ألغت محكمة التحكيم الرياضي الدولية (طاس) أعلى سلطة قضائية رياضية، أول أمس الأربعاء قرار الاتحاد الإفريقي للعبة (الكاف) بإعادة إياب المباراة النهائية المليئة بالأحداث بين نادي الترجي التونسي وفريق الوداد البيضاوي رامية الكرة في ملعب الاتحاد القاري. بعد شهرين من النهائي الملتهب في ملعب رادس، لا يزال الارتباك سيد الموقف، ويتعين الانتظار لمعرفة نتائج هذه القصة الغريبة التي تسمم صورة الكرة الإفريقية وبات يطلق عليها “فضيحة رادس”. وتوقفت المباراة في الدقيقة 59 اثر احتجاج الوداد على إلغاء هدف وليد الكرتي عدل به النتيجة التي كانت تشير لتقدم الترجي في الشوط الأول عبر الجزائري يوسف البلايلي، ومطالبة لاعبي الفريق المغربي بالرجوع لتقنية الفيديو التي تبين أنها غير مهيأة. وامتد التوقف نحو 90 دقيقة، شهدت احتكاكا وجيزا بين اللاعبين، ورشقا لأرض الملعب بقوارير المياه من المشجعين، ونزول رئيس الاتحاد القاري الملغاشي أحمد أحمد للتشاور مع مسؤولي الفريقين، قبل اتخاذ قرار إنهاء المباراة وفوز الترجي باللقب بعد تعادله ذهابا 1-1 في الرباط. لكن الاتحاد القاري عاد في 5 يونيو بعد اجتماع طارئ للجنته التنفيذية في باريس، عن قرار احتساب الترجي فائزا وقرر إعادة مباراة الإياب على أرض محايدة، معتبرا بأن “شروط اللعب والأمن لم تكن متوفرة. ما حال دون اكتمال المباراة”. وأثار قرار إعادة المباراة انتقادات من الجانبين التونسي والمغربي ومطالبة كل منهما باعتباره فائزا، فرفعت القضية إلى محكمة التحكيم الرياضي. واعتبرت المحكمة الأربعاء أن اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري للعبة لم تكن “الجهة المختصة” لاتخاذ هذا القرار مشيرة إلى أن “الأجهزة المختصة في الاتحاد الإفريقي” يتعين عليها النظر في الأحداث التي رافقت مباراة الإياب “واتخاذ أي إجراء تأديبي مناسب إذا لزم الأمر، وبالتالي اتخاذ القرار في ما يتعلق بإعادة المباراة من عدمها”. وهذا يعني إما أن يعاقب الاتحاد الإفريقي أحد الناديين ويعلنه خاسرا في المباراة ليتم تسوية مصير النهائي، وإما يلجأ داخليا إلى الجهة المختصة لتقرير إعادة المباراة. وأكدت المحكمة بأن مطالب الفريق المغربي (إعلانه بطلا والحصول على مكافآت مالية بقيمة 2,5 مليون دولار أمريكي)، رفضت في حين سيتم النظر بمطالب الترجي (إعلانه بطلا وحصوله على المكافأة المالية واحتفاظه بالميداليات) في وقت لاحق. حلقة جديدة في نهائي دوري الأبطال بالقارة السمراء، لكن الخاتمة لا تزال بعيدة. لقجع: سأدافع عن الوداد قال فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، “سأعمل على الدفاع عن حقوق فريق الوداد البيضاوي في نهائي رادس أمام الترجي التونسي، في الاجتماعات التي ستعقدها اللجنة التأديبية للكاف والتي ستصدر حكمها النهائي في قادم الأيام”. وأضاف لقجع في تصريح صحفي خص به إذاعة “راديو مارس”، أنه سيواصل تقديم الدعم والسند من أجل نصرة الوداد ممثل الكرة المغربية في نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، مشيرا، أنه سيكون أول المدافعين على ملف الوداد حتى النهاية. واعتبر رئيس الجامعة، أن ملف الوداد في الوضعية الحالية متكامل ويضم العديد من الدفوعات والحجج القوية، مشددا بالقول، “دائما نسعى خلف كرة قدم نظيفة ومتكافئة الفرص”.