ترأس صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، أول أمس الاثنين بالجديدة، حفل افتتاح الدورة الثانية عشرة لمعرض الفرس، الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 20 أكتوبر الجاري تحت شعار “الفرس في المنظومات البيئية المغربية”. وقام سموه بجولة عبر مختلف فضاءات وأروقة المعرض، المخصصة بالأساس للمساندين، والصناعة التقليدية، والمربين، والفضاء الدولي، والمؤسساتي، والجهات، والفن والثقافة، وأروقة القوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والحرس الملكي، والمديرية العامة للأمن الوطني، والقوات المساعدة. بعد ذلك، التحق سمو الأمير بالحلبة الرئيسية ليتابع عروضا في فن الفروسية، أدتها فرق من الفرسان المغاربة والأجانب. عقب ذلك، توجه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد إلى حلبة التبوريدة، حيث تابع سموه عروضا في الفنتازيا قدمتها 12 من “السربات” التي تمثل مختلف جهات المملكة. وبهذه المناسبة، أخذت لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد صورة تذكارية مع “مقدمي” السربات الممثلة لمختلف جهات المملكة. يشار إلى أن هذه التظاهرة، التي تطفئ هذه السنة شمعتها الثانية عشرة، والتي تعد مناسبة للاحتفاء بالحصان في مختلف تجلياته وإبراز مكانة هذا الموروث، إن على المستوى الوطني أو الدولي، تروم الارتقاء بالمغرب إلى مصاف الأمم الكبرى في عالم الفروسية، وذلك من خلال الحرص على تحفيز انفتاح المملكة، سعيا إلى جعلها أرضية لتبادل الخبرات في مجالات تربية الخيول ورياضات الفروسية وفنونها. كما يشكل المعرض حدثا وازنا يبرز المكانة المحورية التي يحتلها الفرس، هذا الحيوان النبيل، في التاريخ والهوية الثقافية الوطنية وفي الذاكرة الجماعية. ومن المنتظر أن تعرف هذه التظاهرة، مشاركة أزيد من 700 فارس، من حوالي 40 دولة، حيث ستجرى سلسلة من المنافسات، لاسيما الدورة الرابعة للجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة، والمحطة الثالثة من الدوري الملكي المغربي للقفز على الحواجز، إلى جانب كأس المربين المغاربة للخيول العربية، والمباراة الدولية لجمال الخيول العربية الأصيلة، والبطولة الدولية للخيول البربرية، والبطولة الوطنية للخيول العربية البربرية، ونهائيات مسابقة “إيكي بلاي”. كما تتضمن فقرات البرنامج العديد من الأنشطة المتعلقة بالفروسية الترفيهية، والتي تشجع على احتراف المهن والمهارات المرتبطة بعالم الفروسية، وإشعاع الموروث الثقافي الوطني للقطاع، فضلا عن مجموعة من المحاضرات الثقافية والعلمية والندوات الموضوعاتية والأنشطة الفنية. وبالنظر إلى ما تم تحقيقه في إطار الإستراتيجية الوطنية للنهوض بتربية الخيول، فالمغرب كسب الرهان بجعل الفرس والقطاعات المتصلة بتربيته محورا ومحركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. فمنذ الشروع في تنفيذ هذه الإستراتيجية، شهد مسلك تربية الخيول تطورا إيجابيا كبيرا، وهو التطور الذي يسعى معرض الفرس بالجديدة إلى المساهمة في استدامته للتشجيع على تربية الخيول والنهوض بالمهن والحرف والفنون ذات الصلة بها، فضلا عن تعزيز العلاقة التي تجمع المغاربة بالفرس. وتشارك القوات المسلحة الملكية، في هذه الدورة ، بجناح تاريخي تنظمه مديرية التاريخ العسكري. هذا الجناح، الذي تم إغناؤه بأكثر من 200 قطعة متحفية ومجسمات وأشرطة سمعية بصرية، وهو يعتبر فرصة لتسليط الضوء على صفحات تاريخية مشرقة. كما سيعرف الجناح أيضا مشاركة مفتشية الخيالة للقوات المسلحة الملكية من خلال رواق خاص تحت عنوان “إسهام الفرس العسكري في النظم البيئية المغربية”. كما ستنظم المدرسة الملكية للخيالة بهذه المناسبة أنشطة موازية تهم عروضا ومباريات في الفروسية وأنشطة ترفيهية. ومن جهة أخرى، يشكل هذا المعرض منصة لتثمين وتقييم إنجازات مجموع الفاعلين المعنيين بالإستراتجية الوطنية للنهوض بمسلك تربية الخيول في المغرب، والتي تهم قطاعا حيويا يرجى الحفاظ عليه كموروث وطني، وتطويره ليكون أداة لتحسين مستوى دخل فئات مهمة من المجتمع المغربي. وتجدر الإشارة إلى أنه، ومنذ سنة 2015، أصبحت فعاليات معرض الفرس تجري في مركز المعارض محمد السادس بالجديدة. إذ مكن هذا المركز الجديد والأول من نوعه في إفريقيا من توفير الظروف الملائمة الكفيلة بإبراز وتثمين سلسلة تربية الخيول والإسهام في تسريع تنميتها وتطورها.