أسدل الستار عن أشغال الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي لأركان تحت شعار “الرأسمال الطبيعي للمحيط الحيوي لأركان: القيمة والتثمين” المنظم من طرف الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وأركان (ANDZOA)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وبشراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي (INRA) ووكالة التعاون الدولي الألماني(GIZ). وشهد المؤتمر مشاركة مجموعة من الباحثين والأكاديميين ومختلف الفاعلين الاقتصاديين في مجال أركان ووطنيا ودوليا، فضلا عن والي جهة سوس ماسة والمدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ورئيس الفدرالية البيمهنية لسلسلة الأركان، وممثلة منظمة الفاو بالمغرب، والمدير العام المقيم للتعاون الدولي الألماني بالمغرب. وأفاد عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال حفل افتتاح المؤتمر أن البحث العلمي المتعلق بسلسلة الأركان مطالب بالعمل بآليات جديدة للتعاون والتبادل والانفتاح على الجامعات ومراكز البحث وكذا التنظيمات البيمهنية مع التجديد في منهجيات العمل من أجل توظيف أنجع للموارد في إطار شراكات تعتمد الكفاءات والتعاقد .مضيفا أن المغرب ينشد تحقيق استفادة قصوى وفي أقرب الآجال من أعمال ونتائج أبحاث المختصين في المجال، وذلك في سياق مقاربة تنخرط في منظور التنمية المستدامة لمنظومة الأركان الهشة، وفي افق تحقيق الأهداف المسطرة لضمان الحماية والاستدامة لهذه الشجرة الفريدة. واستعرض إبراهيم حافيدي، رئيس جهة سوس-ماسة ورئيس الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، مختلف المنجزات المحققة وذات مردودية وتناول المشاريع المستقبلية خصوصا بناء المركز الوطني للأركان في مدينة أكادير، مع دعم منظمة التعاون الألماني في المغرب (GIZ)، حوالي 30 مليون درهم للتجهيز. و ترأس أخنوش، توقيع اتفاقيتين، الأولى بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والفدرالية البيمهنية للأركان، تهم تأهيل الفدرالية. أما الاتفاقية الثانية فتتعلق بتسويق المنتوجات العضوية من الأركان، والتي تم توقيعها بين الفدرالية البيمهنية للأركان والفدرالية البيمهنية للمنتجات العضوية بالمغرب. وتوج ستة باحثين الشباب في سلكي الماستر والدكتوراه، في سياق مسابقة علمية أطلقتها في شتنبر الماضي، الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان بشراكة مع منظمة التعاون الألماني في المغرب (GIZ). أنجزوا أفضل الأبحاث العلمية، والتي تم نشرها من قبل مؤسسات علمية وطنيه ودولية.. وتدارس المشاركون بالمؤتمر مختلف القضايا والأبحاث والدراسات حول شجرة أركان في نظامها البيئي. والتكنولوجيا الحيوية، والتحسين الوراثي والإدارة التقنية في خدمة تطوير زراعة أركان الفلاحي. ثم تطوير سبل تثمين منتجات أركان و المحيط الحيوي.و الابتكارات المؤسسية والقانونية والثقافية في ضوء التغيرات الاجتماعية والبيئية في المحيط الحيوي . وأطلقت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان خلال المؤتمر “مبادرة الأركان المستدام”، بشراكة مع مختلف الفاعلين في القطاع على الصعيد الوطني، وبتمثيلية من مبادرة اليونسكو التي تحمل اسم “الإنسان والمجالات الحيوية”. وستشكل هذه مبادرة إطارا تعاونيا لتنمية وتطوير المجال الحيوي للأركان، وتقترح إطارا للتنفيذ وتعبئة الموارد المالية والبشرية لتنفيذ مخططاتها، بدعم ومساندة من قبل المهنيين وشبكة جمعيات محمية الأركان (RARBA). وأوصى المشاركون بتقوية التنسيق في مجال البحث العلمي حول شجرة المحيط الحيوي للأركان، والعمل على تقاسم وتثمين هذه النتائج لفائدة المهنيات والمهنيين. وكذا العمل على الاستثمار في البحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية لمواكبة الدينامية الجديدة في القطاع وفي سلسلة الأركان. والاستمرار في دعم البحوث العلمية الخاصة بالتنوع الطبيعي للأركان. ودعا المؤتمرون كذلك إلى تطوير منهجيات جديد ومشتركة لتحليل ودراسة عناصر الرأسمال الطبيعي لمجال الأركان، ودعم الأبحاث المتعلقة بالبيوتكنولوجيا والانتقاء الجيني لتعزيز وتقوية تأهيل المجال وتطوير الأركان الفلاحي، وتثمين ثمار وبقايا الأركان بطرق مبتكرة وحديثة، ثم مواكبة البحث العلمي للمقاولات الناشئة والصغرى والمتوسطة، من أجل تحليل سلوك المستهلكين والولوج إلى الأسواق؛ وتمويل مشاريع البحث العلمي من أجل الرفع من مستوى نشر المقالات العلمية على المستوى العالمي. يشار أن مجال أركان يشهد إنتاجات علمية متطورة من دورة إلى أخرى منذ سنة 2011 حيث تم تجميع أكثر 523 ورقة علمية، خلال الدورات السابقة، بالإضافة إلى أكثر من 120 بحثا تم تقديمها خلال نسخة 2019 من المؤتمر. كما تمت تعبئة 2180 مشاركا من 15 جنسية مع نشر وقائع المؤتمر التي اعتمدت أكثر من 404 مقالة علمية. وتسهر الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان على تنفيذ هذا البرنامج من خلال عدد من الأهداف الاستراتيجية: إعادة تأهيل 200 ألف هكتار من مساحات الأركان، توطين شجرة الأركان وتوسيع زراعتها بطرق حديثة على مساحة 5000 هكتار؛ الرفع من إنتاجية زيت الأركان لتصل بحلول سنة 2020 إلى عشرة آلاف طن سنويا (يُقدر الإنتاج الحالي بأربعة آلاف طن في السنة)؛ إضافة إلى تنفيذ التثمين والترويج الحديث والفعال لمنتجات الأركان. وتشرف الوكالة أيضا على عدد من البرامج المهمة، ومن بينها مشروع تنمية تطوير استزراع الأركان الفلاحي في المناطق الهشة (DARED)، الممول من طرف الصندوق الأخضر للمناخ. ويتضمن هذا المشروع، على وجه الخصوص، غرس 10000 هكتار، وتعبئة المياه السطحية، وتعزيز قدرات الفاعلين وتنظيم حلقات سلسلة القيمة في السلسلة. وتتابع الوكالة أيضا تنفيذ برامج أخرى مهمة من بينها: تقوية قدرات النساء القرويات العاملات في القطاع (يشكلن أكثر من 70 في المائة)، تأهيل عمل التعاونيات ومساعدتها على التكتل في مجموعات مصالح اقتصادية، إضافة إلى تشجيع البحث العلمي حول الأركان وإقامة كل من المؤتمر والمعرض الدوليين حول الأركان. ويذكر أن محمية المحيط الحيوي لأركان تغطي حوالي 2.5 مليون هكتار (جميع أنواع الغابات مجتمعة)، تحتل ضمنها شجرة أركان الجزء الأكبر بمساحة 830 ألف هكتار. وقد تم تصنيف غابة أركان، من طرف منظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم والتربية (اليونسكو) ك”محمية محيط حيوي للأركان” سنة 1998، كما تم إدراجها في نونبر من سنة 2014 ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية.