تصدت قوات الأمن زوال أول أمس الخميس لمسيرة نظمها الدكاترة العاملون بالتعليم المدرسي، وحاولت منعها من الوصول إلى الساحة المقابلة لمقر البرلمان، في خطوة تصعيدية قررتها التنسيقية الوطنية لهذه الفئة من رجال التعليم للمطالبة بالاستجابة لملفهم المطلبي، بعد أن تمكنوا من اقتحام مقر وزارة التربية الوطنية طيلة يوم الأربعاء الماضي، قبل أن يقرروا إخلاءه بعد وعدهم بمباشرة حوار معهم. وظلت قوات الأمن تخفر حوالي 6 آلاف متظاهر، بعد أن التحقت فئات ومجموعة أخرى بالدكاترة العاملين بالتعليم المدرسي، في المسيرة الحاشدة التي جابوا خلالها أهم الشوارع الرئيسية للعاصمة، انطلاقا من أمام مقر الوزارة بباب الرواح مرورا بباب السفراء، ثم شارع محمد الخامس، قبل الوصول إلى الساحة المقابلة لمقر البرلمان. وتوقفت مسيرة رجال التعليم أمام باب السفراء المؤدي إلى المشور، رددوا خلالها هتافات لمطالبة الملك بالتدخل لإنصافهم، ورفعوا شعارات تستنكر تعامل الحكومة السلبي مع مطالبهم، وعدم التزامها بوعودها. وأكد المتظاهرون خلال الوقفة التي دامت بعض الوقت أن الأشكال النضالية التي اختاروها سلمية، بالرغم من الاستفزازات التي تعرضوا لها من طرف قوات الأمن. والتحق أساتذة التعليم المدرسي حاملي الشهادات العليا والمعلمون العرضيون، والأساتذة غير المدمجين ومنشطو التربية غير النظامية، بالحركة الاحتجاجية التي يقوم بها الدكاترة العاملون بالتعليم المدرسي، منذ حوالي شهر ونصف، واعتصامهم المفتوح أمام الوزارة للاستجابة لمطالبهم. وتمكنت هذه الفئات من اقتحام مبنى وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، صباح الأربعاء الماضي، وظلوا مرابطين به يطالبون بفتح حوار جدي حول مطالبهم. ورفضوا مغادرته إلا بتحقيقها، رغم التهديدات التي وجهتها لهم السلطات الأمنية بالتدخل لفض الاقتحام. وقالت مصادر من المعتصمين، إنهم قرروا إخلاء مقر الوزارة تعبيرا منهم على حسن نواياهم واستعدادهم للجلوس مع مسؤولي الوزارة، رغم رفضهم الحوار مع مدير مديرية المنازعات والشؤون القانونية بالوزارة، بحضور المركزيات النقابية، وإصرارهم على الحوار مع الكاتب العام للوزارة شخصيا، الذي لم يحضر إلا في منتصف ليلة الأربعاء الخميس. وإلى حدود اليوم لم يعرف ما إذا كانت الوزارة، في شخص الكاتب العام، التزمت بتعهداتها اتجاه مختلف فئات رجال التعليم، بعد أن وعدهم بالجلوس إلى طاولة الحوار، بحضور المركزيات النقابية، عشية أول أمس على الساعة الرابعة بعد الزوال.