تداول المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية خلال اجتماعه العادي المنعقد يوم الثلاثاء 17 شتنبر 2019 عددا من القضايا المرتبطة براهنية المشهد الوطني، وبالحياة الداخلية للحزب. وفي هذا السياق، أكد المكتب السياسي مقاربته للحالة السياسية، والمؤطرة أساسا بضرورة بث نفس ديمقراطي جديد في الحياة السياسية الوطنية، ينبني على إعادة الاعتبار لمكانة الفعل السياسي، وعلى توفير الشروط اللازمة لانطلاقة تنموية وديمقراطية جديدة كفيلة بتجاوز أوجه النقص الحالية، ورفع تحديات المرحلة، ومباشرة جيل جديد من المشاريع الإصلاحية في جميع المجالات، والتفاعل الخلاق مع المطالب والانتظارات المجتمعية المشروعة، لاسيما من خلال بناء اقتصاد قوي وشفاف، وإعمال عدالة اجتماعية ومجالية تكفل الكرامة لجميع المواطنات والمواطنين، وللطبقات والمجالات المستضعفة على وجه الخصوص . من جانب آخر، تناول المكتب السياسي مظاهر المأساة التي يعيشها عدد من الأطفال والقاصرين في بعض المدن الساحلية المعروفة بكونها بوابة للهجرة السرية في شمال بلادنا، ووقف على شهادات تشير إلى ما يتعرض إليه هؤلاء المواطنون من حملات لتنقيلهم في ظروف سيئة نحو مدن أخرى أحيانا ليست هي مدن إقامتهم الأصلية. وإذ يثير حزب التقدم والاشتراكية الانتباه إلى الموضوع، معربا عن قلقه من اعتماد هكذا مقاربة في محاربة الهجرة السرية لاسيما في صفوف القاصرين، فإنه يعتبر أن مثل هذه المعالجة بالإضافة إلى كونها مُنافية لمبادئ وشروط الكرامة والحقوق المتعارف عليها وطنيا ودوليا، فإنها (المقاربة) لا تفضي عمليا سوى إلى تعميق ظواهر التشرد والتسول والاستغلال واحتراف الإجرام، ولذلك، يدعو الحزب إلى التغيير الفوري لهذه المقاربة بأخرى بديلة تستند إلى المعايير الحقوقية والإنسانية والاجتماعية والتربوية والنفسية، بما يتيح لهؤلاء الشباب اليافع اندماجا إيجابيا في المجتمع. من حيث الحياة الداخلية للحزب، وإذ عبر المكتب السياسي عن اعتزازه بوحدة صف الحزب وتماسكه، وبوضوح خطه السياسي، وبتشبث المناضلات والمناضلين بالقيم والمبادئ المؤسسة، فإنه انكب على تدقيق برنامج عمل الفترة المقبلة، داعيا كافة هياكل الحزب ومنظماته وقطاعاته إلى رفع منسوب التعبئة ومواصلة إنجاز المهام السياسية والتنظيمية الحالية بروح عالية من الإقدام والحماس والنضالية. هكذا، استعرض المكتب السياسي التحضيرات الجارية من طرف منتدى المناصفة والمساواة لتنظيم مؤتمره الوطني الثاني، ووقف على مستوى تقدم مختلف الأوراش التهييئية ذات الصلة، مشددا على أن الهدف الأساس من هذا الموعد المنتظر يظل هو تكريس واقع وصورة حزبنا كَرافع للواء الدفاع المبدئي والمستميت عن قضايا المرأة المغربية، وتعزيز حضوره في ساحة الكفاح من أجل المساواة. من جهة أخرى، دقق المكتب السياسي برنامج مؤتمرات الفروع الجهوية للحزب المقرر التئامها خلال شهر أكتوبر المقبل، وذلك وفق المسطرة التنظيمية التي تم تعميمها في وقت سابق على جميع الفروع الإقليمية والمحلية وعلى أعضاء اللجنة المركزية. في هذا الإطار، أكد المكتب السياسي على ضرورة تكثيف المجهودات النضالية لغاية توفير كافة الشروط الكفيلة بتنظيم مؤتمرات جهوية إشعاعية، وفي نفس الوقت تُمَكن حزبنا من التوفر على تنظيمات جهوية ناجعة ومؤهلة للاضطلاع بمختلف المهام والمسؤوليات المتماشية مع توجه بلادنا نحو الجهوية المتقدمة. كما استمع المكتب السياسي إلى تقرير للرفيق الأمين العام حول المستوى المتقدم لأشغال اللجنة التحضيرية للجامعة السنوية للحزب، والتي ستنظم بالمقر الوطني في مدينة الرباط يوم السبت 05 أكتوبر، حول “البعد الإيكولوجي في المشروع الديمقراطي التقدمي”، بمشاركة ثلة من الشخصيات والباحثين والفاعلين، في مجالات البيئة والتنمية والاقتصاد، من داخل الوطن وخارجه. وفي ختام اجتماعه، تناول المكتب السياسي عددا من النقط المختلفة، ومن بينها اطلاعه على عدد من الرسائل الواردة من عدد من الأحزاب الشيوعية، والتي تدعم انضمام حزب التقدم والاشتراكية إلى لقاء الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمي، وأساسا منها مراسلات الدعم المُتوصل بها من أحزاب اللقاء اليساري العربي الذي يستضيف حزبُنَا اجتماعَهُ المقبل.