حظي مهرجان سينما الشاطئ بإقبال جماهيري على عروضه التي التي اختتمت السبت، وشهدت مشاركة واسعة من السينمائيين من داخل وخارج المغرب. وقال مؤسس ورئيس المهرجان، المخرج عبد الواحد مجاهد: إنَّ فكرة مهرجان سينما الشاطئ بدأت معه منذ كان طفلاً يعشق السينما ويتابع عروضها، مؤكداً أنَّ المهرجانات تسهم في نشر الثقافة السينمائية. وأوضح مجاهد أن قلة الدعم هي أبرز تحديات المهرجان، مشدداً في الوقت نفسه على أنَّ السينما المغربية حالياً بخير، ولكن ينقصها الانتشار خارج حدود الوطن. كيف بدأت فكرة المهرجان؟ شرارة الفكرة بدأت منذ كنت طفلاً، حيث كان المركز السينمائي المغربي ينظم قوافل سينمائية في جميع أنحاء البلاد، خاصة المدن الصغيرة، ووقت كان عمري يتراوح بين 7 و10 سنوات كانت القوافل تأتي لمدينة سيدي سليمان التي ولدت بها. كانت هذه القوافل تعرض الأفلام في الشارع، ويأتي النساء والرجال بكراسي من بيوتهم ويجلسون وكأنهم في قاعة سينمائية، وبقيت هذه الفكرة راسخة في ذهني منذ الطفولة، وبعد أن كبرت وبحكم دراستي في المعهد العالي للسينما وإقامتي في مدينة هرهورة، استعدت هذه الفكرة وأردت تطبيقها فوق الرمال وعلى شاطئ البحر. وما الخطوات التي اتخذتها لخروج الفكرة إلى النور؟ أسست جمعية سينمائية مع مجموعة من الفنانين المغاربة، منهم رشيد الوالي، ابتسام العروسي، فايزة يحياوي وآخرين، وتحدثت معهم عن الفكرة، وأمنيتي بأن ننفذها بإقامة المهرجان، ونظمنا الدورة الأولى وكانت بعنوان “المهرجان الوطني للسينما الشاطئية” بمدينة هرهورة التي تضم 7 شواطئ، وكان الحضور في تلك الدورة يصل إلى نحو 300 فنان من جميع أنحاء المغرب، ونجاح الدورة الأولى شجعنا على الاستمرار. وأثناء انعقاد الدورة ال3 قررنا أن تكون الدورة ال4 التي نحن بصددها الآن دولية، بحيث تضم فنانين ومخرجين ومنتجين ونقادا من جميع أنحاء العالم، وهو ما حدث؛ إذ يشارك في هذه الدورة 9 دول على مستوى الضيوف ولجنة التحكيم إلى جانب فيلم فرنسي مغربي مشترك. ما أبرز مشكلات هذه الدورة؟ أي مهرجان يحتاج إلى الدعم، وعندما لا يتوافر الدعم تكون العقبات كثيرة جداً، والقطاع الخاص لا يشجِّع مثل هذه التظاهرات حتى تقف على قدميه.ا إلى أي مدى يتفاعل جمهور مدينة هرهورة مع فعاليات المهرجان؟ جمهور مدينة هرهورة متعطش للسينما وللأنشطة الثقافية؛ إذ لا توجد قاعات سينمائية ولا مسارح، ومنذ الدورة الأولى والجمهور يتوافد بشكل كبير على المهرجان، ويحضر عروضه كل يوم ما يتراوح بين 500 و1000 متفرج بصرف النظر عن بعد المسافات، فمدينة هرهورة محاطة بمجموعة من المدن الصغيرة مثل الصخيرات وبوزنيقة، إلى جانب العاصمة الرباط التي تبعد بنحو 15 كيلومتراً، وعندما يتوافد الجمهور من كل هذه الأماكن فهذا يؤكد أنه متفاعل ومتمسك بالمهرجان. هل ترى كثرة المهرجانات السينمائية في المغرب ميزة أم عيب؟ أعتقد أن كل مدينة في المغرب تحتاج إلى الثقافة السينمائية، والدعم المخصص للمهرجانات من جانب وزارة الثقافة والاتصال يتم تقسيمه على مجموعة من المهرجانات، وكل مدينة من حقها تنظيم مهرجان، ولكن يبقى التنوع والاختلاف سيد الموقف، وكلما كان لديك مهرجان متميز تضمن استمراريته، وهذا الشهر وضع نحو 54 مهرجاناً ملفات الدعم لدى المركز السينمائي المغربي، والمغرب يضم أكثر من 70 مهرجاناً، وكل مهرجان يكون في صالح المدينة التي يقام بها، لأن هناك نقصا في الثقافة السينمائية بصفة خاصة، والثقافة الفنية بصفة عامة، ولكن هناك مجموعة من الصعوبات تواجه المهرجانات. كيف ترى واقع السينما المغربية؟ السينما المغربية بخير، لكن هناك مجموعة من العقبات، فنحن لدينا كمٌّ لا كيف؛ إذ يتم إنتاج نحو 25 فيلماً في السنة كلها تنتمي لسينما المؤلف، ولا تحظى بالمشاهدة الكبيرة، وتبقى الأفلام الكوميدية متصدرة المشهد؛ لأنها من إنتاج القطاع الخاص، ويعول عليها المنتج لتحقيق الإيرادات، لكن السينما بالنسبة لي أن يتم تسويقها خارج الوطن وليس داخله، وهناك مشكلة في أن السينما المغربية لا تخرج عن الحدود إلا أعمال بعض المخرجين مثل نبيل عيوش أو فوزي بن سعيدي أو محمد مفتكر، فهؤلاء استطاعوا الحصول على جوائز في مهرجانات خارج الوطن.