليه إسرائيل من همجية تعبر عن طبيعة السياسة الإسرائيلية التي تضع نفسها فوق جميع المواثيق والقوانين الدولية. وقال إن إسرائيل، بفعلتها هاته، تحاول إرجاع مسلسل السلام إلى نقطة الصفر، بعدما ظهرت في الآونة الأخيرة آفاقا جديدة لمسلسل السلام مما يدل على نزعتها العدوانية الرافضة لتحقيق السلام في المنطقة. ودعا الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة وتعزيز الجبهة الداخلية، مضيفا أن الصراع الفلسطيني الفلسطيني يشجع إسرائيل على المضي في عمليات الترهيب. وشدد عبد الحميد فاتحي، رئيس الفريق الفدرالي للوحدة والديمقراطية، إن إسرائيل «بجريمتها الشنعاء ضد أسطول إنساني، انتقلت من قتل الفلسطينيين والعرب إلى قتل كل أبرياء العالم». وأضاف أن هذا الاعتداء يعد حلقة ضمن سلسلة من الجرائم اقترفتها إسرائيل على مدى أزيد من 60 سنة، مشددا على أن الهجوم الإسرائيلي الأخير يجب أن يشكل مدخلا لموقف عربي موحد. وعن مجموعة الاتحاد المغربي للشغل، أدانت خديجة غامري عملية القرصنة التي قامت بها إسرائيل ضد (أسطول الحرية) الذي كان في مهمة إنسانية محضة لتقديم المساعدة لسكان غزة المحاصرين. ويرى محمد رماش، عن مجموعة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن الهجوم الإسرائيلي يكشف الحقيقة الدامية للنظام الإسرائيلي الذي لم يعد يميز بين عربي وغربي كما وقع لقافلة الحرية. وأكد أن إسرائيل لم تعد تقيم وزنا للقيم الإنسانية والقوانين الدولية، وأصبحت «جرثومة تهدد أمن المنطقة والعالم بأسره».