كشف محمد ربيع لخليع المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، أول أمس الأربعاء، أن حصيلة السنة الأولى من استغلال قطار “البراق” سجلت إقبالا واسعا ومستمرا على استعماله، حيث تم تسجيل حوالي مليونين ونصف المليون من المسافرين خلال الفترة الممتدة بين شهر يناير وأكتوبر 2019. وقال ربيع لخليع، إن هذا الرقم تم تسجيله من خلال 7 آلاف رحلة، وبمعدل 8 آلاف و250 مسافر بشكل يومي، حيث من المرتقب أن يرتفع هذا العدد إلى 3 ملايين مسافر خلال نهاية السنة الجارية. وحول هذا الإقبال الكبير على قطارات “البراق”، أوضح لخليع خلال ندوة صحافية نظمت بمدينة الرباط، أن ذلك ناتج عن المزايا الملموسة من طرف الزبناء، من بينها التقليص في مدد السفر بين مدينتي طنجةوالدارالبيضاء، في ظرف ساعتين و10 دقائق فقط، ثم في نسبة تواجد القطارات ذهابا وإيابا بمعدل 28 قطارا في اليوم. وذكر المدير العام للONCF ، أن الدقة في المواعيد بالنسبة لقطارات “البراق” وصلت إلى نسبة تناهز 97 في المائة، وهو ما يعد أمرا مشجعا أيضا للزبناء، إلى جانب النظام التعريفي المرن والذي يعد في متناول مختلف الشرائح، وكذا توفير مزيد من ظروف الراحة والمقاعد المضمونة والخدمات ذات القيمة المضافة بالمحطات وعلى متن القطارات. وأفاد ربيع لخليع، أن هذه العوامل ساهمت في تحقيق النتائج المرجوة، حيث تم تسجيل السقف الأعلى المحقق على مستوى قطارات مماثلة عبر العالم، مشددا بأن هذا النشاط لحد الآن يمكن من تغطية جميع نفقات التشغيل، في رد غير مباشر عن الأصوات القائلة بأن النشاط التجاري لقطار “البراق” لا يغطي مصاريفه ونفقات تحركه. واعتبر لخليع أن “البراق” سجل آثارا إيجابية واضحة، باعتباره واحدا من المحفزات للدينامية الاجتماعية والاقتصادية ورمزا لعهد جديد من الحركية المستدامة. فإلى جانب تحسين مستوى التثمين والتسويق الترابي، امتدت إيجابياته لتشمل مجالات متنوعة كالتهيئة الحضرية والعقار، فضلا عن الرفع من الجاذبية الاقتصادية والسياحية للمدن المغربية، الممتدة على طول خط قطار “البراق”. وقدم المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، خلال الندوة الصحفية التي نظمت بمناسبة حلول الذكرى الأولى لتشغيل القطار فائق السرعة “البراق”، مجموعة من الأرقام التي تهم قطاع السكك الحديدية، من بينها أنه تم الوصول اليوم إلى مسافة 4 آلاف و188 كلم كمعدل لطول السكة الحديدية بالمغرب والذي يهم مسار التثنية والتثلثة، أما طول خط قطار “البراق” فيصل إلى 200 كلم “التي أحدثت مؤخرا، بالإضافة إلى خط السكك الحديدية العادية”. كما تتواجد اليوم بالمغرب 137 محطة تجارية، بالإضافة إلى 12 قطارا من نوع “البراق”، كما يتم توفير 204 قطارات للسفر في اليوم، موفرا 105 ألف و600 كرسي بشكل يومي، فيما يخص قطارات نقل المسافرين. أما بالنسبة لقطارات نقل وشحن البضائع، فيصل عددها إلى 80 قطارا في اليوم، تصل طاقة استيعاب كل قطار إلى 4 آلاف طن، حيث تم نقل 27 مليون طن خلال السنة الماضية 2018، ويصل العدد الإجمالي لقاطرات الشحن إلى 5 آلاف و500 قاطرة. ووصل الحجم الاستثماري للمكتب الوطني للسكك الحديدية ما بين سنة 2010 و2018 إلى 49 مليار درهم، حيث مكنت الأشغال التي باشرها المكتب مؤخرا من إحداث 3 آلاف شركة، وتم من خلالها خلق 180 ألف منصب شغل. ويضع ONCF في برنامجه للعشر سنوات القادمة، مخططا للحد من استهلاك الكاربون بمليون طن، إلى جانب الحد من الوفيات على مستوى طول السكة ب 2500 وفاة، إذ تم حاليا تشييد 33 ممرا، كما أن نسبة الحد من حوادث السير نقصت بنسبة 37- في المائة. وكل هذه الإنجازات، يقول لخليع، تبوأ المغرب المرتبة الأولى على المستوى الإفريقي، والمرتبة 38 عالميا، مرجعا ذلك إلى سياسة الأوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، حيث شهد المجال السككي إنجاز مشاريع استثمارية مهيكلة مكنت من تحديث وتعزيز شبكة السكة الوطنية تم إطلاقها خلال نونبر 2018. ويتعلق الأمر وفق المتحدث، بالقطار فائق السرعة “البراق”، وتثليث الخط السككي بين القنيطرةوالدارالبيضاء والثتنية الكاملة للخط السككي الرابط بين الدارالبيضاء ومراكش، وكذا بتشييد محطات من الجيل الجديد. جدير بالذكر في الأخير