إلى غاية حدود صباح أمس الجمعة، كانت جهود الإنقاذ في فاجعة إقليمالحوز لا تزال متواصلة لإزالة الأوحال والأتربة التي يناهز علوها 20 مترا تقريبا لانتشال سيارة للنقل المزدوج وركابها المحتملين، مطمورة تحتها. وفي ظل تضارب الأرقام والروايات حول هذه المأساة الإنسانية التي اهتز لها الرأي العام الوطني، أفادت السلطات المحلية لإقليمالحوز أن فرق الإنقاذ تمكنت ليلة الخميس /الجمعة، من انتشال جثت 15 شخصا (11 امرأة و3 رجال وطفل واحد) كانوا على متن سيارة النقل المزدوج المنكوبة التي طمرتها الأتربة والأوحال على مستوى دوار “توك الخير”، دائرة أسني، إثر السيول الفيضانية التي عرفتها المنطقة. وكانت بعض المرتفعات الجبلية بإقليمالحوز قد شهدت، منذ يوم الأربعاء 24 يوليوز 2019، تساقطات رعدية قوية أدت إلى انجراف كميات هائلة من الأوحال والأتربة، بلغ علوها 20 مترا تقريبا، خصوصا بين النقطتين الكيلومتريتين 226 و233 على الطريق الوطنية رقم 7. إلى ذلك، أكد مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة أنه ليست هنالك أرقام محددة حول عدد الضحايا، مبرزا في لقاء صحافي عقب انعقاد المجلس الحكومي، أن فرق الإنقاذ تواصل جهودها لاستكمال عملية إزالة الأوحال والأتربة، وانتشال سيارة النقل المزدوج. هذا، وقد أفادت السلطات المحلية أن التساقطات الرعدية الغزيرة التي عرفها الإقليم، مساء يوم الأربعاء الماضي، أسفرت عن ارتفاع منسوب مياه بعض الشعاب والمجاري المائية وإحداث سيول أدت إلى انجراف كميات هائلة من الأتربة والأوحال بالنقطة الكيلومترية 230 على الطريق الوطنية رقم 7، على مستوى دوار توك الخير، جماعة إجوكاك، قيادة ثلاث نيعقوب، دائرة أسني، وطمر سيارة للنقل المزدوج تحتها، مبرزة في بلاغ لها، أن الأشغال التي تعبأت لها إلى جانب كل من مصالح الوقاية المدنية وفرق المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل والدرك الملكي، لا زالت متواصلة لإزاحة الأوحال والأتربة التي يناهز علوها 20 متر تقريبا، لانتشال السيارة وركابها المحتملين واستعادة حركة السير بهذا المقطع الطرقي. وفي السياق نفسه، أفاد المندوب الإقليمي لوزارة التجهيز بالإقليم بأن فرق الإنقاذ تدخلت عبر أربعة محاور للوصول إلى سيارة النقل المزدوج مستعملة 12 آلية من كافة الأنواع في البحث عن المفقودين وتمكين سيارات الإسعاف من الوصول إلى مكان الانهيار. وأرجع المسؤول الإقليمي، سبب هذه الكارثة إلى شعبة جديدة بين جبلين لم تكن في الحسبان أغرقت المنطقة بالسيول والأوحال. من جهة أخرى، أوضحت مصادر محلية، أن الضحايا كانوا متوجهين من مدينة مراكش نحو منطقة تالوين بإقليمتارودانت، حيث تعرضت سيارة النقل المزدوج التي كانت تقلهم لانهيارات ترابية جراء سيول قوية بفعل الأمطار الغزيرة التي عرفها الإقليم. وأضافت المصادر نفسها، أن شخصين تمكنا من النجاة بعد خروجهما من السيارة التي كانا على متنها حين جرفتها السيول لتعلق وسط الأوحال التي خلفتها التساقطات الغزيرة. من جانب آخر، حذر متخصصون في الأرصاد الجوية، من التساقطات المطرية في المناطق الجبلية خلال فصل الصيف كونها مباغثة، حيث غالبا ما تتكون في ظرف وجيز وتهطل بغزارة مصحوبة بعواصف رعدية، خاصة، في آخر النهار وخلال الليل. ونبه هؤلاء، إلى خطر التواجد بمحاذاة الأودية، خلال هذه الفترة، خشية وقوع فيضانات وانجراف التربة بفعل السيول القوية، حتى ولو أن هذه العواصف الرعدية تحدث بعيدا، لأن الوديان تنقل الماء المتجمع وتوصله إلى نقاط بعيدة عن مكان العاصفة الرعدية.