شكلت ندوة حول موضوع « حضور المغاربة في القدس .. الرموز والدلالات «، التأمت ضمن فعاليات النسخة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، مناسبة لإبراز تطور تقنية صناعة المخطوط في العصر المريني، كما جاء في دراسة حول الربعة المغربية لأبي الحسن المريني، المحفوظة في رحاب المسجد الأقصى . الدراسة ، الحاملة لتوقيع الخبيرة والباحثة في مركز ترميم وصيانة المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك السيدة سمر زكي عطيه بكيرات، والتي قدمت مضامينها في هذه الندوة ، لفتت من خلالها إلى أن كتاب « الربعة المغربية المحفوظة في رحاب المسجد الأقصى المبارك « ، الذي تكلفت بطبعه وكالة بيت مال القدس الشريف، يعد من النفائس المهمة التي يزخر بها المسجد الأقصى . وفي هذا الصدد، أبرزت بكيرات أيضا أنها قامت بدراسة ربعة السلطان أبو الحسن المريني، من الناحية التاريخية والفنية، والتي تعتبر من أهم النفائس المحفوظة داخل المسجد الأقصى، والربعة الوحيدة السلطانية الباقية للسلطان أبو الحسن المريني . وقالت في هذا السياق « في المتحف الإسلامي توجد ضمن الربعة السلطانية ، ربعة السلطان أبو الحسن المريني، وأيضا مصحفين آخرين أحدهما مغربي والآخر أندلسي «. وتابعت أن الكتاب يتضمن كافة الأمور الفنية من ناحية الورق والحبر والزخارف وطريقة الخياطة والتجليد والتغليف، وأيضا الصندوق الخاص بالربعة المغربية المزين والسلطاني ، موضحة أن ربعة السلطان أبو الحسن المريني تعد من أهم النفائس المحفوظة داخل المتحف الإسلامي، وهي معروضة داخل صندوق خشبي تشد انتباه أي زائر . وأكدت أن بداية اهتمامها بالمخطوطات كانت خلال فترة تعلمها علم الترميم، مشيرة إلى أنها اختارت، في دراسة الماجستير الكتابة عن المصاحف القرآنية بشكل عام، فاقترح عليها الدكتور يوسف سعيد النتشة، باعتباره المسؤول عن القسم الذي تنتمي إليه، الربعة المغربية ، وهو ما مكنها من اكتشاف التاريخ المغربي، وتخصصت في الفترة المرينية والسلاطين ، والتراث المكتوب، والمصاحف السلطانية. وفضلا عن هذا البعد التاريخي، تطرقت هذه الدراسة، الصادرة في كتاب، إلى الجوانب الفنية للربعة من حيث تصميم شكلها الخارجي، ومكوناتها، والأدوات التي استخدمت في كتابتها، وفنونها وعناصرها الهندسية والكتابية، فضلا عن تتبع سيرة ناسخها وواقفها السلطان أبو الحسن المريني، مع استعراض وقفياتها وقرائها ومشايخها وحراسها، وأهداف إهدائها إلى المسجد الأقصى . كما احتوت الدراسة على تسجيل فوتوغرافي لمجموعة من اللوحات الملونة، التي بلغ عددها 73 لوحة، ضمت مختارات من غرر وأغلفة ووقفيات الربعة، إضافة إلى سبعة عشر رسما (شكلا) توضيحيا. وفي سياق متصل شددت السيدة بكيرات على العلاقة المثينة التي تربط المغرب وفلسطين، مشيرة إلى أن أحد أبرز هذه العلاقات هي العلاقة الثقافية ، التي تتمظهر في عدة مجالات . وتعمل سمر زكي بكيرات كخبيرة وباحثة في مركز ترميم وصيانة المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك، وهي حاصلة على درجة الماجستير في الدراسات المقدسية من جامعة القدس، وبكالوريا أدب إنجليزي وترجمة من جامعة بيت لحم، ودبلوم في ترميم المخطوطات والمواد الورقية.