ربما يكون كاكا نجم خط وسط ريال مدريد الأسباني هو اللاعب الوحيد البارز ضمن صفوف المنتخب البرازيلي لكرة القدم حاليا ولكنه يحتاج إلى استعادة مستواه العالي المعهود إذا أراد تقديم بطولة كأس العالم التي يريدها خلال مونديال 2010 بجنوب أفريقيا. ويحتاج كاكا بالفعل من أجل التألق في مونديال 2010 إلى الظهور بالمستوى الذي كان عليه من قبل والذي دفع ريال مدريد إلى إنفاق 60 مليون يورو (81 مليون دولار) للتعاقد معه في صيف العام الماضي. وقال كاكا صانع ألعاب ميلان الإيطالي سابقا وريال مدريد حاليا «لست قلقا. في كرة القدم، الأمور تتغير سريعا» في إشارة إلى مستواه الهزيل حاليا. وكان كاكا من العوامل الرئيسية المؤثرة في صفوف المنتخب البرازيلي عندما فاز الفريق بلقب كأس القارات 2009 بجنوب أفريقيا قبل الانتقال من ميلان إلى ريال مدريد ولكنه لم يقدم في الموسم الحالي المستوى البراق المنتظر منه. والحقيقة أن كاكا واجه العديد من المشاكل التي أصابته في بعض الأوقات بالانفعال الذي لا يتطابق على الاطلاق مع الهدوء الذي كان السمة المميزة له في الماضي. وتكمن مشكلة كاكا الرئيسية في سلسلة الإصابات التي تعرض لها ولكنه نفى مرارا أن تكون الإصابة مزمنة وتحتاج إلى فترة علاج طويلة. والحقيقة أن المشاكل البدنية تبدو وكأنها أثرت سلبيا على أداء اللاعب الموهوب الذي خطف أنظار ريال مدريد من خلال الأداء المتميز الذي قدمه على مدار ست سنوات في فريق ميلان. ويشعر 190 مليون برازيلي، يساندون منتخب بلادهم بقوة، بالقلق إزاء هذه الأزمة التي يعاني منها كاكا. ويأتي في مقدمة هؤلاء المشجعين الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا. وقال لولا في مارس الماضي «أعتقد أن كاكا عنصرا مهما وجوهريا في المنتخب البرازيلي، أعتقد أنه ما زال لاعبا رائعا، ولكنه يمر بوقت عصيب». وألقى لولا باللوم على ما وصفه بأنه «ربما يكون أصعب وقت بالنسبة لكاكا» حيث شهدت هذه الفترة من مسيرته إصابات عديدة بخلاف أجواء المنافسة التي يعيشها مع فريق ريال مدريد المفعم بالنجوم. وقال المدرب الكبير ماريو زاجالو المدير الفني السابق للمنتخب البرازيلي، والذي يبدو أقل قلقا وأكثر تفاؤلا، إنه كان «متأكدا» من تعافي كاكا. وقال «الثعلب العجوز» زاجالو «إنه (كاكا) يدفع بالفريق إلى الأمام، والمنتخب الوطني يحتاجه كثيرا». وفي مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، كان كاكا في الثامنة عشر من عمره ولذلك لم يشارك في المباريات وشاهدها من على مقاعد البدلاء حيث فاز الفريق بلقب البطولة للمرة الخامسة في تاريخه (رقم قياسي). وبعدها بأربع سنوات، كان كاكا واحدا من عدد قليل من اللاعبين تألقوا في صفوف المنتخب البرازيلي الذي خيب الآمال وخرج من دور الثمانية في مونديال 2006 بألمانيا. ويدرك كاكا (27 عاما) الآن أن مونديال 2010 بجنوب أفريقيا قد لا تكون بالضرورة هي آخر بطولة كأس عالم يشارك فيها ولكنها قد تكون الأخيرة خاصة إذا لم يستطع العودة لمستواه المعهود الذي فاز من خلاله بلقب أفضل لاعب في العالم لعام 2007 في استفتاء الاتحاد الدولي للعبة (فيفا). ومن أجل استعادة هذا المستوى العالي، يضع كاكا كل ثقته في الرب خاصة وأنه من اللاعبين الملتزمين دينيا بشكل كبير كما يعتزم أن يصبح واعظا في المستقبل. كما يضع اللاعب أملا كبيرا على التزامه وإخلاصه. والمثير للدهشة أن المثل الأعلى لكاكا ليس مواطنه أسطورة كرة القدم بيليه أو البرتغالي كريستيانو رونالدو زميله في ريال مدريد وإنما هو اللاعب الإيطالي السابق باولو مالديني مدافع ميلان سابقا والذي يلقبه دائما بقوله «قائدي» حتى الآن. وقال كاكا «مالديني كان نموذجا وفاز بكل شيء يمكنه الفوز به ولكنه يجد الدافع على التدريب في كل يوم لأنه يريد أن يكون أفضل في كل يوم عما يسبقه». ويبدو هذا هو الأسلوب الذي يحتاجه كاكا ويتبعه ليصبح النجم الرائع غير المتوقع في مونديال 2010 متفوقا بذلك على أكثر المرشحين للقب أفضل لاعب في البطولة وهما كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي.