دورة المرحوم محمد سعيد عفيفي يروم «مهرجان العاصمة للمسرح المغربي», الذي ستقام دورته الأولى ما بين 22 و31 مارس الجاري, الإسهام في تطوير وتشجيع الممارسة المسرحية الوطنية من مختلف جوانبها الإبداعية. وأوضح المنظمون خلال ندوة صحفية عقدوها يوم الأربعاء الماضي بالرباط أن هذه التظاهرة الركحية, التي تنظم بمبادرة من مؤسسة فنون العاصمة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح, تتوخى أيضا الاهتمام بالفرق المسرحية الوطنية, وإذكاء روح المنافسة الإبداعية النبيلة. وأضافوا أنه لتحقيق هذا الهدف ركزت هذه الدورة, التي أطلق عليها «دورة المرحوم محمد سعيد عفيفي» والمنظمة تحت شعار «ذاكرة المسرح المغربي», على إعطاء الأولوية لعروض مسرحية مغربية, نصا وتشخيصا وإخراجا وسينوغرافيا, تثمينا لمكانة الركح المغربي والتطور الذي وصل إليه. وتعكس العروض المشاركة في هذه الدورة, والتي تمثل كلا من الرباط وسلا والخميسات ومكناس والدار البيضاء ومراكش وشفشاون والحسيمة, الخصوصية المحلية لكل منطقة, إضافة إلى التعدد الثقافي واللغوي (العربية والأمازيغية بمختلف لهجاتها), وتنوع الاتجاهات والأشكال المسرحية. وأشار المنظمون إلى أنه لتقريب الجمهور العريض من هذا الحدث الركحي, أقدم المهرجان على توزيع هذه الفرجة المسرحية باختلاف أشكالها, بكل فضاءات مقاطعات العاصمة كالمسرح الوطني محمد الخامس ومسرح المنصور والمركز الثقافي أكدال والمركب الثقافي المهدي بنبركة. ويتضمن برنامج الدورة الأولى أيضا تنظيم ندوة فكرية حول موضوع «المسرح المغربي: الخصوصيات الوطنية وأفق التحديث», وورشات تكوينية تحسيسية قصد ملامسة الشباب داخل مؤسساتهم التعليمية, إضافة إلى تسليط الضوء على مجموعة من الإصدارات المسرحية الوطنية الجديدة. وتشكل فقرة التكريم ضمن مهرجان العاصمة للمسرح المغربي, يقول المنظمون, محطة وفاء لرواد أب الفنون في المغرب, مشيرين إلى أن دورة هذه السنة ستحتفي الفنان عبد الجبار الوزير, الذي عشق الخشبة فأسرته وأحب المسرح فانصهر في عوالمه. كما يكرم المهرجان الفنانة فاطمة الركراكي, واحدة من رائدات الفن المسرحي والسينمائي في المغرب, ولجت عالم التمثيل في وقت لم يتعود فيه المجتمع المغربي على رؤية العنصر النسوي فوق خشبة الركح, كما تألقت في مجموعة من الأعمال الفنية الأجنبية كان آخرها الشريط الفرنسي «بلد الأنوار». وحول اختيار مناسبة اليوم العالمي للمسرح لتنظيم هذه التظاهرة, أكد المنظمون أنه لم يكن مصادفة, وإنما جاء عن قناعة تروم تحقيق الاحتفال بهذه المناسبة بما يتناسب وقيمة المسرح المغربي, مبرزين من خلالها مجهودات وعطاءات الفنان والمبدع المسرحي الوطني.