بصمت الجمعية المغربية فامار للفنانين بمدينة أكاديرعلى دورة متميزة وناجحة من ” صالون أكادير الدولي للفن المعاصر في دورته التاسعة هذه السنة ” سواء على مستوى التنظيم أو على مستوى الحضور المتميز الذي واكب هذه التظاهرة الفنية وأيضا على مستوى الاستقبال والتنشيط . الدورة احتضنت فعالياتها غرفة الصناعة والتجارة من 14 الى 17 نونبر 2019 . هكذا وبحضور أسماء مهمة في الفن التشكيلي ، وفي مجال الاعلام والثقافة والفكر والعمل الجمعوي… ، افتتحت فعاليات الدورة التاسعة بمعرض فني جماعي شاركت فيه ثلة من الأسماء الوازنة في التشكيل المغربي : نادية مندلسي ، ناريمان العلوي ، لمياء حديوي ، عبد الرفيع كدالي ، محمد المنصوري الادريسي ، رقية سميلي ، مصطفى بالقاضي ، سعيد أوبرايم ، أن لجاريس ، رجيس اسماعيلي ، سناء أومغار ، جميلة جعنيد ، أمال ايت اعزيزو ، عبد السلام أزدم ، عز الدين هاشيمي الادريسي ، سعيد ادوس ، لحسين واعزيز ، محمد سنوسي ونور الدين مضران . حفل الافتتاح أجمع الكل على أنه عرس فني بامتياز ، تضمن عدة كلمة بالمناسبة تؤكد على أن الصالون الدولي للفن المعاصر أصبح موعدا سنويا مهما ينتظره الفنانون والمهتمون بالفن التشكيلي ، لأنه استطاع أن يسلط الضوء والنقاش على مجموعة من المحاور والمواضيع الأساسية في مجال الفن الجمالي . برنامج الدورة التاسعة جاء غنيا بالمواضيع ، حيث عرف تنظيم لقاء مفتوح مع الكاتب والناقد الفني أحمد الفاسي في محور ” الفن والمدينة ” ، ثم مائدة مستديرة شارك فيها كل من الأستاذة نجية الرويس محامية ، محمد الشيكر ناقد جمالي ، محمد الادريسي المنصوري رئيس النقابة المغربية للفنانين التشكيلين المحترفين ، محمد معتصم كاتب واعلامي وأدار اللقاء محمد السنوسي فنان تشكيلي تمحورت حول موضوع ” حقوق المؤلف والحقوق المجاورة “، وندوة أخرى في موضوع ” الفن الشاذ ، أو استتيقا الاستغراب الفني ” ألقاها الدكتور محمد الشيكر وسيرها الاعلامي محمد معتصم ، حيث ذكر الشيكر في سياق مساءلته للفن الشاذ أو لاستتيقا الاستغراب الفني ، أن تاريخ الفن التشكيلي يمكن تقسيمه إلى ثلاثة براديغمات : البراديغم الكلاسيكي والبراديغم الحداثي و البراديغم المعاصر أو ما بعد الحداثي ،مؤكدا أن البراديغم الأول كان ينهض على أعمال فنية، بقدرما كانت تحاكي الواقع بقدرما كانت تحرص في ذات الوقت على أسطرته وأمثلته ، فيما اتجه البراديغم الحداثي في نظره إلى التوسل بالتجريد كتعبير بصري يقطع مع كل علاقة مر0وية مع الواقع الموضوعي ،ليفتح أفق فرادة الفنان وخصوصيته التعبيرية .أما البراديغم المعاصر أو ما بعد الحداثي فلم يعد حسب رأي الباحث منشغلا بأمثلة الواقع الخارجي ،ولا بتجريده من لبوسه الموضوعي ،إنما بات أكثر نزوعا إلى خلق الإثارة ،واستفزاز المتلقي، وخلخلة الأوفاق والأعراف والمعايير والمواضعات الجمالية السائدة. على هذا النحو يؤكد محمد الشيكر أن الفن الكلاسيكي هو فن الجميل السامي، والفن الحداثي هو فن الجميل الفريد ،أما الفن المعاصر وما بعد الحداثي هو فن الغريب والشاذ عن حدود الجمال L'art de l'insolite ،لأنه غدا ميالا ،منذ تجربة مارسيل دي شامب، إلى زعزعة الذوق العام ، وتقويض المبادئ الإستتيقية المتواضع عليها حول الجميل والسامي والمتميز. مع هذا النوع الجديد / المعاصر من التعبيرات البصرية لم يعد الفنان ينتج ليبدع أثرا فنيا راقيا أو يسعى إلى الارتقاء بالذوق ،بل صار ينتج ليثير الجدل من جديد حول نسبية مفهوم الجمال ،و ليشكك في الفن ذاته ،وليمحو الحدود المكرسة بين الفني وما ليس فنيا ،وبين المرغوب فيه والمبتذل ،وبين السوي والشاذ، والجميل والقبيح . واختتمت الدورة التاسعة بسهر فني بمطعم تانلت بأورير ، فضاء أكثر شاعرية منح للصالون الدولي للفن المعاصر مزيدا من التألق والبهاء ، حيث استمتع الحضور لمعزوفات موسيقية أمازيغية ، ثم لقراءات شعرية باذخة وراقية للشاعرة الرقيقة أسية الحياني ، وعروض ” كوري كرافي ” للفنانة رشيدة موماد و عزيز بوكرفة ، وحضي صاحب المطعم ” المقهى الثقافي ” محمد الخميس بتكريم مستحق من قبل الجمعية المغربية فامار للفنانين بأكادير ، تكريم مستحق . وأسدل الستار على الدورة التاسعة بتوزيع شواهد التقدير والمشاركة على الفنانين المشاركين في المعرض الجماعي . وتمت تلاوة التوصيات التي انبثقت عن فعاليات الصالون الفني وهي : دعوة المشاركين في المهرجان الى تكاثف جهود فناني المدينة بتجميع أطيافهم وحساسيتهم وأساليبهم الفنية للارتقاء بالمشهد التشكيلي المحلي ، وفتحه على أفق وطني وعربي ودولي أكثر امتدادا وغنى . دعوة المبدعين في المجال البصري بالمنطقة للانخراط في هيئة نقابية وطنية ممثلة للفنان ومدافعة عن حقوقه وتطلعاته ، وأجمع المشاركون على ضرورة الانخراط في النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين ، التي التقى الفنانون برئيسها الفنان محمد المنصوري الادريسي. مطالبة الجهات الوصية على الشأن الثقافي بالمغرب ، لدعم الدورة المقبلة ” الدورة العاشرة ” ، بما يكفل الارتقاء بالتجربة الفنية بالإقليم ، وبما يضمن شروط فعالية أكثر ألقا . دعوة المسؤولين والمنتخبين والفاعلين السياسيين والمستثمرين في الجهة ككل الى الارتقاء بقوة وفاعلية بالقطاع التشكيلي بالإقليم ، هذا القطاع الذي يعاني هشاشة ، ونقائص متعددة على مستوى البنيات التحتية ، والمؤسسات الحاضنة الأروقة ، المعارض. دعوة المسؤولين على الشأن الثقافي بالوزارة مديرية الفنون على ايلاء اهتمام للفنانين بالإقليم ، وذلك في سياق الاحتفاء بليلة الأروقة ، ومناسبات فنية ، ومهرجانات وفعاليات تشكيلية موسعة تلبي انتظارات الناشئة والمتعطشين الى الابداع البصري في جميع تعبيراته النحت ، التصوير الفني ، الارساء ، الانشاء …