+ *** الناصيري: ننتظر قرار “الكاف” أعرب سعيد الناصيري، رئيس فريق الوداد البيضاوي، عن استغرابه عن حجم الشائعات التي سارعت وسائل الإعلام المحلية والتونسية إلى تداولها والتي تشير كون أن الطاس منحت اللقب للترجي التونسي على حساب الوداد. وأوضح الناصيري في تصريح لإذاعة “راديو مارس”، أن قرار هيئة محكمة التحكيم الرياضية كان منصفا بالنسبة للوداد، مضيفا بالقول، “طالبنا باللقب واحتساب الوداد متوجا، قبل أن يتم إعادة الملف للكاف من أجل البث فيه بصفة نهائية”. واستطرد ذات المتحدث قائلا، “الوداد أظهر منذ إعلان الاتحاد الإفريقي اجتماع لجنة الطوارئ، احترامه لمؤسسة الكاف والأحكام الصادرة عنها.. دافعنا عن حقوقنا باستماتة وسنواكب هذا الملف حتى آخر محطة، في أفق انتظار قرار اللجنة التأديبية للكاف”. *** قرار محكمة التحكيم الرياضي “الطاس” أصدرت محكمة التحكيم الرياضي (الطاس) قرارًا جزئيًا في إطار إجراءات التحكيم بين فريق الوداد البيضاوي (WAC المغرب) ونادي الترجي التونسي (EST تونس) فيما يتعلق بالقرار الصادر في 5 يونيو 2019 من قبل اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) التي تأمر الفريقين بإعادة المباراة على أرض محايدة، مباراة الإياب من نهائي دوري أبطال إفريقيا 2018/2019 (“القرار المطعون فيه”). تعادل الفريقان 1-1 في مباراة الذهاب بالرباط يوم 24 مايو 2019. و في مباراة الإياب في رادس يوم 31 مايو 2019 ، كان الترجي التونسي فائزاً 1-0 عندما تعادل الوداد في 59 دقيقة. ومع ذلك، فإن حكم المباراة لم يحتسب الهدف بسبب التسلل. بعد احتجاجات لاعبي الوداد الذين كانوا يطالبون باحتساب الهدف باعتباره صحيحا، قال الحكم إنه لم يكن من الممكن استخدام VAR (مساعدة الفيديو للتحكيم) لأنها لا تعمل. تم إيقاف المباراة لمدة ساعة. تم إيقافها نهائيًا بعد قرار الوداد الرياضي بعدم استئناف اللعبة وأُعلن عن فوز الترجي التونسي بلقب دوري أبطال إفريقيا 2018/2019. في 5 يونيو 2019، أمرت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم الناديين بإعادة مباراة الإياب لهذا النهائي على أرض محايدة. تم الطعن في قرار اللجنة التنفيذية ل (الكاف) من قبل الوداد الرياضي و الترجي التونسي اللذين قام كل منهما بتقديم استئناف إلى (الطاس) في 14 و 17 يونيو 2019 على التوالي. في دفوعاته طالب الوداد إلغاء قرار (الكاف). وبأن يحل محله القرار: 1- الذي ينص على منح لقب دوري أبطال إفريقيا 2019 إلى الوداد. 2- حصول الوداد على 2.5 مليون دولار أمريكي باعتباره الفائز في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2018/2019؛ أو في البديل ، بإلغاء نتيجتي مباراتي الذهاب 24 ماي 2019 ومباراة الإياب 31 ماي 2019 وبالمقابل إعادة المباراة النهائية على أرض محايدة بغض النظر عن نتائج مباراة الذهاب. من جانبه، يطالب الترجي إعلان قرار اللجنة التنفيذية ل (الكاف) الصادر في 5 يونيو 2019 لاغياً وباطلاً، وإعلان الترجي فائزًا بدوري أبطال إفريقيا 2018/2019، وأن يتمكن من