غريب ما قام به بيم فيربيك حين قرر -وبالطبع له كامل الصلاحيات في ذلك- أن يستبعد من تشكيلة المنتخب الأولمبي ثلاثة لاعبين من أبرز لاعبي البطولة، ليثير جدلا كبيرا حول اختياراته غير المبررة التي صدمت العديد بسبب إبعاده للاعبين يتمتعون بسمعة طيبة في البطولة الوطنية، قد يكون المبرر الوحيد لفيربيك أن الأسبقية للمحترفين على حساب المحليين. اختار فيربيك أن يستبعد من اللائحة النهائية للمشاركة في أول مباراة رسمية ضد نظيره الموزامبيقي ضمن التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية بلندن العام المقبل، كل من ياسين لكحل مهاجم المغرب التطواني، وعبد المولى برابح لاعب الرجاء الرياضي، وبلال بيات مهاجم النادي القنيطري، هذه الأسماء لم يحالفها الحظ لأنها بدل أن تدخل في اللائحة الأولية، دخلت إلى القائمة السوداء... ياسين لكحل لاعب حمامة الشمال لم ينج من هلوسات فيربيك، وأبعده عن تشكيلة المنتخب رغم أن ياسين ظل لمدة، واحدا من أبرز لاعبي الفريق التطواني، والدليل أن صحيفة الفريق على الفايسبوك اختارته أفضل لاعب الموسم الماضي، لاعب متميز داخل الميدان ويملك مؤهلات قد تسمح له بمجاورة الأسود، يساري ويتقن التسديد من بعيد وتنفيذ الضربات الثابتة. لاعب آخر خارج نطاق أولويات فيربيك، يتعلق الأمر بمهاجم الرجاء البيضاوي عبد المولى برابح، والمهاجم السابق للكاك الذي لولا مهاراته وتقنياته وأهدافه لما رصدته أعين المسؤولين في النادي البيضاوي لاستقدامه إلى صفوف الفريق، لكن كان لفيربيك رأي آخر ولم يبد مقتنعا ببرابح الذي أقنع بعض الأندية الأوروبية كباري سان جرمان وأوكسير التي كانت تسعى لاصطياد اللاعب الرجاوي حسب ما تناقلته الصحف الوطنية في وقت سابق. ثالث ضحايا فيربيك لم يكن سوى بلال بيات مهاجم الكاك، والذي كان يشكل إلى جانب عبد المولى ببرابح ثنائيا رائعا سواء في النادي القنيطري حين كان زميلين قبل انتقال الأخير إلى الرجاء، أو مع المنتخب الأولمبي قبل أن تفرق بينهما خيارات فيربيك وتحرمهما من قيادة خط الهجوم كما حصل في مباراة قطر الودية، لأنهما حسب رأي فيربيك أضاعا الكثير من الفرص فكان الواجب أن يتم تنحيتهم إلى حين. لكن ما هي المعايير التي اعتمدها فيربيك؟ علما أن المدرب الهولندي استدعى في قائمته ثمانية لاعبين من البطولة الوطنية مقابل 18 لاعبا من المحترفين، وبوجود ثمانية لاعبين في اللائحة فهذا يؤكد أن فيربيك لا يملك أي ضغينة تجاه المحليين، لكن ألم ينتبه فيربيك إلى معيار التمييز بين المحترفين والمحليين ظل حاضرا، حينما قام بتغييب الثلاثي (برابح، بيات، لكحل) الذين يعدون ركائز أساسية في فرقهم، ليقوم باستدعاء محترفين يجمعون الكرات من دكة الاحتياط لا غير، أو يمارسون بدوريات الدرجة الثانية أو الثالثة بفرنسا أو هولندا أو حتى إنجلترا. هنا بات على فيربيك تقديم توضيحات عن اختياراته التي قد لا تكون صائبة دائما مع احترامنا الكامل، خصوصا إن كانت مبنية فقط على أساس أن الأفضلية تظل دائمة لصالح اللاعب المحترف، بينما اللاعب المحلي مجرد عنصر ثانوي يحاول من خلاله إرضاء جميع الأطراف... لقد علل فيربيك استبعاده برابح كون هذا الأخير غير جاهز لخوض اللقاء خصوصا مع عودته من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لمدة شهرين، ولم يشركه فاخر إلا في 35 دقيقة في لقاء الحسنية، بينما مكان بيات شاغر بسبب الزحمة التي تشهدها اللائحة من لاعبينا المحترفين بالخارج... على العموم ففيربيك يرسل رسالة للاعبي البطولة الوطنية أن وجودهم في المنتخب مرهون بالحظ وأنه لا يعتمد على كفاءاتهم في اختياراته، وبما أن بطولتنا ما زالت تسبح ضد التيار فإن حصة المحليين مهددة بالانقراض على حساب اللاعب المحترف الذي يظل المورد الأساسي للقائمة الرسمية لأي منتخب من منتخبات كرة القدم على مختلف فئاتها.