عبر الدولي الجزائري السابق لخضر بلومي عن سعادته بتتويج منتخب بلاده يوم الجمعة الماضية بلقب كأس أمم إفريقيا لكرة القدم “مصر 2019″، مبرزا أن اللقب القاري يأتي بعد انتظار 29 عاما وفي ظرفية صعبة تجتازها الجزائر. وقال بلومي في حوار أجرته معه “بيان اليوم”، إن المدرب جمال بلماضي حقق معجزة فشل فيها أكثر من 6 مدربين سابقين ضمنهم أسطورة الجزائر رابح مادجر، مضيفا أن بلماضي بذل مجهودا كبيرا لإعادة الكرة الجزائرية إلى مكانتها. واختتم بلومي الحوار، بشكره لجلالة الملك محمد السادس على تهنئته بمناسبة فوز الجزائر بلقبها القاري للمرة الثانية، شاكرا أيضا الجمهور المغربي الذي ساند كتيبة “الخضر” طيلة مباريات البطولة نظرا لروابط الأخوة واللعب الجميل.
كيف عشتم تتويج منتخب الجزائر بكأس أمم إفريقيا للمرة الثانية؟ كنت سعيدا إلى درجة لا توصف. لقد شكل التتويج بكأس أمم إفريقيا 2019 حدثا هاما جدا في تاريخ الوطن منذ الاستقلال سنة 1962 والفوز على منتخب ألمانيا في كأس العالم سنة 1982. هذا الإنجاز يتحقق خارج الوطن بعد اللقب الأول سنة 1990 في دورة استضفناها وربحناها. هذا التتويج يؤكد من جديد قوة وجودة كرة القدم الجزائرية والعربية عامة. تعلمون أن الجزائر تجتاز ظرفا صعبا لكن الإنجاز ترك الابتسامة لدى كل الجزائريين. كرة القدم الجزائرية انتظرت 29 سنة بعد الفوز باللقب الأول، وهي مدة طويلة، ما تعليقك؟ أكيد أن الانتظار طال، وعشنا عدة دورات قارية تعذر علينا فيها تكرار التتويج ويبدو أن الظروف تهيأت مع المدرب الوطني والتركيبة البشرية الجاهزة والمحملة بالطموح والرغبة. الجميع تابع كيف كان منتخبنا جاهزا متحمسا وتمكن من عبور مختلف المحطات بنجاح مما منحه حب وعطف المتتبعين والمهتمين في الجزائر وخارجها. المدرب جمال بلماضي هو الآخر وجد الحل وعرف كيف يدفع المجموعة في اتجاه الانسجام والتجانس وتوفرت أشياء غابت عن منتخبنا سنوات . المنتخب الجزائري يتألق ويحرز اللقب الثاني تحت إشراف المدرب المحلي جمال بلماضي؟ صحيح .. فبلماضي أثبت أنه في مستوى المسؤولية. وأعتقد أن التتويج باللقب القاري أشبه بالمعجزة التي انتظرناها سنوات وتعذر تحقيقها مع خمسة أو ستة مدربين أجانب إضافة إلى رابح مادجر، في محطات مختلفة. بلماضي تحمل الكثير في هذه السنة لإعادة الكرة الجزائرية من خلال المنتخب الوطني إلى مكانتها الأصلية والمناسب، أقول هذا ولا أرمي المدرب جمال بالورود. لقد أسعدنا جميعا وأهدانا شيئا انتظرناه طويلا. الإنجاز هام و قراءته تترجم قيمة عمل جيد و جاد وراءه رجال خاصة وأن الفريق طور مردوده بنفس المجموعة تقريبا، كيف ذلك؟ بالفعل .. عندما أسندت مهمة تأطير المنتخب الوطني إلى جمال بلماضي وجد مشاكل وتعرض لانتقادات، لكنه اشتغل لترسيخ الجدية والانضباط ومكافحة الفوضى التي سادت في زمن جل المدربين السابقين. تابعنا كيف بنى الفريق واستغنى مضطرا عن بعض العناصر وجعل اللاعبين المعتمدين لديه في صف واحد يحدوهم شعور واحد يغلب مصلحة الفريق والعمل الجماعي و البحث عن النتائج الإيجابية بالانضباط والالتزام. وهي عوامل ميزت الفريق ووضعته في الصدارة. المغاربة كانوا جد سعداء لفوز منتخب الجزائر بكأس أمم إفريقيا وجلالة الملك محمد السادس وجه للرئيس الجزائري برقية تهنئة بالمناسبة؟ نشكر جلالة الملك محمد السادس على برقية التهنئة وهذا ليس غريبا على مسؤول عربي مسلم و مبادرته الرائعة تترجم العلاقة المتينة والمتجدرة بين الشعبين، وأنا لا أدخل مجال السياسة، وأدرك جيدا أننا الجزائر و المغرب خاوة .. خاوة. جمعتنا الرياضة على امتداد التاريخ والأمل أن يكون المستقبل بيننا أرقى وأفضل، ونتمنى النجاح للبلدين معا. وأنتهز الفرصة لتهنئة المنتخب السنغالي على تألقه و بلوغ النهائي وتقديم صورة جميلة ونشكر الجمهور المغربي على التشجيع والدعم وهذا طبيعي من أبناء بلدان أخرى وشقيقة.