الاحتفاء بالسينما الأسترالية احتفلت الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يوم الخميس، بالسينما الأسترالية، باعتبارها سينما ذات تأثير قوي، بأفلامها التي جالت جميع أنحاء العالم، مثل ” داد كالم ” و”موغييل” و”بالروم دانس” و”أنيمال كينغدام”، بالإضافة إلى أفلام حققت نجاحا كبيرا على مستوى شباك التذاكر مثل “ماد ماكس” و”كروكوديل داندي” وغيرها. وسلمت النجمة الذهبية للمهرجان بإسم السينما للوفد الأسترالي، من طرف رئيسة لجنة التحكيم ، تيلدا سوينتون، التي أبرزت، أن هذا التكريم يشكل مناسبة لاكتشاف ثراء هذه السينما الكبيرة ومساهمتها القيمة في المشهد الفني العالمي. هكذا ينضاف إسم أستراليا هذا العام، إلى القائمة الطويلة للدول التي كرمها المهرجان، من القارات الخمس: المغرب، وإسبانيا، وإيطاليا، ومصر، والمملكة المتحدة، وكوريا الجنوبية، وفرنسا، والمكسيك، والهند، والدول الاسكندنافية، واليابان، وكندا وروسيا. وقد رافقت السينما الأسترالية عشاق السينما على امتداد هذه الدورة، وذلك عبر عرض العديد من هذه الروائع وهي أفلام قوية تستعيد حوالي خمسة عقود من الإبداع السينمائي في استراليا. 25 فيلما تجمع بين أفلام المؤلفين والأفلام الكلاسيكية، والأفلام الجماهيرية، تم عرضها في مختلف فضاءات المدينة، كسينما، تعد واحدة من بين الأقدم في العالم وتكون الوفد السينمائي الأسترالي إلى مراكش، من 22 عضوا من بينهم أبرزهم جيليان أرمسترونغ، وسيمون بيكر، وبروس بيريسفورد ، وجان تشابمان، وسامانثا لانغ، وديفيد ميشود، وجيفري راش، وفريد شيبيسي، وجاك طومبسون، ودافيد ونهام. يشار أنه منذ سنة 2004 بدأ المهرجان، بتكريم السينما العالمية عبر اختيار بلد وتسليط الضوء على أبرز إنتاجاته في المجال. تكريم بريانكا شوبرا لأول مرة في تاريخ المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ينعقد حفل التكريم خارج قصر المؤتمرات، حيث تم تكريم بريانكا شوبرا النجمة الهندية، الحائزة على جائزة ملكة جمال العالم سنة 2000، في نفس اليوم، بجامع لفنا، وبعد ان كان المهرجان يحمل شعار الفرجة السينمائية للجميع، حمل هذه الدورة الاحتفال إلى ساحة جامع لفنا التاريخية، بجمهورها المراكشي الغني عن كل تعريف، الجمهور الذي يعشق الفن والفنانين، ويعشق السينما بشكل خاص، والهندية بالتحديد، ويحتفي بهم بما يليق من محبة وكرم، وتسلمت أيقونة بوليوود النجمة الذهبية للمهرجان من يد الممثل المغربي عمر لطفي. ولدت بريانكا شوبرا جوناس بالهند ثم تابعت دراستها بالولاياتالمتحدة، وامتهنت السينما والتلفزيون في كل من بوليوود وهوليوود، كما أنها عارضة أزياء ومغنية باللغتين الهندية والإنجليزية هذه النجمة ليست غريبة عن جمهور مراكش الذي يعرفها جيدا ويكون قد شاهد لها أفلاما كثيرة، كما هو الشأن مع مختلف نجوم بوليوود الذين يعتبرون نجوما شعبيين في المغرب. واعتبرت شوبرا تكريمها في مراكش أمرا مميزا، بعد 20 سنة من بداية مشوارها، خصوصا أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حدث مميز، حسب تعبيرها، وتوجهت، نحو الجمهور الذي استقبلها بحرارة، أثناء وصولها، محاولين التقاط صور لها بهواتفهم لتوثيق لحظة اقتراب نجمة بوليوود منهم، تم بعد ذلك عرض فيلمها "باجيراو ماستاني". وتكون هذه المرة الثانية التي تحضر فيها شوبرا بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بعد سنة 2012، بمناسبة تكريم السينما الهندية. ساعة الحسم في نتائج المسابقة الرسمية بدأ العد التنازلي لاختتام الدورة 18 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث لم يعد يفصلنا عن ساعة الحسم سوى بضع ساعات، بعدها ستعلن النتائج التي توصلت إليها، لجنة تحكيم الدورة التي ترأسها النجمة العالمية تيلدا سوينتون، والمكونة من المخرجة الفررنكو-إيطالية ريبيكا زلوتوفسكي، والمخرجة البريطانية أندريا أرنولد، والممثلة الفرونكو-إيطالية كيارا ماستروياني، والمخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيلهو، والممثل السويدي ميكايل بيرسبرانت، والمؤلف والمخرج الأفغاني عتيق رحيمي والمخرج الأسترالي ديفيد ميشود والمخرج المغربي علي الصافي، وقد دخل للتباري في المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام، 14 شريطا من مختلف قارات العالم، بمواد فيلمية مختلفة، ومستويات متقاربة من حيث الجودة، ومتعة المشاهدة السينمائية، ويتعلق الأمر بكل من “أسنان الطفل” لشانون مورفوي (أستراليا)، و”بومباي روز” لجيتانجالي راو (الهند وفرنسا والمملكة المتحدة وقطر)، و”الحمى” لمايا دا – رين (البرازيل وفرنسا وألمانيا)، و”الزيارة الأخيرة” لعبد المحسن الضبعان (المملكة العربية السعودية)، و”لين + لوسي” لفيزال بوليفة (المملكة المتحدة)، و”مامونغا” لستيفان ماليسيفيتش (صربيا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود)، و”ميكي والدب” لأنابيل أتاناسيو (الولاياتالمتحدة)، ومن الأشرطة ال14 المتنافسة، خمسة من إخراج نساء. اهي اختيارات متميزة يق وراءها المديرؤ الني للمهرجان الألماني كريستوف تيريكت، ومساعدته اللبنانية رشا السّلطي. هكذا يسدل مساء اليوم الستار على هذه الدورة من المهرجان التي شملت متعة المشاهدة السينمائية واللقاءات الثقافية والإنسانية، والعديد من الأنشطة والفقرات، مفاجآت كثيرة، بالنسبة للمسابقة الرسمية، كالفيلم الأسترالي “أسنان الطفل” وفيلم التحريك “وردة مومباي”، للهندية جيتانجالي راو، ومشاركة الإنكليزي ذو الأصول المغربية فيصل بوليفة بفيلمه الطويل الأول “لين ولوسي”، باسم بريطانيا. أما بالنسبة للسؤال حول أفضل الأفلام في المسابقة، فإن الجواب عنه يكمن في ما عبرت عنه رئيسة لجنة التحكيم تيلدا سوينتون، في بداية المنافسات قائلة “إن كلمة مسابقة غير مناسبة، الأمر لا يتعلق بتحديد الفيلم الأفضل.. بل يتعلق بتسليط الضوء على فيلم أو شيء ما أثر فينا بشريط ما”. سعيد الحبشي