يمكن أن تسبب تقلبات الطقس المفاجئة، تغيرات في الحالة الصحية للإنسان. هذا ما يؤكده الكثيرون استنادا إلى حالتهم الصحية وخبرتهم. ولكن هل هذا صحيح أم أنه مجرد خيال؟ عموما وفي جميع حالات تغير الضغط الجوي، يعاني البعض من الصداع. وعند هطول المطر يتفاقم الروماتيزم، وفي البرد يزداد خطر تشنج الأوعية الدموية والنوبات القلبية. وقد أجرى علماء بلدان مختلفة تجارب ودراسات لتحديد تأثير تغيرات الطقس في صحة الإنسان، وتوصلوا إلى عدة خلاصات حول بعض المضاعفات التي يمكن أن تكون لها صلة بتغيرات الطقس المختلفة. آلام الظهر لم تؤكد نتائج الدراسات العلمية والتجارب التي أجراها العلماء نظرية تأثير تغيرات الطقس في الصحة. فقد بينت نتائج الدراسة التي أجراها علماء جامعتي ملبورن وسيدني، وخضع لها أشخاص يعانون من آلام المفاصل والظهر وفي الركبة، أن آلام الظهر والعظام لا علاقة لها بتغيرات الطقس المفاجئة- تغير درجات الحرارة والضغط الجوي. كما أكدت نتائج دراسة أجراها علماء في النرويج هذه النتائج. الصداع وآلام الرأس بحث علماء من ألمانيا في هذه المسألة، حيث تابعوا الحالة الصحية لمجموعة من سكان العاصمة برلين سنة كاملة. كان أفراد هذه المجموعة يعانون من آلام في الرأس بصورة شبه دائمة. قارن الباحثون فترة نوبات الألم مع تغير الطقس وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن ثلث حالات الألم كانت تزداد مع ازدياد برودة ورطوبة الجو. من جانبهم حصل علماء من كندا على نتائج تفيد بأن الصداع النصفي يقوى عند البعض في الأيام التي يكون فيها ضغط الجو مرتفعا. مقابل هذا أظهرت نتائج تجربة يابانية أن آلام الرأس عند البعض تظهر حتى عند انخفاض الضغط الجوي. القلب أظهرت نتائج عدة دراسات منفصلة في اليابان والسويد تأثير تغير الطقس المفاجئ في وظائف القلب، إذ أن انخفاض درجات الحرارة الحاد، يمكن أن يسبب زيادة في أمراض القلب والأوعية الدموية. استنادا إلى هذه النتائج، يقول الأطباء، فعلا يمكن أن يتسبب انخفاض درجات الحرارة في حدوث نوبة قلبية أو حتى توقف القلب. الاجهاد الحراري المناخ الحار والرطوبة المرتفعة أيضا يمكن أن يؤثرا سلبا على الحالة الصحية. فارتفاع الحرارة يجعل عملية التعرق أكثر صعوبة مما قد يؤثر على الاداء الذهني والجسدي معا. وبالتالي فإن عدم القدرة على التخلص من حرارة الجسم بشكل كاف يؤدي الى إمكانية الاصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة. طفح الجلد يظهر هذا النوع من الطفح الحراري على شكل بقع حمراء على الجلد مسببا إحساسا يمكن وصفه بوخز إبري اثناء التعرض للحرارة. التشنجات الحرارية غالباً ما تكون المؤشر الأول على وجود مشكلة مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة. تكون فيها الأعراض على شكل تشنجات حادة ومؤلمة في العضلات التي يتم التركيز عليها أثناء العمل في بيئة العمل الحارة، وعلى الاكثر تصيب الساقين والذراعين وجدار البطن والظهر. تحدث التشنجات الحرارية عادة عند العمال غير المتأقلمين مع ظروف العمل الحارة الذين لا يتمكنون من تعويض المياه والاملاح المفقودة في عملية التعرق. الانهاك الحراري غالبا ما يبدأ الإنهاك الحراري فجأة، وأحيانا بعد ممارسة عمل زائد، أو التعرق الشديد (يتبعه فقدان السوائل والاملاح)، وعدم أخذ كميات كافية من السوائل أو محاليل الارواء التعويضية. وهذه الحالة قد تسبق ضربة الشمس وتتميز بالتعرق الشديد ولكن مع برودة، ورطوبة وشحوب في الجلد، الدوخة، عدم وضوح الرؤية وفقدان الوعي.. ويمكن ان يصاحب ذلك سرعة وضعف في النبض مع انخفاض في ضغط الدم، وصداع، وارتباك، وتعب، وغثيان، وتشنجات حرارية، وسرعة تنفس. وقد يكون لون البول الموجود داكنا. ضربة الشمس هي من أخطر الأمراض الناتجة عن التعرض للحرارة الشديدة، وكثيرا ما تأتي بعد ممارسة الأعمال الثقيلة لفترات طويلة في بيئات عمل شديدة الحرارة مع تناول كميات غير كافية من السوائل. ما يجعل ضربة الشمس حادة وتهدد الحياة وذلك بفقدان آليات الجسم الطبيعية للتعامل مع الإجهاد الحراري، على سبيل المثال وقف التعرق وفقدان التحكم في درجة الحرارة. الإجهاد النفسي لا يؤثر ارتفاع درجة الحرارة على الصحة الجسدية فقط، بل يمتد تأثيره إلى الصحة النفسية. فارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ يتسبب في استثارة الأعصاب، والدخول في نوبات من الغضب غير المبرر، فضلا عن العصبية والعنف، إلى جانب الشعور بالتوتر والإحباط. وسبب العصبية الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة يحدث نتيجة تأثير تلك الحرارة على المخ، الذي يضم المركز المسئول عن تنظيم درجة حرارة الجسم لتتكيف مع درجة الحرارة الخارجية، وعندما تكون درجة الحرارة مرتفعة بشكل كبير، يزداد إفراز المواد المسئولة عن معادلة درجة حرارة الجسم، ومن بينها الأدرينالين، ما يتسبب في استثارة الأعصاب فتزداد نوبات العصبية.