الاحتفاظ بكأس دوري أبطال إفريقيا والميداليات، والحصول على المكافأة المقدرة ب 2.5 مليون دولار. عُقدت جلسة استماع بحضور جميع الأطراف ومحاميهم في مقر TAS في لوزان في 29 يوليو 2019. اعتبرت لجنة (الطاس) المسؤولة عن هذه القضية أن اللجنة التنفيذية CAF غير مختصة بأن تتخذ قرار إعادة المباراة النهائية وقررت إلغاء قرار (الكاف) المطعون فيه. لذا، فقد تم قبول استئناف كلا الناديين جزئيًا لهذا السبب. من ناحية أخرى، بينما تم رفض جميع الدفوعات الأخرى للوداد، بينما سيتم البث في دفوعات الترجي في القرار النهائي. بعبارات ملموسة، يعود الأمر الآن للهيئات المختصة في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) للنظر في الحوادث التي وقعت في ملعب رادس في 31 مايو 2019، لاتخاذ الإجراءات التأديبية المناسبة إذا لزم الأمر، وبالتالي تحديد ما إذا كانت مباراة إياب دوري أبطال إفريقيا 2018/2019 يجب إعادتها أم لا. بعد أن ألغت (الطاس) قرار اللجنة التنفيذية ل (الكاف) لأسباب رسمية، قررت أن تحيل قضية إعادة مباراة إياب دوري أبطال إفريقيا إلى الأجهزة المختصة و كذلك الإجراءات التأديبية المنتظرة و الموضوعة حاليًا على طاولة (الكاف)، باعتبارها خارج نطاق اختصاص (الطاس) حسب إجراءات التحكيم الحالية. ستستمر لجنة (الطاس) في مداولاتها بشأن دفوعات الترجي التونسي و سوف تقوم بإعداد قرار نهائي، مع مراعاة أي قرار قد يتخذه (الكاف) في نفس الوقت”. *** بوبحي: الوداد سيفوز باللقب قال خليل بوبحي، الخبير في القانون الرياضي، “كنت قد أكدت في تصريحات سابقة، أن قرار الطاس لن يخرج عن سيناريوهات إعادة المباراة، أو إحالة الملف على الكاف، أو تأييد قرار الطاس بإعادة المباراة كما أكدت الكونفدرالية الإفريقية في وقت سابق”. وأضاف بوبحي في تصريح لإذاعة “راديو مارس”، أن الطاس قد اتخذت قرار جزئيا كونها بإحالة الملف للكاف غير مختصة بالبث في الأحداث التي رافقت نهائي رادس، مشيرا أن كل تقارير حكم ومندوب المباراة يصب في مصلحة الوداد البيضاوي. وأوضح الخبير القانوني، أن الترجي طالب باعتباره فائزا باللقب مع إمكانية إعادة المباراة داخل تونس ومن الدقيقة 58، في حين أراد الوداد التتويج بلقب عصبة الأبطال، كون أن الفريق التونسي تخطى العديد من المقررات، كما أكد ذلك التقرير الذي رفعه الحكم بكاري غاساما. *** بن ميم: “الطاس” رفع كل الدفوعات قال أنيس بن ميم المختص في القانون الرياضي إن “قرار المحكمة الرياضية الدولية المتخذ في خصوص ملف إعادة مباراة الترجي الرياضي والوداد البيضاوي، تضمن رفضا باتا ونهائيا للدفوعات التي قدمها كل من الترجي والوداد”. وأشار بن ميم في تصريحات صحفية، أن المحكمة الرياضية الدولية لم تصدر قرارا نهائيا بل اتخذت قرارا بالنقض والإحالة في نفس الوقت حيث رفضت كل الدفوعات المقدمة، قبل أن تحيل الأمر للاتحاد الإفريقي للبث في مسألة تحديد صاحب دوري أبطال إفريقيا لموسم 2018-2019. واضاف انيس بن ميم ان “المحكمة الرياضية الدولية لم تصرح في حكمها الصادر باسم الفريق المتوج، معتبرة ذلك خارجا عن صلاحيتها، وبالتالي تركت ملف المباراة مفتوحا في ظل عدم اتخاذ أي قرار واضح وحاسم”.