كما كان متوقعا، جاءت قرعة مباريات ربع نهاية عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم قوية، مثيرة للكثير من ردود الفعل بمختلف الأطراف، إلى درجة لا يمكن القول بأن هذه المواجهة أسهل من تلك، لسبب وحيد هو أن نسخة هذه السنة تضم أقوى الأندية الإفريقية، وكلها سبق لها أن توجت باللقب، بالإضافة إلى وجود ستة أندية عربية دفعة واحدة. رمت القرعة بفريق الوداد البيضاوي في موقعة عربية قوية، حيث ستواجه نادي نجم الساحل التونسي، بينما حكمت على فريق الرجاء البيضاوي بالسفر بعيدا، وبالضبط نحو الكونغو، حيث سيواجه هناك بقلعة لوبومباتشي نادي تي. بي. مازيمبي، الاسم الذي سطع بقوة على الساحة الإفريقية في السنوات الأخيرة، بفضل استثمارات مهمة لمالكه الملياردير مويس كاتومبي المؤكد أن مباراتي الفريقين المغربيين تجرى تحت تأثير مجموعة من الأحداث، فالوداد تواجه نجم الساحل على خلفية ما رافق إياب نهائي دوري الأبطال لسنة 2019 بملعب رادس، أمام نادي الترجي التونسي، والتي ما تزال تبعاتها مطروحة أمام أنظار محكمة التحكيم الرياضي الدولية (الطاس). أما مباراة الرجاء ضد مازيمبي، فسيخيم عليها -بدون أدنى شك- الخلاف الحاصل بين الجانبين بخصوص الوضعية القانونية للاعب بين مالانغو، بعد انتقاله للرجاء في ظل احتجاج قوي من طرف مسؤولي الفريق الكونغولي، والخلاف مطروح حاليا أمام أنظار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). في كأس الاتحاد الإفريقي، حيث يتواجد فريقا نهضة بركان وحسنية أكادير، رمت بهما قرعة دور الربع في مواجهتين عربيتين خالصتين، فأشبال المدرب طارق السكتيوي، سيواجهون نادي المصري البورسعيدي، أما أصدقاء المتألق كريم البركاوي، فلن يرحلوا بعيدا، إذ ستقودهم الوجهة أيضا نحو الديار المصرية، لكن لمواجهة نادي النصر الليبي. منطقيا، فوصول أربعة فرق مغربية لهذا الدور المتقدم، من المفروض أن يقوي حظوظ كرة القدم الوطنية في التتويج بلقب قاري ولم لا باللقبين معا، خاصة وأن الفرق الأربعة تتمتع بمستوى يسمح لها بالمنافسة على أعلى مستوى. فالوداد الفائز بلقب عصبة الأبطال سنة 2017، خسر السنة الماضية إياب النهائي، بعد فصول من التآمر والفساد هزت قارة بأكملها، في حين تعقد الرجاء آمالا عريضة على عودتها لهذه المسابقة، بعد غياب طويل لبلوغ أدوار متقدمة. فريق نهضة بركان وصل السنة الماضية لنهائي كأس الاتحاد، وهذه السنة يطمح للتتويج باللقب لأول مرة في تاريخه، وهو التي يفتقد سجله لإنجاز من هذا المستوى، أما الحسنية فكل المؤشرات تؤكد أنه سيواصل المسار بنفس التألق، مع العلم أن قرعة نصف النهاية ستسفر عن مواجهة محتملة بين فريقين مغربيين، في حالة تمكنهما معا من تجاوز دور الربع. حضور لافت لكرة القدم الوطنية، وكل الأمل أن يتوج بتحقيق لقب ولما لا لقبين، يكرسان هذا التفوق الذي لا يقدر بثمن.